إشادة نقدية وجماهيرية.. كوثر بن هنية وفيلم «صوت هند رجب» يصنعان الحدث في مهرجان فينسيا
تأثر مانشيت بشدة في الدورة الثانية والثمانين لمهرجان فينيسيا السينمائي الدولي خلال عرض فيلم “صوت هند رجب” للمخرجة التونسية كوثر بن هنية. يروي الفيلم القصة المأساوية للطفلة الفلسطينية هند رجب، ذات الستة أعوام، التي استشهدت في قطاع غزة مطلع عام 2024، ليقدم شهادة مؤثرة على الأحداث الأليمة هناك.
قصة الطفلة هند رجب: صرخة من قلب غزة
يستند الفيلم إلى القصة الحقيقية للطفلة هند التي وجدت نفسها محاصرة بين جثث أفراد عائلتها، بعد أن تعرضت سيارتهم لاستهداف من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي. في لحظاتها الأخيرة، اتصلت هند بالهلال الأحمر الفلسطيني متوسلةً: “تعالوا خدوني.. أنا بخاف من الظلام”، قبل أن تستشهد برصاص الاحتلال في مشهد أصبح يوثق واحدة من أبشع جرائم الحرب ضد الأطفال الفلسطينيين.
المخرجة كوثر بن هنية تتساءل: أي عالم نعيش؟
خلال المؤتمر الصحفي للفيلم في فينيسيا، وجهت المخرجة كوثر بن هنية سؤالاً مؤثراً: “في أي عالم نعيش؟ عالم تُقتل فيه طفلة كانت تحلم ببحر غزة، بينما يحاول آخرون تحويل الشاطئ إلى ريفييرا؟”. وأكدت بن هنية أن مشاركة النجم العالمي براد بيت كمنتج منفذ للفيلم تُعد خطوة جوهرية لإيصال الحقيقة إلى العالم، مشددة على أن السينما قد تكون الوسيلة الوحيدة لإسماع صوت غزة وقضية أطفالها.
السينما سلاح أمل: إيصال صوت غزة للعالم
أوضحت بن هنية أنها كثيرًا ما يساورها الإحباط وتتساءل عن جدوى صناعة الأفلام في خضم هذه المآسي الإنسانية، لكنها تؤمن بأن لهذه الأعمال أثرًا عميقًا. وقالت: “ربما لا يغير الفيلم كل شيء، لكنه قد يكون صوتًا يصل للعالم ويترك أثرًا لا يمحى في وعي الناس، خاصة فيما يتعلق بجرائم الاحتلال ومأساة الأطفال في غزة”.
“صوت هند رجب” في المسابقة الرسمية لمهرجان فينيسيا 2025
يشارك فيلم “صوت هند رجب” رسميًا في المسابقة الدولية لمهرجان فينيسيا 2025، ليجعل من قصة الطفلة هند رمزًا يمثل صوت أطفال غزة الذين استشهدوا بصمت. يؤكد هذا العمل السينمائي أن الفن السابع يمكن أن يتحول إلى سلاح مقاومة فعال يوصل الحقيقة للعالم أجمع، مهما حاول الاحتلال حجبها أو طمسها، ويبرز معاناة الشعب الفلسطيني.