تطور مفاجئ بالأسواق.. أداء الأسهم الأوروبية يباين عقب بيانات التوظيف الأمريكية الحاسمة

تباين أداء مؤشرات الأسهم الأوروبية يوم الخميس بعد صدور بيانات توظيف أمريكية أضعف من المتوقع، مما عزز آمال المستثمرين بخفض وشيك لأسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفدرالي. وبينما سجلت بعض المؤشرات الرئيسية مكاسب عامة، شهدت قطاعات محددة مثل السفر والأدوية ضغوطًا كبيرة نتيجة لأخبار شركات فردية، ما أدى إلى تباين واسع في حركة السوق.

أداء المؤشرات الأوروبية بنهاية جلسة الخميس

أظهرت بورصات أوروبا تحركات متباينة في ختام تعاملات الخميس، حيث صعدت معظم المؤشرات الرئيسية باستثناء المؤشر الفرنسي.

وتصدر قطاعا الإعلام والاتصالات مؤشر Stoxx 600 الأوروبي بارتفاع بلغ نحو 2% لكل منهما، مما ساهم في تحقيق المؤشر لنمو إيجابي بشكل عام.

محركات السوق الرئيسية وتأثيرها على الأسهم الأوروبية

تأثرت حركة الأسهم الأوروبية بعدة عوامل رئيسية دفعت الأسواق في اتجاهات مختلفة. كان العامل الأبرز هو صدور بيانات التوظيف في القطاع الخاص الأمريكي لشهر أغسطس، والتي جاءت أضعف مما توقعه المحللون. هذه البيانات عززت التوقعات بأن الاحتياطي الفدرالي قد يتجه إلى تخفيف سياسته النقدية المتشددة في وقت أقرب، مما يدعم أسعار الأصول الحساسة لسعر الفائدة. على الجانب الآخر، تسببت أخبار شركات محددة في ضغوط كبيرة على قطاعات مثل الطاقة المتجددة والسفر والأدوية، مما قوض المكاسب العامة في بعض الأحيان.

شركة أورستيد: تحديات قانونية وتقلبات في أسهم الطاقة المتجددة

شهدت أسهم شركة أورستيد الدنماركية للطاقة المتجددة تقلبات حادة خلال الجلسة، حيث قلصت مكاسبها لتنهي اليوم مرتفعة بنحو 0.7% فقط، بعدما كانت قد سجلت ارتفاعًا بنحو 4% في وقت سابق. جاء هذا التراجع بعد إعلان الشركة عن رفع دعوى قضائية ضد إدارة الرئيس الأمريكي، بهدف منع أي عراقيل قد تعترض استكمال مشروع مزرعة رياح ضخمة قبالة ساحل نيو إنغلاند. وتأتي هذه الخطوة قبل اجتماع عام استثنائي للشركة لشرح خطة زيادة رأس المال للمساهمين، وذلك في ظل مواجهة بعض مشاريعها في الولايات المتحدة لمشكلات متكررة. وكانت أورستيد قد أعلنت في وقت سابق عن حصولها على ما يقارب مليار دولار من رأس مال جديد من شركة النفط النرويجية “إكوينور”، كجزء من خطة لزيادة رأس المال عبر إصدار حقوق أولوية بقيمة 60 مليار كرونة دنماركية، أي ما يعادل حوالي 9.4 مليار دولار أمريكي.

قطاع السفر يتراجع بعد تحذيرات “جيت 2”

كان قطاع السفر الأسوأ أداءً خلال تعاملات الخميس، متأثرًا سلبًا بتحديثات من شركة الطيران والسفر “جيت 2”. خفضت الشركة توقعاتها الربحية، مشيرة إلى أنها تتوقع أن تكون الأرباح قبل الفوائد والضرائب عند الحد الأدنى من النطاق المتوقع الذي يتراوح بين 449 و496 مليون جنيه إسترليني. وأوضحت “جيت 2” أن العملاء يؤجلون حجوزاتهم، وأن غالبية سعة المقاعد المخصصة لفصل الشتاء لا تزال غير معروضة للبيع، مع خطط لتقليص عدد المقاعد المطروحة للموسم المقبل. أدت هذه الأخبار إلى هبوط أسهم الشركة بأكثر من 20% في التعاملات المبكرة، لتغلق الجلسة متراجعة بنحو 13%.

ضغوط على أسهم الأدوية: سانوفي في صدارة الخاسرين

انخفضت أسهم مجموعة الأدوية الفرنسية “سانوفي” بنحو 8% بعد أن وصف محللو بنك “جي بي مورغان” نتائج دراسة حديثة لدواء اختباري بأنها أضعف من المتوقع. أثارت هذه التقييمات مخاوف المستثمرين بشأن آفاق نمو المنتج وتوقعات الشركة المستقبلية، مما أدى إلى موجة بيع مكثفة لأسهم الشركة في السوق الأوروبية.

تحليل أداء الأسهم الأوروبية والتوقعات المستقبلية

تظهر حركة الأسواق الأوروبية الأخيرة تفاعلاً معقدًا بين المتغيرات الاقتصادية الكلية وأخبار الشركات الفردية، مما يشير إلى نقاط رئيسية في تقييم المستثمرين.

• تأثير السياسة النقدية: بيانات التوظيف الأمريكية الأضعف دعمت آمال المستثمرين بخفض محتمل لأسعار الفائدة في المستقبل القريب، وهو ما دفع بعض القطاعات الحساسة للاقتصاد إلى الارتفاع. يترقب المستثمرون عن كثب أي مؤشرات إضافية من البنوك المركزية حول مسار السياسة النقدية.
• التقلبات القطاعية: تستمر القطاعات الدورية، مثل السفر والسياحة، في كونها عرضة لتقلبات سريعة بناءً على تغيرات سلوك المستهلك وتوقعات الحجوزات الموسمية. وفي الوقت نفسه، تواجه شركات الطاقة المتجددة مخاطر متزايدة مرتبطة بالسياسات والتشريعات الحكومية، خاصة في أسواق رئيسية مثل الولايات المتحدة.
• حساسية القطاع الدوائي: تبقى أسهم شركات الأدوية حساسة للغاية لنتائج التجارب السريرية وتقييمات المحللين الماليين. أي تحديثات سريرية أو تعليقات تحليلية جديدة قد تستمر في توليد تقلبات كبيرة في أسعار أسهم هذه الشركات، مما يتطلب متابعة دقيقة من المستثمرين.