مستويات التسعينيات تعود.. عوائد السندات البريطانية تسجل أعلى ارتفاع منذ 3 عقود | هل فقدان الثقة يضرب قلب الاقتصاد؟

شهدت عوائد السندات البريطانية ارتفاعًا قياسيًا هو الأعلى منذ نهاية التسعينيات، متجاوزة بذلك عوائد السندات في دول مجموعة السبع الكبرى، مما يعكس تزايد القلق بشأن الثقة في الحكومة البريطانية وخططها الاقتصادية. وفي تطور منفصل، تترقب أسواق وول ستريت اليوم افتتاحًا متوقعًا بتراجعات في العقود الآجلة، وذلك في أعقاب قرار المحكمة الفيدرالية الأخير حول الرسوم الجمركية.

ارتفاع عوائد السندات البريطانية: مؤشرات على تراجع الثقة الاقتصادية

قالت كارينا كامل، مراسلة قناة العربية، إن عوائد سندات الخزانة البريطانية سجلت مستويات غير مسبوقة منذ نهاية التسعينيات، متخطية عوائد السندات في الدول الصناعية السبع الكبرى. هذا الارتفاع يشير إلى حالة من عدم الثقة المتزايدة في الحكومة البريطانية، بقيادة رئيسة الوزراء ريشيلي ريبس، وفي برنامجها الاقتصادي. تُعزى هذه الزيادة الحادة في العوائد إلى عدة عوامل رئيسية:

• **توقعات التضخم المتصاعدة:** تتزايد التكهنات بأن التضخم في بريطانيا سيواصل الارتفاع، حيث وصل بالفعل إلى 3.8%، متجاوزًا التقديرات السابقة. هذا يعزز احتمالية استمرار أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول، مما يدفع بعوائد السندات إلى الصعود.
• **عجز الموازنة وزيادة الإصدارات:** تواجه الحكومة البريطانية عجزًا كبيرًا في موازنتها، مما اضطرها لزيادة إصدارات السندات الحكومية لتمويل هذا العجز. تزيد الكميات الكبيرة المطروحة من السندات من المعروض، مما يؤدي إلى تراجع أسعارها وارتفاع العوائد عليها.
• **مخاوف من إجراءات اقتصادية تقشفية:** هناك قلق متزايد في الأسواق بشأن احتمال اتخاذ الحكومة قرارات اقتصادية صارمة، قد تشمل تخفيضات في النفقات وزيادات في الضرائب. هذه الإجراءات قد تثير المزيد من القلق حول الوضع الاقتصادي العام في المملكة المتحدة.

وأضافت كامل أن ضعف الجنيه الإسترليني يعكس بوضوح قلة الثقة في صلابة الاقتصاد البريطاني، خاصة مع تنامي التوقعات السلبية بشأن آفاق النمو الاقتصادي في البلاد.

وول ستريت تترقب تراجعات بعد قرارات المحكمة الفيدرالية

في سياق مختلف، تستعد أسواق وول ستريت لافتتاح التداولات اليوم بعد عطلة عيد العمال، وسط توقعات بتراجعات قوية، خصوصًا في العقود الآجلة للأسهم. يأتي هذا الترقب عقب قرار المحكمة الفيدرالية الذي قضى بعدم قانونية الرسوم الجمركية التي كان قد فرضها الرئيس السابق دونالد ترامب. وتشير البيانات الأولية للعقود الآجلة إلى توقعات بالتراجع كما يلي:

وفيما يتعلق بتوقعات الأسواق، ذكرت المحللة بسنت أنه حتى الآن، لم تظهر الأسواق أي علامات قلق واضحة بشأن التعريفات الجمركية أو محاولات التدخل في استقلالية الاحتياطي الفيدرالي. وأوضحت بسنت أن هذا الوضع قد يتغير بشكل كبير إذا شهدت الأسواق تراجعات حادة، مما قد يؤثر بدوره على قرارات السياسات الاقتصادية الصادرة عن البيت الأبيض. وأضافت أن المستثمرين في وول ستريت يركزون بشكل كبير على “الخط الأحمر” الذي قد يؤدي إلى هبوط كبير في الأسواق. وتترقب الأسواق أيضًا صدور تقرير “ISM” الخاص بالقطاع الصناعي، بالإضافة إلى تقرير “Non-Farm Payrolls” (بيانات الوظائف الأمريكية) يوم الجمعة، والذي يُعد حاسمًا في توجيه قرارات البنك الفيدرالي بشأن سياسته النقدية خلال الفترة القادمة.