تطور جديد.. سيناريوهات الصراع الإيراني الإسرائيلي القادم تكشف عن مسارات خطيرة

تتصاعد حدة التوتر في الشرق الأوسط مجددًا، لتشير التوقعات إلى مواجهة محتملة بين إسرائيل وإيران، قد تكون أشد قسوة من الجولة السابقة التي استمرت اثني عشر يومًا وشهدت تبادلًا للضربات المدمرة. تتزايد المخاوف من انخراط أطراف إقليمية ودولية في هذا الصراع، مما يهدد استقرار المنطقة المشتعلة بالفعل ويزيد من تعقيد المشهد الأمني.

تصاعد التوتر بين طهران وتل أبيب: نذر مواجهة وشيكة

منذ توقف المواجهة العسكرية بين إسرائيل وإيران في يونيو الماضي، لم تهدأ لغة التهديد المتبادل بين الطرفين. استمرت الحرب الكلامية بين طهران وتل أبيب في ظل ترقب شديد، مع تزايد التحذيرات من تجدد الصراع. يرى مراقبون أن المواجهة التي اندلعت في يونيو لم تُحسم بعد، خاصة مع رفض إسرائيل إصلاح المواقع النووية والباليستية التي تعرضت لأضرار كبيرة حينها.

اقرأ أيضًا: تحذير: موجة حرارة شديدة تضرب البلاد.. الأرصاد تحدد موعد الذروة

الاستعدادات المتبادلة وتجنب أخطاء الماضي

تبدو إيران هذه المرة أكثر حرصًا على تفادي الأخطاء التي وقعت فيها سابقًا، خاصة بعد تعرضها لاختراق داخلي من قبل عملاء للموساد الإسرائيلي، الذين يُعتقد أنهم ساهموا في تسهيل الضربة الإسرائيلية الأولى على طهران في فجر الثالث عشر من يونيو. في المقابل، تسعى إسرائيل جاهدة لترميم منظومتها الدفاعية وتطوير استراتيجيات جديدة للتعامل مع الصواريخ الإيرانية، التي تسببت في خسائر بشرية ومادية كبيرة خلال الحرب الماضية، وسط تعتيم رسمي على حجم الأضرار الفعلية.

مواقف المسؤولين وتصريحات التهديد المتبادل

أكد نائب وزير الخارجية الإيراني، سعيد خطيب زاده، مؤخرًا أن احتمالات اندلاع مواجهة عسكرية مع إسرائيل “واردة وكبيرة”، وذلك على الرغم من تأكيد بلاده على سعيها لتجنيب المنطقة “حربًا لا نهاية لها”. جاءت هذه التصريحات بالتزامن مع تأكيد الحرس الثوري الإيراني أن طهران قادرة على جعل إسرائيل “تندم” إذا ما اندلعت الحرب.

اقرأ أيضًا: بعد تداول مقاطعها.. القبض على الراقصة بديعة بتهمة نشر فيديوهات خادشة للحياء

من سيبدأ المواجهة؟ تحليل الدوافع

من المرجح أن لا تكون إيران هي الطرف البادئ في الجولة المقبلة من الصراع، بل ستكون إسرائيل. يعود هذا الترجيح لعدة اعتبارات، أبرزها حرص طهران على تجنب منح تل أبيب فرصة لحصد التعاطف الدولي والظهور بمظهر الطرف المعتدى عليه لا المعتدي، خاصة وأن الدعم الأمريكي اللامحدود يوفر غطاءً دبلوماسيًا وعسكريًا لإسرائيل. في المقابل، لا يزال القادة الإسرائيليون يعلنون صراحة عن رغبتهم في اغتيال المرشد الإيراني علي خامنئي وتدمير البرنامج النووي الإيراني، معتبرين ذلك هدفًا استراتيجيًا. يتوقع مراقبون أن تشهد المعركة المقبلة دخول أطراف داعمة لطهران، وفي مقدمتها حزب الله اللبناني وجماعة أنصار الله الحوثية في اليمن، ضمن ما يُعرف بـ”محور المقاومة”، في حين يُتوقع أن تكون الولايات المتحدة الطرف الداعم لإسرائيل، كما حدث في الحرب الأخيرة.

تفوق إسرائيلي وتحديات إيرانية: نظرة الخبراء

يرى الدكتور علاء السعيد، خبير الشأن الإيراني، أن التصريحات الأخيرة الصادرة عن مساعد وزير الخارجية الإيراني بشأن الاستعداد لمواجهة محتملة مع إسرائيل، لا تعكس قوة حقيقية بقدر ما تكشف عن أزمة عميقة تعيشها طهران على المستويين السياسي والعسكري. أوضح السعيد أن إيران تدرك جيدًا أن الدخول في مواجهة مباشرة مع إسرائيل في هذه المرحلة أمر شبه مستحيل، بسبب ضعف بنيتها العسكرية التقليدية وغياب الغطاء الدولي لأي عملية من هذا النوع. وأكد أن الجيش الإيراني يعاني من تراجع في قدراته الجوية والدفاعية مقارنة بالتطور التقني الهائل للترسانة الإسرائيلية، كما أثرت العقوبات الاقتصادية المتراكمة سلبًا على قدرته على تحديث أنظمته القتالية.

اقرأ أيضًا: 7 أشخاص تحت الأنقاض.. انهيار منزل ينهي حياة 3 ويصيب 4 بقرية الشيخ مسعود في سوهاج

على المستوى السياسي، أضاف خبير الشأن الإيراني أن طهران تعيش عزلة متزايدة حتى بين حلفائها التقليديين، وتواجه أزمات داخلية حادة تتعلق بالاقتصاد والاحتجاجات الشعبية المستمرة منذ العام الماضي، مما يجعل أي مغامرة عسكرية مجازفة خطيرة قد تهدد استقرار النظام نفسه. في حال اندلاع مواجهة، فإن أقصى ما يمكن أن تفعله إيران هو تفعيل أدواتها الإقليمية مثل بعض فصائل ما يُسمى “محور المقاومة” في لبنان أو اليمن أو العراق، لكن حتى هذه الورقة لم تعد بنفس الفاعلية كما في السابق، بسبب الضغوط الدولية وتراجع التمويل الإيراني نتيجة العقوبات، بحسب السعيد. ورأى أن التصعيد الكلامي الإيراني موجه بالدرجة الأولى للداخل الإيراني لرفع المعنويات، وليس استعدادًا فعليًا لخوض مواجهة مع إسرائيل. على الجانب الآخر، قال السعيد إن تل أبيب تمتلك تفوقًا عسكريًا نوعيًا يجعلها قادرة على شل القدرات الإيرانية خلال ساعات إذا اندلعت أي حرب مباشرة. وبناءً على المعطيات الحالية، أوضح أن طهران تلوح بالقوة بينما تفتقر إليها فعليًا، وتحاول استخدام التهديدات الإعلامية كأداة للردع، لكنها في الواقع تسعى بكل الوسائل لتجنب أي صدام مفتوح قد يكشف هشاشتها السياسية والعسكرية.

السيناريوهات المحتملة للصراع الإسرائيلي الإيراني

في حالة اندلاع مواجهة عسكرية بين إيران وإسرائيل، يتوقع الدكتور علاء السعيد أن تتجه السيناريوهات نحو ثلاثة مسارات محتملة:

اقرأ أيضًا: ظهرت الآن.. نتيجة الشهادة الاعدادية الدور الثاني 2025 | رابط مباشر بالاسم ورقم الجلوس عبر بوابة التعليم الأساسي

  • حرب قصيرة ومحدودة تقتصر على تبادل الضربات الجوية والصاروخية بين الجانبين دون توسع إقليمي واسع.
  • تصعيد إقليمي أوسع عبر تدخل فصائل مسلحة موالية لإيران في لبنان واليمن والعراق، مما قد يجر المنطقة إلى فوضى أمنية شاملة.
  • تدخل قوى دولية كبرى تساند الطرفين أو أحدهما، وهو السيناريو الأقل احتمالًا، لكنه قد يجر المنطقة إلى حرب شاملة يصعب السيطرة عليها.