وأخيرًا بعد 8 سنوات.. التعليم تقدم كتاب الرياضيات الجديد لأولى ابتدائي بجودة يابانية غير مسبوقة.
تطلق وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني في مصر، بالتعاون مع الجانب الياباني، منهجًا جديدًا لمادة الرياضيات للصف الأول الابتدائي اعتبارًا من العام الدراسي 2025/2026، وذلك بعد غياب كتاب متخصص في المادة لثماني سنوات. ويأتي هذا في إطار تعاون مصري ياباني غير مسبوق في المجال التعليمي، يشمل أيضًا تدريس البرمجة والذكاء الاصطناعي لطلاب الصف الأول الثانوي وفق المناهج اليابانية، بهدف إعداد جيل مصري مؤهل لمواكبة التطورات العالمية.
مصر تتبنى المنهج الياباني في الرياضيات للمرحلة الابتدائية
يشهد العام الدراسي المقبل 2025/2026 عودة كتاب متخصص لمادة الرياضيات للصف الأول الابتدائي، والذي تم تطويره بالتعاون مع الجانب الياباني وشركة “سبريكس” اليابانية، ليتبنى معايير الجودة اليابانية في التعليم. ويهدف هذا المنهج المطور إلى تقديم مادة الرياضيات بأسلوب بسيط وممتع، يشجع الأطفال على الإقبال على التعلم ويراعي الفروق الفردية بينهم، مع التركيز على المهارات الأساسية وتبسيط العلوم لتعزيز متعة الفهم والاكتشاف لدى الأطفال المصريين.
برامج تدريب المعلمين لدعم المناهج الجديدة
في إطار التحضير لتطبيق المنهج الجديد، شهد وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، محمد عبد اللطيف، فعاليات ورشة تدريب مكثفة لمعلمي وموجهي مادة الرياضيات بالمرحلة الابتدائية، وكذلك مديري التعليم الابتدائي من مختلف المحافظات. وتأتي هذه الورشة ضمن برنامج شامل يهدف إلى تأهيل الكوادر التربوية على آليات تدريس المناهج الحديثة بفاعلية وكفاءة داخل الفصول الدراسية.
وقد أعرب الوزير عن تقديره العميق لدور المعلمين المحوري في بناء الأجيال، مؤكدًا على أهمية المرحلة الابتدائية باعتبارها الأساس الذي تُبنى عليه جميع المراحل التعليمية اللاحقة. وشدد على أن تدريب المعلمين يمثل الركيزة الأساسية لنجاح أي عملية تطوير تعليمي. وقد أشاد المعلمون المتدربون بمنهج الرياضيات الجديد، مؤكدين أنه يمثل نقلة مهمة لأنه:
- يراعي طبيعة الطفل المصري وطريقة تفكيره.
- يأتي بتدرج متوازن يواكب قدرات الطلاب.
- يدعم معلمي الرياضيات ببرامج تدريبية مستمرة.
- يزيد من ثقة المعلمين في أدائهم.
- يساهم في تحقيق نواتج التعلم المرجوة.
تطوير تدريس البرمجة والذكاء الاصطناعي للمرحلة الثانوية
إدراكًا لأهمية البرمجة والذكاء الاصطناعي في متطلبات العصر الحديث، أوضح وزير التربية والتعليم أن الوزارة تولي اهتمامًا كبيرًا لتطوير تدريس هذه المواد، التي تعتمد بشكل أساسي على منهج الرياضيات. وفي هذا السياق، تم التعاون مع الجانب الياباني لتدريس مادة البرمجة والذكاء الاصطناعي لطلاب الصف الأول الثانوي، وذلك وفقًا للمناهج اليابانية المتقدمة.
سيتمكن الطلاب من دراسة هذه المواد عبر منصة “كويرو” الرقمية، بمساعدة معلمي الفصول، وسيجري الامتحان أيضًا عبر المنصة نفسها. وفي نهاية الدراسة، سيحصل الطالب على شهادة دولية معتمدة بالمستوى الذي يحققه، مما يمثل نقلة نوعية في تطوير أنماط التفكير الإبداعي لدى الطلاب، ويستفيد من خبرة اليابان كدولة رائدة عالميًا في هذه المجالات التكنولوجية.
رؤية وزارة التربية والتعليم لمستقبل التعليم في مصر
أكد الوزير محمد عبد اللطيف أن هذا التعاون مع الجانب الياباني يعكس حرص الدولة المصرية على تطوير التعليم وفق أحدث النظم العالمية، بهدف ترسيخ دعائم التعليم من بدايته، وإعداد جيل قادر على القراءة والكتابة والتفكير النقدي، وتنمية القيم والمهارات الأساسية. وتهدف الوزارة إلى بناء قدرات الطلاب وتنمية مهاراتهم بما يتماشى مع متطلبات العصر، لتشكيل قاعدة راسخة لمستقبل أبنائنا التعليمي والمهني. وقد وجه المعلمون الشكر للوزير على جهوده في معالجة تحديات مثل الكثافات الطلابية وعودة الطلاب للمدارس وسد العجز في المعلمين، مؤكدين أن هذه التطورات انعكست إيجابًا على انتظام الطلاب وتعزيز التواصل البناء بين أولياء الأمور والمعلمين.