لأول مرة عالميًا.. ضياء عوض يكشف تفاصيل التمثال العملاق الذي يمثل معادلة فنية جديدة بلا مثيل
أثار تمثال عملاق يبلغ ارتفاعه 27 مترًا، يقف أمام بوابة طريق مصر-إسكندرية الصحراوي، جدلاً واسعًا في الفترة الأخيرة، وذلك ضمن الاستعدادات لافتتاح المتحف المصري الكبير. يعتبر التمثال، من إبداع الدكتور ضياء عوض، أستاذ النحت الميداني، الذي أكد أن هذا النقاش أمر طبيعي وصحي في الفن التشكيلي، ويعكس تفاعل الجمهور مع عمل فني بهذا الحجم والرؤية.
جدل التمثال العملاق: رؤية فنية تثير النقاش
تسبب التمثال الشاهق، المصاحب لافتتاح المتحف المصري الكبير، في إثارة موجة من الجدل والنقاش العام. وفي تصريح خاص، أوضح الدكتور ضياء عوض، أستاذ النحت الميداني بكلية الفنون الجميلة ومبدع التمثال، أن هذا الجدل طبيعي تمامًا وضروري في عالم الفنون التشكيلية. وأكد عوض أن أي عمل فني بهذا الحجم والأهمية، لا بد أن يستفز التفكير ويثير الحوار بين الجمهور والنقاد. يرى الفنان أن التفاعل، سواء بالقبول أو الاعتراض، هو جوهر الفن الذي يظل حيًا من خلال هذه المشاركة الجماهيرية.
تصميم فريد: تمثال بارتفاع 27 مترًا يعكس معادلة فنية جديدة
يصف الدكتور ضياء عوض تمثاله الضخم، الذي يصل ارتفاعه إلى 27 مترًا، بأنه يمثل “معادلة صعبة وجديدة” في تاريخ الفن المصري الحديث. يجمع هذا العمل الفني بين ضخامة غير مسبوقة في الحجم وقيمة فكرية عميقة، مؤكدًا أنه لا يوجد عمل فني مشابه له في العالم يضاهيه في تكوينه أو أبعاده أو المفهوم الذي يحمله. يهدف هذا التصميم الفريد إلى أن يكون أيقونة بصرية ترحب بالزوار والسياح عند بوابة المتحف، ليعكس قدرة مصر المستمرة على الإبداع والتجديد، مستلهمة عظمة تاريخها العريق في آن واحد.
نقد بناء ونقد هدام: تحليل أستاذ النحت للآراء المختلفة
تطرق أستاذ النحت الميداني إلى طبيعة الانتقادات التي طالت العمل، مشيرًا إلى وجود مساحة واسعة للنقد. أوضح عوض أن جزءًا كبيرًا من هذا النقد يعتبر بناءً، لأنه يصدر عن فنانين متخصصين وخبراء، وهو ما يسهم في إثراء التجربة الفنية ويضيف إليها أبعادًا جديدة. على النقيض، يرى الفنان أن النقد الهدام غالبًا ما يأتي من أفراد يفتقرون إلى الوعي الكافي بالفن التشكيلي، ولا يدركون الرؤية الإبداعية العميقة التي يقوم عليها العمل الفني، مما يجعل نقدهم سطحيًا وغير قائم على أساس فني.
اللمسات الأخيرة للتمثال: أيقونة بصرية للمتحف المصري الكبير
لا يزال العمل الفني في مراحله النهائية من التشطيبات، بما في ذلك التفاصيل الدقيقة وتركيب أنظمة الإضاءة المتطورة. أكد الدكتور ضياء عوض أن الشكل النهائي للتمثال سيكتمل قريبًا، وسيظهر بصورة متكاملة تتناسب مع المكانة العالمية للمتحف المصري الكبير، الذي يعد أحد أبرز الصروح الثقافية في العالم. ويُنتظر أن يكون هذا التمثال رمزًا بصريًا جديدًا، يرسخ رسالة مفادها أن مصر تجمع بين الأصالة والمعاصرة، وأنها لا تزال مصدر إلهام للإبداع والتجديد في الفن المعاصر، مؤكدًا أن الهدف لم يكن مجرد بناء تمثال ضخم، بل تقديم رؤية فنية متكاملة تعمق هوية المكان وروحه.