350 مليون دولار.. صادرات قياسية لقطاع المكملات الغذائية و50 مصنعًا جديدًا قيد الإنشاء
يشهد قطاع المكملات الغذائية في مصر طفرة غير مسبوقة، حيث تجاوزت قيمة صادراته 350 مليون دولار في عام 2024، مع طموح كبير للوصول إلى مليار دولار بحلول عام 2030. يأتي هذا النمو مدعومًا بتوسع المصانع الجديدة واقتحام أسواق أفريقية واعدة، بالإضافة إلى توقيع بروتوكول تعاون استراتيجي لدعم التوزيع واللوجستيات لتعزيز القدرة التنافسية لهذه المنتجات المصرية.
نمو قياسي بقطاع المكملات الغذائية في مصر وتطلعات تصديرية طموحة
أكد الدكتور محمد أنور، رئيس الجمعية المصرية لمنتجي ومصدري المكملات الغذائية، أن هذا القطاع الحيوي أصبح من أهم القطاعات الواعدة في الاقتصاد المصري. وأشار إلى أن حجم التوسع في هذه الصناعة كبير، حيث يجري حاليًا إنشاء ما يقرب من 50 مصنعًا جديدًا تضم 100 خط إنتاج إضافي، لينضموا إلى نحو 150 خط إنتاج قائم بالفعل. ويعكس هذا التوسع السريع قدرة القطاع على تحقيق نهضة تصديرية غير مسبوقة وتلبية الطلب المتزايد على المكملات الغذائية المصرية محليًا وعالميًا.
| المؤشر | القيمة |
| صادرات المكملات الغذائية في 2024 | أكثر من 350 مليون دولار |
| المستهدف التصديري لعام 2030 | مليار دولار |
أسواق جديدة تعزز انتشار المكملات المصرية
تمكن قطاع المكملات الغذائية المصرية خلال العام الجاري 2025 من الوصول إلى أسواق أفريقية جديدة، شملت سيراليون وتنزانيا وأوغندا وساحل العاج. ويضاف هذا التوسع إلى الأسواق التقليدية التي لطالما استقبلت المنتجات المصرية في الدول العربية، وعلى رأسها ليبيا والسودان وتشاد والنيجر. ويؤكد الدكتور أنور أن هذا الانتشار المتزايد يعكس ثقة كبيرة ومتنامية في جودة المكملات الغذائية المصرية وفاعليتها، مما يفتح آفاقًا أوسع لزيادة الحصة السوقية.
دعائم قوية لتعزيز صادرات المكملات الغذائية
لتحقيق المستهدفات التصديرية الطموحة، طالب الدكتور أنور بزيادة برامج الدعم التصديري الموجهة لهذا القطاع الحيوي. وشدد على أهمية دعم عدد من المحاور الأساسية لتعزيز القدرة التنافسية للمنتجات المصرية في الأسواق العالمية:
- دعم المشاركة الفعالة في المعارض الدولية المتخصصة.
- تشجيع برامج البحث العلمي والتطوير لابتكار منتجات جديدة ومحسنة.
- العمل على تحقيق الاعترافات التبادلية للتراخيص بين الدول العربية لتسهيل حركة المنتجات.
- تسهيل وتبسيط إجراءات تسجيل المنتجات الموجهة للتصدير.
ويؤكد أن هذه الإجراءات ستمكن الصناعة من بلوغ مستهدفاتها التصديرية سريعًا وتعزيز مكانة مصر كمنتج رئيسي للمكملات الغذائية.
شراكة استراتيجية لتطوير التوزيع والخدمات اللوجستية
كشف رئيس الجمعية المصرية لمنتجي ومصدري المكملات الغذائية عن توقيع بروتوكول تعاون استراتيجي مع “كريم فارما جروب”. وتهدف هذه الشراكة إلى دعم توزيع المكملات الغذائية في السوق المحلية والأسواق الخارجية على حد سواء. وشدد على أن هذه الخطوة من شأنها أن تحدث نقلة نوعية في قطاع التوزيع والخدمات اللوجستية للمنتجات الصحية، خاصة وأن “كريم فارما جروب” تمتلك شبكة لوجستية واسعة تضم أكثر من 100 فرع ومخزن، ونحو 70% منها حاصل على شهادات جودة عالمية.
وأوضح أن هذه الشراكة ستساهم بشكل فعال في تجاوز التحديات التي كانت تواجه الصناعة سابقًا، مثل مشكلات النقل والتخزين التي كانت تتسبب في تلف بعض المنتجات نتيجة التعرض لعوامل طبيعية مثل الحرارة أو الأمطار. كما ستوفر هذه الشراكة حلولًا متكاملة تشمل النقل والتوزيع والتخزين والتخليص الجمركي، مما يقلل التكاليف التشغيلية على المصانع والشركات ويضمن وصول المنتجات المصرية إلى مختلف الأسواق وفقًا لأعلى معايير الجودة العالمية.
من جانبه، أكد الدكتور رفاعي ربيع، رئيس مجلس إدارة “كريم فارما جروب”، أن هذا البروتوكول يمثل خطوة استراتيجية كبرى لدعم قطاع المكملات الغذائية الذي شهد نموًا استثنائيًا خلال السنوات الماضية. وأوضح أن المجموعة ستقدم حلول توزيع وخدمات لوجستية متطورة تخدم نحو 40 مصنعًا وأكثر من 12 ألف منتج. وستعمل هذه الخدمات على تعزيز توافر المنتجات محليًا ودعم التوسع التصديري، بالإضافة إلى تسهيل نقل المواد الخام والمنتجات النهائية وتوفير خدمات تخزين آمنة، مما يجعل البروتوكول دفعة قوية لدعم سلسلة الإمداد والتوزيع الخاصة بالصناعة.
المكملات الغذائية المصرية: صناعة استراتيجية برؤية إقليمية وعالمية
اعتبر الدكتور محمد أنور أن توقيع هذا البروتوكول، الذي تم خلال فعاليات اليوم الأخير لمعرض Pharmaconex 2025، يمثل إيذانًا ببدء مرحلة جديدة من مراحل تطوير قطاع المكملات الغذائية في مصر. وأشار إلى أن هذه الجهود تتماشى مع مستهدفات الدولة الرامية إلى زيادة الصادرات ودعم الصناعات الصحية الوطنية. وأكد أن صناعة المكملات الغذائية في مصر باتت صناعة استراتيجية، مؤهلة لوضع البلاد في موقع ريادي ومتميز على المستويين الإقليمي والعالمي في هذا المجال الحيوي.