أول مرة تتكلم.. معتزة عبد الصبور تضع النقاط على حروف قانون الإيجار القديم وتكشف خفايا جديدة
استغاثة الفنانة معتزة عبد الصبور عبر منصات التواصل الاجتماعي، كشفت عن أبعاد إنسانية عميقة لأزمة قانون الإيجار القديم الجديد، لتضع الفنانة ابنة الشاعر الكبير صلاح عبد الصبور في مواجهة خطر الطرد من منزلها الذي سكنته لعقود ويضم مكتبة والدها الثمينة، مما أعاد الجدل حول مصير مئات الأسر المصرية المهددة بفقدان ملاذها الآمن في ظل التعديلات القانونية الأخيرة.
معاناة معتزة عبد الصبور: صرخة بسبب قانون الإيجار القديم
الفنانة معتزة عبد الصبور، ابنة القامة الشعرية صلاح عبد الصبور، شاركت جمهورها على فيسبوك تفاصيل محنة وصفتها بأنها الأقسى في حياتها. أوضحت أنها لا تسعى وراء الشهرة أو “التريند”، بل تكتب بحثًا عن سند يخفف عنها شعورها بالوحدة والألم جراء هذا القانون. أكدت معتزة أن القانون الجديد فرض عليها واقعًا مريرًا، إذ باتت مهددة بإخلاء منزلها بعد سبع سنوات فقط، وهي تعاني من ظروف صحية ونفسية صعبة. كتبت معبرة عن ضيق حالها: «الموقف أكبر من احتمالي، والدنيا ضاقت عليّ جدًا، عايزة أخرج في براح ربنا وأمانه، أنا مسلمة أمري تمامًا، وعايزة بس أمشي في سلام»، معتبرة أن مصيرها هذا قد يكون بداية لسلسلة من المآسي التي ستواجه أسرًا مصرية كثيرة في الأعوام القادمة.
تفاصيل أزمة الفنانة معتزة عبد الصبور ومنزل الشاعر صلاح عبد الصبور
تحدثت معتزة عبد الصبور، التي عرفها الجمهور من خلال أعمالها الفنية، بمرارة عن اضطرارها لوقف مشروع تدريب طلاب التمثيل الذي كرست له سنواتها الأخيرة. كانت ترى في هؤلاء الشباب مستقبلًا فنيًا واعدًا، وتسعى لمنحهم خلاصة خبراتها بعيدًا عن أعباء الورش الفنية الباهظة. لكن الأزمة الجديدة أجبرتها على التركيز في مهمة إخلاء منزل يحمل ذكريات تتجاوز ستين عامًا، ويحتوي على مكتبة والدها الشاعر الكبير، التي تضم آلاف الكتب والمخطوطات. وصفت الوضع بأنه «فيلم رعب حقيقي»، إذ وجدت نفسها مطالبة بترك كل هذا الإرث دون بديل واضح لمستقبلها، مؤكدة أنها لا تطلب مساعدة أو مأوى، بل تتعامل مع قدر مؤلم لا مفر منه.
استغاثات المشاهير: نادية رشاد تروي معاناتها مع قانون الإيجارات الجديد
أزمة الإيجار القديم لم تقتصر على معتزة عبد الصبور وحدها، فقد سبقتها الفنانة نادية رشاد في مناشدة مماثلة، معبرة بوضوح عن مخاوفها المستقبلية بعد تطبيق قانون الإيجار الجديد. أوضحت نادية أنها أقامت لعقود طويلة في شقة بإيجار قديم، أنفقت عليها مدخراتها، لكنها اليوم لا تملك القدرة المالية على شراء سكن بديل أو تحمل زيادات الإيجار غير المتوقعة. طالبت في تصريحاتها الإعلامية بضرورة أن تأخذ الحكومة في الاعتبار الحالات الإنسانية، خصوصًا الفنانين وكبار السن الذين لا يملكون مصدر دخل ثابت. رسالتها كانت واضحة: لا أحد يرفض حصول المالك على حقه، لكن العدالة تقتضي أن تتم التعديلات بشكل تدريجي يحفظ للناس كرامتهم.
أبرز بنود قانون الإيجار القديم الجديد وتعديلاته
جاء قانون الإيجار الجديد بنودًا تنص على مضاعفة القيمة الإيجارية بشكل تدريجي، إضافة إلى إلزام المستأجرين بإخلاء الوحدات السكنية بعد فترة انتقالية لا تتجاوز سبع سنوات. هذه التعديلات تسببت في قلق بالغ لدى آلاف الأسر المصرية، خصوصًا وأن معظمهم يفتقر إلى البدائل المالية أو السكنية المناسبة. وفيما يلي تفاصيل مضاعفة القيمة الإيجارية حسب المناطق:
نوع المنطقة | مضاعفة القيمة القديمة | الحد الأدنى شهريًا |
المتميزة | 20 ضعفًا | 1000 جنيه |
المتوسطة | 10 أضعاف | 400 جنيه |
الاقتصادية | 10 أضعاف | 250 جنيه |
أبعاد إنسانية تتجاوز الأرقام: إرث صلاح عبد الصبور الثقافي
تتجاوز استغاثة معتزة عبد الصبور مجرد كونها قضية فردية لتضع وجهًا إنسانيًا للأزمة برمتها، فهي ليست فنانة فحسب، بل هي ابنة الشاعر الكبير صلاح عبد الصبور الذي ترك إرثًا ثقافيًا هائلًا. مكتبة صلاح عبد الصبور، التي تضم آلاف الكتب والمخطوطات، باتت مهددة بالتشتت والضياع مع احتمالية طرد ابنته من منزلها. قالت معتزة في لحظة مؤثرة: «أبويا مش في حيطان شقة، روحه منثورة في العالم كله. لو راحت الحيطان برضه إحنا باقيين في أرواح خلق الله». كلماتها هذه جعلت الأزمة تتخطى حدودها الفردية لتصبح نقاشًا عامًا حول قيمة التراث الثقافي والعائلات التي حملته لعقود.
قلق متزايد في الوسط الفني ودعوات لتعديل القانون
يعيش الوسط الفني الآن حالة من الترقب والقلق، بعد أن وجد العديد من الفنانين أنفسهم في الموقف ذاته. بعضهم يلتزم الصمت، بينما يختار آخرون المجاهرة بالأزمة على أمل أن تصل أصواتهم إلى صناع القرار. يرى نقاد أن استغاثة الفنانتين معتزة عبد الصبور ونادية رشاد قد تكون محفزًا لحراك مجتمعي أوسع، يدفع نحو مراجعة بعض بنود قانون الإيجار القديم، أو على الأقل وضع استثناءات تراعي الحالات الإنسانية والخاصة. هذه المناشدات المتكررة تسلط الضوء على ضرورة إيجاد حلول عادلة لهذه الأزمة التي تؤثر على شريحة واسعة من المجتمع المصري.
توازن صعب: حقوق الملاك وكرامة المستأجرين في قانون الإيجار القديم
جاء قانون الإيجار القديم استجابة لمطالب ملاك العقارات الذين رأوا أن عقود الإيجار القديمة حرمتهم لسنوات طويلة من الحصول على عائد عادل ومواكبة للواقع الاقتصادي. ومع ذلك، فإن تطبيق القانون بشكل صارم دون تقديم حلول وسط قد يدفع بآلاف الأسر البسيطة إلى الشارع، مما يفاقم الأوضاع المعيشية. تبقى القضية معلقة بين حق المالك في استرداد ممتلكاته وحق المستأجر في السكن الآمن والعيش بكرامة، مما يستدعي التفكير في مقاربات توازن بين الطرفين وتضمن استقرار المجتمع.