تطور مقلق.. تآكل في الجيش الإسرائيلي وعجز عن حشد الجنود لاحتلال غزة بعد عامين من الحرب
تستدعي إسرائيل، اليوم الثلاثاء، 60 ألف جندي من قوات الاحتياط لتنفيذ خطة واسعة لاحتلال مدينة غزة، وهي خطة أقرتها حكومة بنيامين نتنياهو الشهر الماضي. تأتي هذه الخطوة وسط تقارير إعلامية تشير إلى حالة من الإرهاق والتصدع داخل الجيش الإسرائيلي، مع توقف العديد من جنود الاحتياط عن الخدمة، وتساؤلات داخلية حول جدوى العملية.
استدعاء ضخم لقوات الاحتياط لعملية غزة
أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأن الجيش سيبدأ اليوم بتجنيد 60 ألفًا من جنود الاحتياط، وذلك استعدادًا لمواصلة العمليات القتالية في مدينة غزة شمال القطاع. وتندرج هذه التعبئة في إطار خطة السيطرة على مدينة غزة، التي أقرها وزير الحرب الإسرائيلي السابق يسرائيل كاتس تحت اسم “عربات جدعون 2″، والتي تزعم إسرائيل أنها تستهدف “القضاء على حركة حماس واستعادة المحتجزين لديها”.
تتوزع مهام هذه القوات كالتالي:
* سيجري استدعاء خمسة ألوية احتياطية تضم 15 ألف جندي، ليتمركزوا على الحدود مع لبنان وسوريا وفي الضفة الغربية. يهدف هذا الانتشار إلى إفساح المجال للجنود النظاميين للمشاركة في القتال داخل غزة.
* يتوجه نحو 40 ألف جندي احتياط إلى الوحدات والقواعد العسكرية. أوضحت إذاعة جيش الاحتلال أن نصف هذه القوات سيحل محل القوات النظامية في الجبهات المختلفة، بينما سيتولى النصف الآخر مهام الدعم في المقرات والاستخبارات وسلاح الجو.
تحديات الجيش الإسرائيلي وحالة الإرهاق
على النقيض مما يروج له الإعلام العبري، كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية أن الجيش الإسرائيلي يواجه صعوبات في حشد جنود الاحتياط، بعد أن توقف الكثير منهم عن الخدمة. وذكرت الصحيفة أن 30 ضابطًا وجنديًا إسرائيليًا أكدوا في مقابلات معها أن “القضاء على حماس أمر مستحيل بسبب أسلوبها في حرب العصابات”.
أصبح جنود الاحتلال منهكين بعد حوالي عامين من القتال على جبهات متعددة، وتزايد عدد المتسائلين عن جدوى الحرب وفاعليتها. وفي مؤشر على تدهور الأوضاع، اضطر بعض القادة إلى اللجوء لأساليب غير تقليدية لتأمين العدد الكافي من الجنود. فقد أعلن أحدهم عبر مجموعة مخصصة لطلاب جامعيين إسرائيليين على تطبيق “واتساب” عن حاجته لجنود مقاتلين، خصوصًا المسعفين والقناصة، للمشاركة في عملية متوقعة أن تستمر 70 يومًا.
تصدعات داخل القيادة الإسرائيلية حول خطة غزة
تشكك نخب سياسية وعسكرية داخل إسرائيل في إمكانية تنفيذ خطة احتلال غزة، مفضلين التوجه نحو صفقة لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار بدلاً من استمرار العمليات العسكرية. ومع ذلك، تواصل الحكومة الإسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو الدفع باتجاه تنفيذ خطة احتلال غزة، على الرغم من تحذيرات المؤسسات الأمنية التي تصف هذه الخطوة بأنها “فخ استراتيجي” وقد لا تحقق أهدافها.
ووفقًا للقناة الـ12 الإسرائيلية، فإن رئيس الأركان الإسرائيلي زامير يجدد دعمه للصفقة المطروحة لتبادل الأسرى في غزة، والتي وافقت عليها حركة حماس الشهر الماضي. في المقابل، هاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رئيس أركان الجيش خلال اجتماع المجلس المصغر، وطلب منه التوقف عن تسريب معلومات تتعلق بالجيش، حسب ما أفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية. وذكرت الصحيفة أن زامير قدم صفقة مقترحة مع حركة حماس، موضحًا مزاياها ومعربًا عن دعمه لها، لكن نتنياهو رفض مناقشتها وعارضه معظم الوزراء الحاضرين، مما أثار توترًا حادًا في الاجتماع.