أكبر تراجع شهري.. الأسهم الأوروبية تتراجع بقوة عند التسوية | ومؤشر ستوكس 600 يكشف مفاجأة لم تحدث منذ فترة.
شهدت مؤشرات الأسهم الأوروبية تراجعاً جماعياً حاداً عند إغلاق تعاملات اليوم الثلاثاء، مسجلاً مؤشر ستوكس 600 الأوروبي أسوأ جلسة له خلال شهر كامل. جاء هذا الهبوط وسط مخاوف مالية متزايدة دفعت المستثمرين إلى تجنب المخاطرة وسحب استثماراتهم من الأسواق. وتأثرت كبرى البورصات الأوروبية بهذا التراجع الذي طال قطاعات مختلفة.
أداء مؤشر ستوكس 600 القطاعي وتفاصيل التراجع
أنهى مؤشر ستوكس 600 الأوروبي جلسته على انخفاض قدره 8.08 نقطة، أو ما يعادل 1.47%، ليصل إلى مستوى 543.35 نقطة. وتعتبر هذه الخسارة الأكبر للمؤشر منذ مطلع شهر أغسطس الماضي. وكانت قطاعات السفر والتكنولوجيا الأكثر تضرراً من هذا الهبوط، حيث تراجعت أسهمها بنسب 3% و2.7% على التوالي، مما يعكس حساسية هذه القطاعات للتحديات الاقتصادية الحالية.
تراجع مؤشرات البورصات الأوروبية الكبرى
سجلت المؤشرات الرئيسية في البورصات الأوروبية الكبرى تراجعاً ملحوظاً في جلسة اليوم، حيث أغلقت على النحو التالي:
المؤشر | مقدار الانخفاض (نقطة) | النسبة المئوية للانخفاض | مستوى الإغلاق |
داكس الألماني | 532.07 | 2.21% | 23505.26 |
فوتسي 100 البريطاني | 79.65 | 0.87% | 9116.69 |
كاك 40 الفرنسي | 53.65 | 0.70% | 7654.25 |
ارتفاع عوائد السندات والمخاوف الاقتصادية العالمية
جاء التراجع في الأسهم الأوروبية متزامناً مع ارتفاع عالمي في عوائد السندات، وهو ما يشير إلى قلق المستثمرين بشأن التوقعات الاقتصادية. وفي الولايات المتحدة، شعر المستثمرون بالقلق من احتمال فقدان البلاد للإيرادات بعد صدور حكم قضائي حديث يفيد بأن معظم الرسوم الجمركية العالمية التي فرضها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب غير قانونية. هذا الحكم أدى بدوره إلى ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية، مما زاد من حالة عدم اليقين في الأسواق المالية العالمية.
تطورات جيوسياسية واقتصادية تضغط على الأسواق الأوروبية
شهدت المملكة المتحدة ارتفاعاً في العائد على سنداتها لأجل 30 عاماً، ليصل إلى أعلى مستوياته منذ عام 1998. ويأتي ذلك مع ترقب تعديل وزاري محتمل يُعتقد أنه يمهد لميزانية طال انتظارها ومن المقرر إعلانها خلال الأشهر المقبلة. وفي سياق متصل، تراجع الجنيه الإسترليني بنسبة 1.25% مقابل العملة الأمريكية، ليصل إلى 1.338 دولار.
أما في فرنسا، فسجل العائد على سنداتها لأجل 30 عاماً أعلى مستوياته منذ عام 2009، وذلك قبيل تصويت حجب الثقة المقرر الأسبوع المقبل، والذي قد يؤدي إلى سقوط الحكومة بسبب نزاع حاد حول الميزانية. كما أظهرت بيانات التضخم في منطقة اليورو، الصادرة يوم الثلاثاء، ارتفاعاً إلى 2.1% في أغسطس، وهو معدل أعلى بقليل من التوقعات، مما يضيف ضغطاً على البنك المركزي الأوروبي.
أخبار الشركات وتأثيرها على حركة الأسهم الأوروبية
على صعيد الشركات، شهدت أسهم فريسينيوس ميديكال كير، المدرجة في بورصة فرانكفورت، انخفاضاً بنسبة 5.3% بعد أن قام محللو بنك يو بي إس بخفض توصيتهم للسهم إلى “بيع”.
وفي القطاع المصرفي الإيطالي، الذي يشهد اندماجات مضطربة، عزز بنك مونتي دي باشي المدعوم من الدولة عرضه للاستحواذ على نظيره المحلي ميديوبانكا. وشمل العرض الجديد مبلغاً نقدياً إضافياً قدره 0.90 يورو، أي ما يعادل 1.05 دولار أمريكي للسهم، مما رفع قيمة العرض الأصلي الذي كان يستهدف 2.533 سهم من أسهم مونتي دي باشي مقابل كل سهم من أسهم ميديوبانكا.
ويمثل العرض الأخير علاوة سعرية بنسبة 11.4% مقارنة بسعر إغلاق سهم ميديوبانكا بتاريخ 23 يناير. وقد قاوم البنك الإيطالي اهتمام مونتي دي باشي منذ بداية العام، رافضاً العرض الأولي لشراء كامل الأسهم والممتد حتى الثامن من سبتمبر. ومع ذلك، فإن فشل ميديوبانكا الشهر الماضي في الحصول على دعم المساهمين لصفقة استحواذ مقترحة على “بانكا جنرالي”، والتي اعتُبرت خطوة دفاعية، دفع بعض المحللين إلى إعادة تقييم فرص البنك في تجنب استحواذ محتمل في المستقبل.