بشكل قاطع.. دار الإفتاء تحسم الجدل حول حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف

أوضحت دار الإفتاء المصرية أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف جائز شرعًا، مؤكدة على ضرورة التمييز بين الاحتفال نفسه والممارسات المصاحبة له مثل القصائد والرقص والغناء والموسيقى. شددت الإفتاء على أن أي احتفال يتماشى مع مبادئ الشريعة لا حرج فيه، بينما تُعد الممارسات المخالفة غير جائزة شرعًا، داعيةً لعدم ربط سلوكيات فردية بحكم المناسبة ككل.

دار الإفتاء تؤكد جواز الاحتفال بالمولد النبوي الشريف

أكدت دار الإفتاء المصرية أن الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف مستحب وله أصل في نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية، بالإضافة إلى إجماع الأمة عبر العصور على جوازه. أوضحت الدار أن مظاهر هذا الاحتفال تتمثل في التعبير عن الفرح والسرور بقدوم النبي محمد صلى الله عليه وسلم، مشيرة إلى أن الطرق التي يعبر بها المسلمون عن فرحتهم تختلف، وأن ما يتفق مع مبادئ الشريعة الإسلامية لا حرج فيه.

اقرأ أيضًا: وفر آلاف الجنيهات.. 5 سيارات كروس أوفر رياضية بحالة الزيرو بأقل سعر | فرصتك لامتلاكها

التمييز بين حكم الاحتفال وسلوكيات المحتفلين

شددت دار الإفتاء على أهمية التفريق الواضح بين حكم الاحتفال بالمولد النبوي ذاته وبين السلوكيات والممارسات التي قد يقوم بها بعض المحتفلين. أوضحت أن الاحتفال بحد ذاته يعكس محبة صادقة للنبي الكريم، وهو فرصة لتعزيز القيم النبوية واتباع أخلاقه السمحة. ودعت إلى عدم إلصاق المخالفات الشرعية الفردية بحكم الاحتفال الأصلي الذي أجمع جمهور العلماء على مشروعيته.

مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي الشريف

في ذكرى المولد النبوي، يحرص المسلمون على إظهار الفرح والبهجة بقدوم النبي الكريم من خلال عدة ممارسات مشروعة. هذه المظاهر تهدف إلى تعزيز الروحانية والمحبة للنبي صلى الله عليه وسلم:

اقرأ أيضًا: دبلوماسية نشطة.. وزير الخارجية المصري يزور أثينا لبحث التعاون الثنائي

  • الذكر وقراءة القرآن الكريم.
  • الإنشاد والمدائح النبوية التي تذكر بصفات النبي وسيرته العطرة.
  • الصيام كشكر لله على نعمة الهدى بقدوم الرسول.
  • القيام بالليل والعبادة.
  • إطعام الطعام والصدقات على الفقراء والمساكين.

تعد هذه الأفعال وسيلة للتعبير عن الامتنان وتعزيز القيم الدينية السمحة في المجتمع، وتجسد محبة المسلمين لرسولهم الكريم.

أطباق وحلويات المولد النبوي في الدول الإسلامية

تتميز العديد من الدول الإسلامية بتحضير مأكولات وحلويات خاصة بالمولد النبوي الشريف، تُعد خصيصًا لهذه المناسبة وتعكس التقاليد المحلية:

اقرأ أيضًا: كواليس غير متوقعة.. صلاح بجاتو يكشف أسرار رباعيات الحشاشين وقصة حذف إعلان الأهلي

الدولةالطبق / الحلوىالمكونات والميزات
تونسعصيدة الزقوقومصنوعة من حبات الصنوبر المطحون، وتزين بالكريمة والمكسرات.
الجزائرالطُّمينةطبق تقليدي يُعد من السميد والعسل والزبدة.
العراقالزردةحلوى من الأرز والسكر وماء الورد والهيل، وتزين بالقرفة.
مصرحلوى المولدأنواع مختلفة من الحلوى المصنوعة من السكر، مثل عروسة المولد وحصان المولد. تتميز بتزيين الشوارع والأسواق بالألوان والزينات.
إندونيسياالكاري التقليدييُعد بكميات كبيرة ويوزع على الناس كجزء من الاحتفال.

المدائح والذكر والموسيقى الصوفية في احتفالات المولد

في العديد من الدول الإسلامية، تملأ أجواء الذكر وحلقات الإنشاد الصوفي المساجد والساحات العامة خلال الاحتفال بالمولد النبوي. يتم تلاوة المدائح النبوية العذبة، التي تمجد الرسول صلى الله عليه وسلم، على أنغام الدفوف التي تضفي بعدًا روحانيًا مميزًا. يحرص الكثير من المسلمين على التجمع حول منشدي السيرة النبوية، مستمتعين بأجواء من الخشوع والسكينة التي تعم المكان، تعبيرًا عن حبهم وتقديرهم للنبي الكريم.

جذور تاريخية للاحتفال بذكرى المولد النبوي

يعود الاحتفال المنظم بالمولد النبوي إلى جذور تاريخية، حيث تشير المراجع إلى أن أول احتفال كبير ومنظم بهذه المناسبة كان في عهد الملك أبوسعيد كوكبري، حاكم مدينة أربيل في القرن السابع الهجري. وقد أقيم هذا الاحتفال بشكل مهيب آنذاك. كما احتفل الفاطميون بالمولد لفترة، قبل أن يصدر الخليفة المستعلي بالله قرارًا بوقف الاحتفال عام 488 هجريًا. بعد ذلك، استأنف المسلمون إحياء ذكرى المولد بطرق متنوعة شملت توزيع الصدقات وتلاوة الشعر والأناشيد، وصولًا إلى الاحتفالات الرسمية الكبرى التي شهدتها الدولة العثمانية في مراحل لاحقة من تاريخها.

اقرأ أيضًا: ظهور نادر.. جمال خزيم يكشف أسرار “ما تراه ليس كما يبدو” في أولى حكاياته عن الفانتازيا والغموض