كارثة: اختفاء قرية ترسين بالسودان يدفن سكانها تحت التراب

تعدّ حادثة اختفاء قرية ترسين بدارفور، السودان، واحدة من أكبر الكوارث الطبيعية الأخيرة، حيث أدت انهيارات أرضية ضخمة إلى دفن القرية بأكملها، مما أسفر عن وفاة جميع سكانها البالغ عددهم ألف شخص، عدا ناجٍ وحيد. وقد وقعت هذه الفاجعة المروعة الأحد ٣١ أغسطس ٢٠٢٥، لتثير تساؤلات حول طبيعة المنطقة والمخاطر الجيولوجية الكامنة فيها.

فاجعة اختفاء قرية ترسين: الأسباب والنتائج المباشرة

تسببت أمطار غزيرة استمرت لأسبوع كامل في سلسلة من الانهيارات الأرضية المدمرة بقرية ترسين، التي تقع على منحدرات جبلية شرق جبل مرة، وهو ما أدى إلى تشبع الطبقة السطحية من الطمي وزيادة وزنها وانزلاقها بشكل مفاجئ تحت تأثير الجاذبية الشديدة والانحدار. كما فسر الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، أن وجود الطين أسفل هذه الطبقات عمل كمادة مزلقة، الأمر الذي سرّع من وقوع الكارثة وأدى إلى اختفاء القرية بالكامل ووفاة جميع سكانها باستثناء شخص واحد.

الخلفية الجيولوجية: جبل مرة ومخاطر الانهيارات الأرضية

يُعرف جبل مرة بأنه بركان مركب تشكل من سلسلة براكين قديمة نشطت منذ حوالي ٤ آلاف سنة، ويُعد أعلى الجبال السودانية بارتفاع يصل إلى ٣٠٤٢ مترًا، حيث تتكون صخوره البازلتية سهلة التفتيت ما يشكل أخصب الأراضي الزراعية. وتتوزع على جوانب الجبل وفي أوديته قرى صغيرة مثل ترسين المنكوبة، التي تستفيد من خصوبة التربة والحرارة المعتدلة ووفرة المياه، بيد أن هذه المنطقة تتميز أيضًا بمخاطر طبيعية معتادة مثل الفيضانات والانهيارات الأرضية، وإن كانت بدرجة أقل حدة مما حدث مؤخرًا، وهو ما يفسر هشاشة تضاريسها.

تداعيات الكارثة وسيطرة حركة تحرير السودان

تخضع قرية ترسين، موقع الكارثة، لسيطرة حركة جيش تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور، وهو ما يضيف بعدًا معقدًا لجهود الإغاثة والتقييم اللاحقة لهذه المأساة الإنسانية. وعبر الدكتور شراقي عن خالص تعازيه لأهالي السودان الشقيقين، داعيًا الله أن يتغمد الضحايا بواسع رحمته ويجمع شمل الفرقاء في هذه الظروف العصيبة، مؤكداً على أن هذه الحادثة تبرز الحاجة المُلحة لتقييم شامل للمخاطر الجيولوجية في المناطق الجبلية المأهولة بالسودان.