تطور جديد.. الذهب يستهدف 4000 دولار مع بداية ارتفاع قوي | لماذا تتجه أسعار المعدن الثمين نحو هذا الرقم التاريخي؟

سجل الذهب ارتفاعًا تاريخيًا جديدًا، متجاوزًا حاجز 3500 دولار للأونصة، في خطوة فاجأت العديد من المستثمرين الذين انتظروا طويلاً. يتوقع خبراء استراتيجيات السوق الآن أن المعدن الأصفر في طريقه لتحقيق مكاسب أكبر قد تصل إلى 4000 دولار للأونصة، مدعومًا بتحول وشيك في السياسة النقدية الأمريكية وضعف الثقة المتزايد بالدولار.

ارتفاع تاريخي للذهب وتوقعات صعودية قوية

شهد سوق الذهب انتعاشًا ملحوظًا بعد أشهر من التماسك، حيث وصل سعر الذهب الفوري إلى 3526.20 دولارًا للأونصة، مسجلاً ارتفاعًا بنسبة 1.5% خلال اليوم. تؤكد ميشيل شنايدر، كبيرة الخبراء الاستراتيجيين في MarketGauge.com، أن هذا الارتفاع هو مجرد بداية. كانت شنايدر تتوقع اختراقًا قريبًا لمستوى 3500 دولار، وتتوقع الآن أن يصل الذهب إلى مستويات تتراوح بين 3800 و 4000 دولار للأونصة قبل أي عمليات جني أرباح كبيرة. وتشير إلى أن المستثمرين الذين يشترون عند هذه الاختراقات المهمة هم من يحققون مكاسب كبيرة، وأن فترة التماسك الطويلة تمهد دائمًا لحركة اختراق قوية.

تحول سياسة الفيدرالي يدعم صعود الذهب

يأتي الزخم الجديد للذهب تزامنًا مع إشارات من مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن تحول محتمل في سياسته النقدية. وقد برز هذا التوجه في خطاب رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، خلال الندوة السنوية في جاكسون هول. أوضح باول أن اختلال توازن المخاطر في الاقتصاد قد يستدعي تعديلاً في السياسة النقدية. وتشير شنايدر إلى أن باول أصبح أقل قلقًا بشأن خفض التضخم إلى 2%، ويركز الآن بشكل أكبر على تباطؤ الاقتصاد وسوق العمل. هذا التحول يعتبر محفزًا رئيسيًا لصعود أسعار الذهب، كونه ملاذًا آمنًا في أوقات التغيير الاقتصادي.

الدولار الأمريكي يفقد بريقه والذهب ملاذ آمن

يزيد تحول مجلس الاحتياطي الفيدرالي في سياسته من المخاوف المتزايدة حول القوة الشرائية للدولار الأمريكي. وتلفت شنايدر الانتباه إلى أن المستثمرين العالميين والدول ذات السيادة يبدو أنهم يفقدون الثقة بالدولار، ويتجهون بشكل متزايد نحو الذهب. هذا الاتجاه يعيد تأكيد دور الذهب كعملة عالمية أساسية. وتشير إلى أن هذا التحول يعكس “انعدام ثقة عام في أن الاحتياطي الفيدرالي سيفعل ما يجب فعله، وأن الحكومة على دراية بما تفعله”، مما يدفع المستثمرين للبحث عن الأمان في المعدن الأصفر في ظل المخاوف المتعلقة بالعملات الورقية.

الفضة: استثمار واعد رغم التقلبات الحالية

بينما يحقق الذهب مكاسب قوية، شهدت الفضة تقلبات أكبر، مع بعض عمليات جني الأرباح. سجل سعر الفضة الفورية 40.71 دولارًا للأونصة، بانخفاض قدره 1% خلال اليوم. ومع ذلك، تؤكد ميشيل شنايدر أن الفضة لا تزال استثمارًا جذابًا ولها إمكانات كبيرة. تتوقع شنايدر أن تستمر الفضة في التفوق على الذهب حتى نهاية العام. المفتاح في حركة الفضة يكمن في نسبة الذهب إلى الفضة، التي تحافظ على مستوى دعم أولي فوق 86 نقطة. تتوقع شنايدر أن تنخفض هذه النسبة إلى أقل من 80 نقطة، مما قد يدفع أسعار الفضة نحو 50 دولارًا للأونصة وبلوغ مستويات قياسية جديدة.

تظل شنايدر متفائلة بشأن الفضة، خاصة مع تزايد أهميتها كعنصر حاسم في التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة والمتجددة. وتؤكد أن الفضة لا تزال رخيصة نسبيًا مقارنة بالذهب، مما يجعلها فرصة استثمارية واعدة للمستقبل.