تطور جديد في المناهج.. إلغاء “طموح جارية” بين راحة الطلاب ومخاطر إضعاف التذوق الأدبي
أثار قرار وزارة التربية والتعليم الأخير بحذف قصة “طموح جارية” من منهج اللغة العربية للصف الثالث الإعدادي جدلًا واسعًا بين أولياء الأمور والمعلمين. جاء القرار، الذي كشفت عنه وثائق توزيع المناهج الجديدة، لتبرره الوزارة بالرغبة في تخفيف الأعباء الدراسية على الطلاب، بينما حذر خبراء تربويون من تداعياته السلبية على المهارات اللغوية والأدبية.
تفاصيل قرار حذف “طموح جارية” من المنهج الدراسي
تصاعدت حدة النقاشات في الأوساط التعليمية بعد تأكيد وزارة التربية والتعليم إلغاء قصة “طموح جارية” من مقرر اللغة العربية لطلاب الصف الثالث الإعدادي. وتعد هذه القصة جزءًا أساسيًا من المنهج لسنوات طويلة، حيث كانت تُعرف بكونها عملًا أدبيًا راسخًا يغرس قيم النضال والطموح ويُعرف الطلاب بشخصية شجرة الدر التاريخية البارزة. أحدثت هذه الخطوة مفاجأة لكثيرين اعتادوا على وجود القصة كمكون لا يتجزأ من ثقافة الطلاب الأدبية.
مبررات وزارة التربية والتعليم لإلغاء القصة
أوضحت وزارة التربية والتعليم أن الدافع وراء هذا القرار هو سعيها لتخفيف العبء الدراسي عن الطلاب، مؤكدة على ضرورة التركيز بشكل أكبر على تنمية مهارات الفهم والتحليل بدلًا من الحفظ والتلقين. ويأتي هذا التعديل ضمن خطة الوزارة الشاملة للتطوير التدريجي للمناهج التعليمية، بهدف مواكبة التطورات العالمية وتقديم تجربة تعليمية أكثر فعالية وفائدة للطلاب.
تأثير إلغاء “طموح جارية” على الحصيلة اللغوية للطلاب
من جانبه، علق الأستاذ مهتدي سلطان، مستشار اللغة العربية ورئيس القسم بمدارس سانت فاتيما الحجاز، على قرار حذف قصة “طموح جارية”. أكد سلطان في تصريحاته لموقع “مانشيت” أن الفائدة الوحيدة للقرار قد تكون في تخفيف حجم المنهج على الطلاب، لكنه حذر بشدة من الآثار السلبية المحتملة. وأوضح أن غياب القصة قد يؤدي إلى:
- ضعف الحصيلة اللغوية لدى الطلاب.
- حرمانهم من التذوق الأدبي لعالم الرواية.
- فقدان عادة قراءة الأعمال الأدبية الهامة.
وأشار سلطان إلى أن قراءة الروايات تساهم بشكل كبير في تنمية الملكة اللغوية للطلاب وتوسع مداركهم ومفرداتهم بشكل مميز.
مقترحات لتعويض المحتوى الأدبي المفقود
للتغلب على السلبيات المحتملة لقرار حذف قصة “طموح جارية”، قدم الأستاذ مهتدي سلطان عدة مقترحات عملية لتعويض هذا الفراغ. يرى سلطان أن بالإمكان المحافظة على البعد الأدبي والثقافي للمنهج دون زيادة العبء على الطلاب من خلال:
- تنظيم أبحاث مدرسية تُشجع الطلاب على البحث والقراءة في مجالات أدبية مختلفة.
- إقامة مسابقات أدبية على مستوى الإدارات التعليمية، وهو ما توليه الوزارة اهتمامًا بالفعل.
- عدم إغفال الأعمال الروائية في أساليب الامتحانات الحديثة، وذلك عبر عرض مقاطع من روايات متنوعة ومطالبة الطلاب بإجراء مقارنات بينها، مما يضمن تخفيف المنهج مع الحفاظ على القيمة الأدبية.
تأمل هذه المقترحات في تحقيق التوازن بين أهداف الوزارة في تخفيف المناهج والحفاظ على أهمية الأدب في بناء شخصية الطالب اللغوية والفكرية.