هبط عن 10 آلاف دولار.. سعر النحاس يتراجع بعد صعود قياسي | ما الذي تغير في الأسواق العالمية؟

تراجعت أسعار النحاس قليلاً بعد أن لامست أعلى مستوياتها منذ أواخر مارس، وذلك مع تقييم المتداولين لتوقعات العرض والطلب، خاصة في السوق الصينية المحورية. شهد المعدن الأحمر ارتفاعات قوية مدعومة بضعف الدولار ومخاوف بشأن الإمدادات، لكن مؤشرات الطلب من الصين بدأت تثير بعض القلق بشأن مساره المستقبلي.

تذبذب أسعار النحاس في الأسواق العالمية

شهد سعر النحاس، المستخدم بشكل واسع في الصناعات والأسلاك، ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة 3% خلال شهر أغسطس، مستهلاً سبتمبر ببداية قوية تجاوزت فيها الأسعار حاجز 10 آلاف دولار للطن في التداولات اليومية خلال الثلاثاء والأربعاء. يأتي هذا الارتفاع مدعومًا بتحليل المحللين لضعف الدولار الأمريكي، بالإضافة إلى التوقعات المحتملة لخفض أسعار الفائدة الأمريكية، ما عادةً ما يدعم أسعار السلع الأساسية. ومع ذلك، عادت الأسعار لتتراجع قليلًا، حيث سجلت 10,038 دولارًا للطن قبل أن تنخفض بنسبة 0.1% لتصل إلى 9,967 دولارًا عند الساعة 11:22 صباحًا بتوقيت شنغهاي. يُظهر هذا التذبذب حساسية السوق للعوامل الاقتصادية الكلية وتوقعات العرض والطلب على أسعار النحاس.

عوامل داعمة لأسعار النحاس: الإمدادات والمخزون

يشير المراقبون المتفائلون بسوق النحاس إلى عدة عوامل تدعم الأسعار. من أبرز هذه العوامل ارتفاع العلاوات على واردات النحاس إلى الصين، وهو مؤشر على قوة الطلب المحلي في أكبر مستهلك للنحاس عالميًا. كما أن مستويات المخزون الحالية للنحاس تعتبر منخفضة نسبيًا لهذا الوقت من العام، مما يقلل من المعروض المتاح ويدعم أسعار النحاس. بالإضافة إلى ذلك، توجد قيود محتملة على الإمدادات المحلية من النحاس.
في هذا السياق، أوضح جيا تشنج، رئيس التداول في شركة “شنغهاي سوتشو جيويينغ انفستمنت مانجمنت”، أن شهر سبتمبر سيشهد برنامج صيانة كبيرًا للمصاهر. وتوقع جيا أن يؤدي “تقلص الإمدادات وثبات الطلب” إلى انخفاض مستويات المخزون، مما سيدعم بدوره ارتفاع الأسعار. الجدير بالذكر أن سعر النحاس في بورصة لندن للمعادن (LME) قد ارتفع بنحو 14% منذ بداية العام، محققًا انتعاشًا قويًا بعد تراجعه الحاد في أبريل نتيجة هجوم عالمي على الرسوم الجمركية.

الطلب الصيني يثير القلق بشأن مستقبل أسعار النحاس

في حين شهد النصف الأول من العام ارتفاعًا قويًا في الطلب على النحاس، إلا أن خبراء التوقعات، بمن فيهم مجموعة “جولدمان ساكس”، يتوقعون تراجع هذا الطلب في النصف الثاني من العام. وقد ظهرت أولى مؤشرات هذا التراجع في أغسطس، حيث أظهر المؤشر الرسمي للمصانع في الصين انكماشًا سريعًا بسبب ضعف الطلب العام. هذا التباين بين الإمدادات المحدودة والطلب المتوقع يضع سوق النحاس في مفترق طرق، حيث يتساءل المستثمرون عن مدى قدرة العوامل الداعمة على مجابهة تباطؤ النمو الاقتصادي في الصين. العقود المستقبلية الأمريكية للنحاس تتداول حاليًا بسعر أعلى من أسعار بورصة لندن للمعادن، مما يعكس تحركات كبيرة قبل تطبيق الرسوم الجمركية في الولايات المتحدة والتي أثرت على الإمدادات في مناطق أخرى.