قفزة جديدة.. أسعار الذهب عالميًا ومحليًا تتحدى التوقعات | خبراء يكشفون الأسباب الحقيقية للصعود

شهدت أسعار الذهب عالميًا ومحليًا قفزات تاريخية، حيث تجاوز سعر الأوقية حاجز 3500 دولار، مسجلاً 3546 دولارًا، ما انعكس مباشرة على السوق المحلي ليرتفع سعر جرام الذهب عيار 21 بمقدار 85 جنيهًا ليصل إلى 4825 جنيهًا. يعزو خبراء هذا الصعود الكبير إلى ترقب خفض الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة وتزايد الطلب على الذهب كملاذ آمن في ظل التقلبات الاقتصادية العالمية.

ارتفاع قياسي في أسعار الذهب عالميًا ومحليًا

سجلت أسعار الذهب العالمية ارتفاعات ملحوظة خلال الأيام الماضية، متجاوزة مستويات غير مسبوقة. وصل سعر الأوقية عالميًا إلى 3546 دولارًا، بعد أن كانت قد تجاوزت 3500 دولار أمس. هذا الارتفاع القياسي في بورصات الذهب العالمية أثر بشكل مباشر على الأسواق المحلية.
وفي السوق المصري، شهد سعر الذهب عيار 21 قفزة ملحوظة، حيث ارتفع من 4740 جنيهًا للجرام في نهاية تعاملات الثلاثاء إلى 4825 جنيهًا في نهاية تعاملات اليوم، بزيادة قدرها 85 جنيهًا في يومين.

أسباب صعود أسعار الذهب: توقعات الفائدة وملاذ آمن

أوضح خبراء في قطاع الذهب أن الارتفاع الكبير في أسعار المعدن النفيس عالميًا ومحليًا يعود إلى عدة عوامل رئيسية متداخلة. وأكد لطفي منيب، نائب رئيس شعبة الذهب والمجوهرات بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن تجاوز الأوقية العالمية حاجز 3500 دولار مدفوعًا بعدة أسباب:

• ترقب خفض الفيدرالي الأمريكي للفائدة: يتوقع المستثمرون أن يقوم البنك الفيدرالي الأمريكي بتخفيض أسعار الفائدة على الدولار. هذا الترقب يقلل من جاذبية الاحتفاظ بالدولار ويدفع المستثمرين للبحث عن بدائل استثمارية مثل الذهب.
• تراجع قيمة الدولار: يؤدي انخفاض قيمة الدولار أمام العملات العالمية الأخرى إلى زيادة قيمة الذهب بالنسبة لحائزي تلك العملات، مما يحفز الطلب عليه.
• حالة عدم اليقين الاقتصادي: يواجه الدولار ضغوطًا ناتجة عن أحداث مثل صدور أحكام قضائية في الولايات المتحدة بإلغاء بعض التعريفات الجمركية، مما أحدث هزة في الاقتصاد الأمريكي وخلق حالة من عدم اليقين، وهذا يدفع المستثمرين نحو الذهب.
• الملاذ الآمن: في أوقات الاضطراب الاقتصادي وعدم الاستقرار العالمي، يلجأ المستثمرون إلى الذهب كـ “ملاذ آمن” للحفاظ على قيمة أصولهم، وهذا يزيد الطلب ويرفع الأسعار في البورصات العالمية.

واتفق نادي نجيب، سكرتير عام شعبة الذهب سابقًا، مع هذه التفسيرات، مشيرًا إلى أن السوق المحلي للذهب سوق مفتوح يتأثر مباشرة بأي ارتفاع أو انخفاض في الأسعار العالمية.

توقعات لمستقبل أسعار الذهب: صعود أم استقرار؟

بخصوص التوقعات المستقبلية لأسعار الذهب، قدم الخبراء رؤى متباينة تعتمد على سيناريوهات الاقتصاد العالمي وقرارات البنوك المركزية.
أشار لطفي منيب إلى أنه في حال خفض الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة مع استمرار الأزمة الروسية الأوكرانية، فمن المتوقع أن تواصل أسعار الذهب ارتفاعها. أما إذا قرر الفيدرالي تثبيت أسعار الفائدة وتم حل الأزمة العالمية، فمن المرجح أن تشهد الأسعار استقرارًا أو حتى تراجعًا طفيفًا.
من جانبه، توقع نادي نجيب أن تستمر أسعار الذهب في الارتفاع تدريجيًا خلال الفترة المقبلة، مدعومة بالطلب المستمر والتوجهات الاقتصادية العالمية.