رقم تاريخي جديد.. الذهب يتخطى 3500 دولار للأوقية لأول مرة | هل تبدأ الفائدة الأمريكية بالانخفاض؟

سجلت أسعار الذهب العالمية اليوم الثلاثاء ارتفاعًا تاريخيًا غير مسبوق، متجاوزة حاجز 3500 دولار للأوقية للمرة الأولى على الإطلاق. يأتي هذا الصعود القوي مدفوعًا بتزايد التوقعات بشأن استمرار بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في مسار خفض أسعار الفائدة، مما عزز جاذبية المعدن الأصفر كملاذ آمن للمستثمرين في أوقات التقلبات الاقتصادية.

الذهب يسجل قفزة تاريخية في الأسواق العالمية

شهدت أسعار الذهب قفزة كبيرة، حيث ارتفع الذهب الفوري بنسبة 0.1% ليصل إلى 3480.57 دولارًا للأوقية، وذلك بعد أن لامس أعلى مستوى له على الإطلاق عند 3508.50 دولارًا في وقت سابق من جلسة التداول. كما صعدت العقود الآجلة للذهب الأمريكي تسليم ديسمبر بنسبة 0.9% لتسجل 3549 دولارًا. وتؤكد البيانات هذا الإقبال المتزايد، إذ ارتفعت مبيعات السبائك بنسبة 32% منذ بداية العام الجاري، مما يشير إلى تصاعد الاهتمام الاستثماري بالمعدن النفيس في ظل هذه الظروف الاقتصادية المتغيرة.

توقعات الفائدة الأمريكية تدعم صعود المعدن الأصفر

يعتبر الاتجاه المتوقع لبنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي نحو خفض أسعار الفائدة هو المحرك الرئيسي للارتفاع الحالي في أسعار الذهب. ويرى هان تان، كبير محللي السوق في شركة نيمو موني، أن “الاتجاه الصعودي للذهب يتأثر بشكل كبير بمدى التزام الفيدرالي الأمريكي بمسار خفض أسعار الفائدة بما يتماشى مع توقعات الأسواق”. وأضاف تان أن المعدن لا يزال مدعومًا بعوامل أساسية قوية مثل مشتريات البنوك المركزية وارتفاع الطلب على الملاذات الآمنة، خصوصًا في ظل التوترات التجارية العالمية التي قد تضغط على النمو الاقتصادي. ويظهر مؤشر CME FedWatch أن المتعاملين يسعرون حاليًا احتمالية بنسبة 90% لخفض الفائدة الأمريكية بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع الفيدرالي المرتقب يوم 17 سبتمبر. ويؤكد خبراء الاقتصاد أن الذهب، بصفته أصلًا لا يحمل عائدًا دوريًا، غالبًا ما يحقق أداءً أفضل في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة. يُذكر أن الذهب قد صعد بنسبة 27% خلال عام 2024، متجاوزًا مستوى 3000 دولار للأوقية لأول مرة في مارس الماضي وسط مخاوف اقتصادية وسياسية في الولايات المتحدة، مما دفع المستثمرين إلى تعزيز مراكزهم في الأصول الآمنة.

مؤشرات السوق وآراء الخبراء حول مستقبل الذهب

يتجه تركيز المستثمرين الآن إلى بيانات الرواتب غير الزراعية الأمريكية المنتظر صدورها يوم الجمعة المقبل، والتي ستوفر إشارات حاسمة حول حجم التخفيضات المحتملة لأسعار الفائدة خلال شهر سبتمبر. ويرى هوجو باسكال، تاجر المعادن الثمينة في شركة إنبروفيد، أن “كافة المؤشرات الأساسية والفنية تؤكد مسارًا صعوديًا مستدامًا للذهب، وقد لا يكون الصعود خطيًا، لكننا في بيئة استثمارية تدفع نحو استراتيجية شراء الانخفاض، خصوصًا أن الذهب يظل أصلًا غير مرتبط بالأسهم أو العقارات أو أدوات الدين”. وفي سياق متصل، أعلنت شركة SPDR Gold Trust، أكبر صندوق استثماري مدعوم بالذهب في العالم، أن حيازاتها ارتفعت بنسبة 1.01% لتصل إلى 977.68 طنًا يوم الجمعة الماضي، وهو أعلى مستوى لها منذ أغسطس 2022، مما يعكس قوة التدفقات الاستثمارية نحو المعدن الأصفر. وكان استطلاع ربع سنوي أجرته وكالة رويترز في يوليو قد توقع وصول متوسط سعر الذهب إلى 3220 دولارًا للأوقية في 2025، مقارنة بتقديرات يناير التي بلغت 2756 دولارًا، وهو ما يعكس تعديلًا تصاعديًا حادًا في توقعات الأسواق المستقبلية.

أداء متباين للمعادن النفيسة الأخرى

في المقابل، شهدت بقية المعادن النفيسة أداءً متباينًا، حيث تراجعت أسعار بعضها بعد صعود سابق.