جدل حاد يشتعل.. شعبة الورق تتهم بـ”الاستغلال” بسبب أسعار الكتب الخارجية والمكتبات تكشف الأسباب الحقيقية للارتفاع

شهدت أسواق الكتب الخارجية ارتفاعًا ملحوظًا في أسعارها مؤخرًا، وهو ما أثار حالة من الاستياء والقلق الشديد بين أولياء الأمور مع اقتراب العام الدراسي الجديد 2025. وتراوحت نسب الزيادة بين 10 و30% وفقًا لنوعية الكتاب، في ظل تباين آراء الخبراء حول مبررات هذا الارتفاع ومدى مشروعيته.

ارتفاع أسعار الكتب الخارجية يثير قلق أولياء الأمور

أكد بركات صفا، رئيس شعبة الأدوات المكتبية ولعب الأطفال بغرفة القاهرة التجارية، أن أسعار الكتب الخارجية شهدت هذا الموسم ارتفاعًا ملموسًا في الأسواق. وتتراوح هذه الزيادة بين 10% و30% حسب طبيعة ومحتوى كل كتاب خارجي، الأمر الذي يزيد من الأعباء المالية على الأسر المصرية التي تستعد للعام الدراسي 2025.

أسباب متعددة وراء زيادة تكلفة الكتب الدراسية

عزا بركات صفا، في تصريحات له، أسباب الزيادة في أسعار الكتب الخارجية إلى عدة عوامل متداخلة. ومن أبرز هذه الأسباب تغيير المناهج الدراسية مقارنة بالعام الماضي، مما يتطلب طبع إصدارات جديدة. كما أشار إلى ارتفاع تكلفة الطباعة والأحبار بشكل عام، وهو ما يؤثر مباشرة على سعر المنتج النهائي. بالإضافة إلى ذلك، تلعب حلقات التوزيع المتعددة دورًا في زيادة السعر النهائي الذي يدفعه المستهلك، حيث يمر الكتاب بعدة مراحل قبل وصوله إليه.
وتشمل حلقات التوزيع هذه:

• الموزع الرئيسي
• تاجر الجملة
• تاجر نصف الجملة
• بائع التجزئة

فضلًا عن هذه العوامل، أكد صفا أن زيادة تكاليف النقل والكهرباء والأيدي العاملة تساهم أيضًا في رفع السعر النهائي للكتب الدراسية الخارجية في الأسواق المصرية. وطالب بضرورة تشديد الرقابة على الأسواق وتفعيل دور الغرف التجارية للتواصل المباشر مع التجار لضمان استقرار الأسعار.

دعوات لضبط الأسواق والتحقيق في الزيادة غير المبررة

على النقيض، وصف عمرو خضر، رئيس الشعبة العامة للورق بالاتحاد العام للغرف التجارية، الارتفاع الحالي في أسعار الكتب الخارجية بأنه “غير مبرر”. واعتبر خضر أن هذا الارتفاع يمثل استغلالًا للمواطنين، خاصة مع اقتراب الموسم الدراسي وزيادة الطلب على الكتب. وطالب بتدخل فوري من جهاز حماية المستهلك لضبط ومتابعة الأسواق والتحقيق في مسببات هذه الزيادات.

تراجع أسعار الورق عالميًا واستقرار سعر الدولار

لتعزيز موقفه، أوضح عمرو خضر أن أسعار الورق عالميًا قد تراجعت بشكل ملحوظ خلال الفترة الأخيرة بنسبة تتراوح بين 20% و25%. هذا التراجع العالمي في سعر الورق، بالإضافة إلى استقرار وتراجع سعر الدولار في البنوك المصرية، يؤكد وفقًا لخضر أنه لا يوجد مبرر حقيقي لارتفاع أسعار الكتب أو الورق في السوق المحلية. هذا التناقض يدفع إلى ضرورة مراجعة هيكل تسعير الكتب الخارجية لضمان عدم تحميل المستهلكين أعباء مالية إضافية بدون وجه حق مع اقتراب العام الدراسي الجديد 2025.