لأول مرة رسمياً.. وزارة التربية والتعليم في الإمارات تدرج مقررات دراسية جديدة لجميع المراحل التعليمية.

أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة عن خطوة تعليمية استراتيجية وغير مسبوقة، تتمثل في إدراج مادة الأمن السيبراني ضمن المناهج الدراسية للصفوف من الأول وحتى الثاني عشر، بدءًا من العام الدراسي 2025-2026. تهدف هذه المبادرة إلى بناء جيل إماراتي يمتلك الوعي والمهارات اللازمة للتعامل الآمن والمسؤول مع التحديات المتزايدة للفضاء الرقمي، وذلك في ظل التسارع الكبير للثورة التكنولوجية حول العالم.

الإمارات ترسيخ الأمن السيبراني في التعليم لمستقبل رقمي آمن

تؤكد هذه الخطوة التزام الإمارات بترسيخ ثقافة أمنية رقمية شاملة، تبدأ من المراحل التعليمية المبكرة، لتواكب التحديات الإلكترونية المتنامية. ويهدف إدراج الأمن السيبراني في المناهج التعليمية الإماراتية إلى إعداد شباب قادر على حماية نفسه ومجتمعه من المخاطر الرقمية، وتعزيز قدرته على الابتكار والاستفادة من الفرص التي يتيحها العالم الرقمي بوعي ومسؤولية.

اقرأ أيضًا: عودة غير متوقعة.. جيسيكا رادكليف وحوت الأوركا محل البحث مجددًا: معلومات عن حوت الأوركا

أدلة تعليمية متطورة لتعزيز الوعي الرقمي للطلاب

عملت وزارة التربية والتعليم الإماراتية على تطوير أدلة تعليمية متكاملة تشرح مبادئ السلامة الرقمية بأسلوب مبسط يتناسب مع كافة الفئات العمرية. صُممت هذه الأدلة خصيصًا لتزويد الطلاب بالمعرفة الأساسية اللازمة لحماية بياناتهم الشخصية، وتعليمهم الاستخدام الآمن والمسؤول للأجهزة الذكية، بالإضافة إلى إرشادهم للتعامل الواعي مع المحتوى المتوفر على شبكة الإنترنت. وتتوفر هذه المواد حاليًا باللغة الإنجليزية، مع خطط مستقبلية لتوسيع نطاقها لتشمل لغات أخرى، لضمان تجربة تعليمية أكثر شمولية ووصولًا لأكبر عدد من المستفيدين.

منهج متدرج لمفاهيم الأمن السيبراني في جميع المراحل الدراسية

اعتمدت وزارة التربية والتعليم منهجية متدرجة في تدريس مفاهيم الأمن السيبراني، بما يتوافق مع التطور الذهني والعمري للطلاب، ويضمن استيعابهم للمادة بشكل فعال:

اقرأ أيضًا: رسميًا.. دخول منصة منار للمتدربين 1447 عبر النفاذ الوطني الموحد

  • المرحلة الابتدائية (الصفوف 1-4): سيتعرف الطلاب الصغار على القواعد الأساسية لحماية معلوماتهم الشخصية، ويفهمون معنى البيئة الرقمية من خلال أنشطة عملية وتفاعلية محببة لهم.
  • المرحلة الإعدادية (الصفوف 5-8): سيتم التركيز على تنمية وعي الطلاب بالمخاطر الإلكترونية المحتملة، وتوضيح الفروقات الجوهرية بين السلوكيات الآمنة وغير الآمنة عند استخدام الإنترنت.
  • المرحلة الثانوية (الصفوف 9-12): يدرس الطلاب موضوعات أكثر تعمقًا وتخصصًا، مثل حماية الشبكات وأمن المعلومات. ويصل التعليم ذروته في الصف الثاني عشر بمادة متخصصة بعنوان “الأمن السيبراني”، والتي تهدف إلى تهيئتهم للفرص الأكاديمية والمهنية المستقبلية في هذا المجال الحيوي والمتزايد الأهمية.

أهداف استراتيجية لدعم رؤية الإمارات في التحول الرقمي

إن إدراج الأمن السيبراني في المناهج التعليمية الإماراتية يتجاوز مجرد نشر المعرفة، بل يسعى إلى تحقيق أهداف استراتيجية أوسع نطاقًا لدعم رؤية الدولة المستقبلية:

  • بناء ثقافة أمنية رقمية راسخة وقوية لدى جميع الطلاب.
  • تعزيز مهارات التفكير النقدي وقدرة الطلاب على حل المشكلات المعقدة.
  • تمكين الجيل الجديد من مواجهة التحديات الرقمية المتجددة بثقة وكفاءة.
  • دعم رؤية الإمارات الطموحة في أن تصبح مركزًا عالميًا رائدًا للتكنولوجيا والابتكار.

دور الأسرة والمدرسة في بناء ثقافة الأمن الرقمي الشامل

لتحقيق النجاح المنشود لهذه المبادرة التعليمية الطموحة، يتطلب الأمر تعاونًا وثيقًا ومستمرًا بين المؤسسات التعليمية والأسر. إن التكامل الفعال بين دور الأهل والمعلمين يلعب دورًا حاسمًا في غرس السلوكيات الرقمية المسؤولة والآمنة لدى الطلاب، سواء داخل البيئة المدرسية أو في حياتهم اليومية خارجها. ومن خلال هذا التكاتف والتعاون المشترك، يصبح الطلاب أكثر استعدادًا لاستخدام التكنولوجيا الحديثة بشكل آمن، واعي، ومسؤول، بما يضمن حماية مستقبلهم الرقمي.

اقرأ أيضًا: رسميًا.. اشتراطات جديدة للعمرة من الخارج.. تعرف عليها