لضبط المشهد الإعلامي.. “الوطنية للصحافة” تعقد جلسات حاسمة لصياغة محاور تطوير المحتوى
عقدت الهيئة الوطنية للصحافة جلسة موسعة بحضور نقيب الصحفيين خالد البلشي ونخبة من كبار الكتاب الصحفيين والقيادات النقابية، بهدف وضع ملامح خارطة طريق لتطوير الإعلام المصري. تركزت المناقشات حول مواجهة التحديات الاقتصادية للمؤسسات الصحفية القومية، ومواكبة التحول الرقمي، وتطوير المحتوى بما يتناسب مع متطلبات العصر الحديث.
ملامح خارطة طريق لتطوير الصحافة المصرية
في إطار توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي وتكليفات رئيس مجلس الوزراء، واصلت الهيئة الوطنية للصحافة برئاسة المهندس عبدالصادق الشوربجي، عقد لقاءاتها لرسم مستقبل الإعلام المصري. شهدت الجلسة التي أدارها الإعلامي حمدي رزق، مشاركة واسعة من نقباء الصحفيين السابقين ورؤساء مجالس إدارات وتحرير كبرى المؤسسات الصحفية القومية، لمناقشة ورقة عمل أعدتها لجنة التطوير المهني بالهيئة بالتعاون مع مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية. وأكد الشوربجي على أهمية العمل الجماعي للخروج بتوصيات قابلة للتنفيذ، مستعرضاً جهود الهيئة في إدارة الأصول وتحسين موارد المؤسسات ومواجهة الأزمات العالمية الأخيرة.
مقترحات رئيسية لتعزيز مستقبل الإعلام في مصر
استعرض الدكتور أيمن عبدالوهاب، مدير مركز الأهرام للدراسات، ملخصاً لأبرز المقترحات التي تضمنتها ورقة العمل، والتي تمثل حجر الأساس في خارطة طريق تطوير الصحافة، وتشمل عدة محاور حيوية:
- بناء قدرات الصحفيين الشباب في مجالات التحول الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي.
- استحداث محتوى رقمي مبتكر وإنشاء وحدة متخصصة للذكاء الاصطناعي.
- تحديث السياسات الإعلانية الرقمية لزيادة موارد المؤسسات.
- تعزيز الشفافية والمصداقية ومتابعة جودة المحتوى المقدم للجمهور.
- دعم البنية التحتية التكنولوجية في المؤسسات الصحفية القومية.
- إنشاء مرصد وطني للبيانات والمعلومات لدعم العمل الصحفي.
- التركيز على تغطية القضايا الإقليمية والدولية واستعادة دور الكاريكاتير.
حلول اقتصادية وتشريعية لأزمات المؤسسات الصحفية
طالب خالد البلشي، نقيب الصحفيين، بضرورة التكاتف لوضع استراتيجية شاملة لتحديث الصحافة المصرية، مشدداً على أن الصحافة القومية هي قاطرة التطوير. ودعا إلى إقرار حزمة حوافز اقتصادية للمؤسسات باعتبار الصحافة سلعة استراتيجية، تشمل إسقاط الضرائب المتراكمة والإعفاء من الجمارك على مستلزمات الطباعة. من جانبه، أكد الكاتب الصحفي عبدالمحسن سلامة أنه لا يمكن الحديث عن تطوير حقيقي دون تحقيق وضع اقتصادي قوي للمؤسسات، مطالباً الدولة بتعديلات تشريعية تخفف الأعباء عن كاهل المؤسسات الصحفية.
التدريب وتطوير المحتوى لمواكبة الإعلام الرقمي
أجمع الحضور على أن العنصر البشري هو الأهم في المنظومة الإعلامية، حيث شدد الكاتب الصحفي علاء ثابت على أن التدريب لم يعد رفاهية بل ضرورة ملحة لمواكبة التطور التكنولوجي الهائل. وأشار الكاتب الصحفي يحيى قلاش إلى أهمية اغتنام فرصة توافر الإرادة السياسية للتطوير، داعياً لعودة المنافسة المهنية بين الصحف وتنوع المحتوى. كما طالب المشاركون بضرورة الإسراع في مناقشة وإصدار قانون تداول المعلومات، لما له من أهمية قصوى في تطوير المحتوى الصحفي وتوفير مصدر موثوق للمعلومات في مواجهة الشائعات المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي.