استعادت مصر مؤخرًا مجموعة ثمينة من آثارها التاريخية المهربة من الولايات المتحدة الأمريكية، في خطوة تؤكد التزام القاهرة الثابت بحماية تراثها الحضاري العريق. تأتي هذه العملية تتويجًا لجهود مكثفة وتعاون وثيق بين الجهات المصرية والأمريكية، في إطار المساعي المستمرة لوقف الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية.
جهود مصرية أمريكية مشتركة لاستعادة كنوز الحضارة
أكد شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، أن نجاح عملية استرداد الآثار المصرية يعكس قوة التعاون والتنسيق المتواصل بين وزارتي السياحة والآثار والخارجية المصرية، وتحديدًا القنصلية المصرية في نيويورك، بالتعاون مع مكتب المدعي العام لمدينة نيويورك. وشدد الوزير على عمق العلاقات المصرية الأمريكية، خاصة في مجال مكافحة تهريب والاتجار غير المشروع في الممتلكات الثقافية، مؤكدًا أن هذا التعاون يعزز حماية التراث العالمي.
كيف عادت الآثار إلى وطنها؟ تفاصيل التحقيقات الأمريكية
من جانبه، كشف الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن السلطات الأمريكية أجرت تحقيقات جنائية دقيقة أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أن هذه القطع الأثرية خرجت من مصر بطرق غير قانونية. وعلى إثر هذه التحقيقات، تم تسليم المجموعة رسميًا إلى القنصل العام لجمهورية مصر العربية في نيويورك، في خطوة تعزز سيادة مصر على آثارها.
كنوز نادرة: أهم القطع الأثرية المستردة
وفي هذا السياق، صرح شعبان عبد الجواد، مدير عام الإدارة العامة لاسترداد الآثار والمشرف على الإدارة المركزية للمنافذ الأثرية، بأن القطع التي تم استردادها تتميز بقيمتها التاريخية والفنية العالية. ومن أبرز هذه الكنوز:
- إناء على هيئة المعبود “بس”، يرجع تاريخه للفترة بين 650 و550 قبل الميلاد.
- قناع جنائزي يعود للعصر الروماني، يحمل تفاصيل فنية فريدة.
- لوحة جدارية من عصر الدولة الحديثة، تزينها نقوش هيروغليفية تظهر جزءًا علويًا لهيئة آدمية، وما زالت تحتفظ بألوانها الأصلية الزاهية بشكل مذهل.
- شاهد قبر من القرنين الثالث أو الرابع الميلادي.
- إناء مزخرف بكتابات عربية يعود للقرن التاسع عشر.
- بالإضافة إلى عدد من القطع الأثرية المتنوعة الأخرى، التي تضاف إلى سجل مصر الحافل بالآثار المستعادة.
التزام مصري مستمر: لا تهاون في استعادة التراث
تجدد وزارة السياحة والآثار التأكيد على التزامها، بالتنسيق الكامل مع وزارة الخارجية وكافة الجهات الوطنية والدولية المعنية، بمواصلة جهودها الحثيثة لاستعادة جميع القطع الأثرية المصرية المهربة. ويأتي هذا الالتزام حرصًا على التراث الوطني الذي يُعد جزءًا لا يتجزأ من الإرث الإنساني العالمي، ورافدًا أساسيًا للحضارة الإنسانية.
اقرأ أيضًا:
مدبولي عن أمطار الإسكندرية: نتوقع تكرارها على فترات متقاربة وسريعة
“الأوقاف” توجه نصائح للمواطنين بشأن صلاة عيد الأضحى المبارك
رفع حالة الاستعداد القصوى بالمستشفيات خلال عيد الأضحى بالجيزة
الأزهر يوضح حكم أداء صلاة الجمعة إذا وافقت يوم العيد