ضرورة ملحة.. أمهات مصر تطالب بتطوير منهج الرياضيات ودمج الذكاء الاصطناعي لمواكبة تحديات العصر.
أعلنت وزارة التربية والتعليم المصرية عن خطوات غير مسبوقة لتطوير المناهج، تمثلت في إصدار كتاب رياضيات جديد للصف الأول الابتدائي بعد غياب دام ثماني سنوات، بالتعاون مع الجانب الياباني وبمعايير جودة عالمية. وتتضمن هذه التطورات أيضًا إدخال تدريس مادتي البرمجة والذكاء الاصطناعي لطلاب الصف الأول الثانوي، مع منح شهادة دولية معتمدة بنهاية الدراسة.
كتاب الرياضيات الجديد: أساس متين للتعليم المصري
يمثل إطلاق كتاب الرياضيات للصف الأول الابتدائي خطوة تاريخية ومهمة في مسيرة تطوير المناهج المصرية، خاصة بعد انقطاع دام ثماني سنوات دون وجود كتاب متخصص لهذه المرحلة. يأتي هذا الإصدار بالتعاون الوثيق مع الجانب الياباني، ويطبق معايير الجودة اليابانية المعروفة عالميًا. وقد أكدت عبير أحمد، مؤسس اتحاد أمهات مصر للنهوض بالتعليم، أن تطوير مناهج الرياضيات في الصفوف الأولى بالغ الأهمية لأنه يضع الأساس الحقيقي لعملية التعلم، ويساعد في تنمية مهارات التفكير والتحليل لدى الأطفال منذ الصغر. كما يسهم تبسيط المناهج في جعل المادة أكثر جاذبية للطلاب ويخفف الأعباء الدراسية عن الأسر، ممهدًا لبناء جيل قادر على مواكبة متطلبات العصر.
البرمجة والذكاء الاصطناعي: نقلة نوعية في التعليم الثانوي
في سياق متصل، كشفت الوزارة عن نقلة نوعية حقيقية أخرى تتمثل في تدريس مادتي البرمجة والذكاء الاصطناعي لطلاب الصف الأول الثانوي، وذلك أيضًا بالتعاون مع الجانب الياباني. وتعد هذه الخطوة غير مسبوقة حيث سيحصل الطلاب على شهادة دولية معتمدة بنهاية الدراسة. لاقت هذه المبادرة ترحيبًا واسعًا من أولياء الأمور، خاصة أن نسبة كبيرة منهم تلجأ إلى تسجيل أبنائهم في دورات خارجية لتعلم البرمجة والذكاء الاصطناعي باعتبارها لغة العصر، وهو ما سيتحقق الآن داخل المدارس بصورة أكثر تنظيمًا واعتمادًا. ترى عبير أحمد أن هذه الخطوة تعكس حرص الدولة المصرية على تطوير التعليم وفق أحدث النظم العالمية، وتؤكد أن الطالب المصري بات في قلب الاهتمام.
رؤية الوزارة: إعداد جيل مصري بمقاييس عالمية
من جانبه، أكد وزير التربية والتعليم، الدكتور محمد عبد اللطيف، خلال فعاليات ورشة تدريب معلمي مادة الرياضيات على المنهج الجديد للصف الأول الابتدائي، أن “أطفال مصر سيدرسون ما يدرسه أقرانهم في اليابان”. وأشار الوزير إلى أن الوزارة تستهدف ترسيخ دعائم التعليم منذ الصف الأول الابتدائي، بهدف إعداد جيل قادر على القراءة والكتابة والتفكير النقدي وتنمية القيم والمهارات الأساسية. وأوضح أن المناهج المطورة تتميز بالبساطة وتُقدم بأسلوب يشجع الطلاب على الإقبال على التعلم، مشددًا على أن تدريب المعلمين يمثل الركيزة الأساسية لإنجاح أي عملية تطوير تعليمي. وأضاف أن التعاون مع الجانب الياباني في تدريس مادة البرمجة والذكاء الاصطناعي لطلاب الصف الأول الثانوي يعكس نقلة نوعية مهمة في تطوير أنماط التفكير والإبداع لدى الطلاب، مؤكدًا أن حصولهم على شهادة دولية معتمدة يُعد إضافة قوية لمسيرتهم التعليمية ويواكب متطلبات العصر الحديث.