اكتشاف جديد لرواد الأعمال: الذكاء الاصطناعي شريكك السري لزيادة الإنتاجية وتحقيق النمو
شهدت الفجوة التنافسية بين الشركات الكبرى والفرق الصغيرة تراجعًا ملحوظًا بفضل التقنيات المتطورة للذكاء الاصطناعي، وخاصة الذكاء الاصطناعي التوليدي (GenAI). تؤكد دراسات حديثة أن استخدام هذه التقنيات يمكن أن يرفع إنتاجية فرق العمل بنسب تصل إلى 40%، مما يعزز دورها كعامل مساعد فعال لرواد الأعمال والقادة.
الذكاء الاصطناعي يعزز إنتاجية رواد الأعمال بفاعلية
نعم، يؤكد الواقع والدراسات البحثية أن الذكاء الاصطناعي يقدم دعمًا حقيقيًا لرواد الأعمال والفرق. فقد كشفت دراسة مشتركة أجراها باحثون من كليات هارفارد للأعمال ومعهد MIT Sloan للإدارة، وشملت 758 مستشارًا من شركة “Boston Consulting Group” (ما يعادل 7% من إجمالي مستشاري الشركة)، عن نتائج مبشرة للغاية.
طُلب من المشاركين في الدراسة تطوير أفكار لمنتجات جديدة مع التركيز على الإبداع والقدرة على الإقناع. لقياس تأثير الذكاء الاصطناعي، قاموا بمقارنة أدائهم في حالتين: الأولى دون استخدام أي أدوات ذكاء اصطناعي، والثانية باستخدام نموذج GPT-4 الذي كان مخصصًا حينها لمشتركي النسخة المدفوعة من ChatGPT Plus وكان الأقوى من OpenAI.
قُسم المشاركون إلى ثلاث مجموعات: الأولى لم تستخدم الذكاء الاصطناعي على الإطلاق، والثانية استخدمت GPT-4 دون توجيه مسبق، بينما تلقت المجموعة الثالثة تدريبًا وإرشادًا حول كيفية استخدام GPT-4. أظهرت النتائج أن استخدام نموذج GPT-4 أدى إلى زيادة الإنتاجية بنسبة 12.5%، وسرّع إنجاز المهام بنسبة 25%. لكن المفاجأة كانت في إنتاجية الموظفين الذين تلقوا تدريبًا، حيث ارتفعت بنسبة 43% تقريبًا. هذا يعني أن الموظف الذي كان ينجز عشر مهام يوميًا، أصبح ينجز حوالي أربع عشرة مهمة، وهي زيادة كبيرة وملموسة تعكس القدرة الهائلة للذكاء الاصطناعي في تحسين الأداء.
أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة لإدارة الوقت وتحسين الإنتاجية
تُسهم أدوات الذكاء الاصطناعي في زيادة إنتاجية الفرق بشكل كبير لأنها توفر الوقت والجهد. نقدم لكم فيما يلي 5 أدوات تعتمد على الذكاء الاصطناعي لمساعدتكم في إدارة الوقت وتنظيم العمل والحياة.
Notion
تُعد Notion من أبرز أدوات زيادة الإنتاجية وتتميز بمرونتها في تدوين الملاحظات وتنظيم المعلومات. يمكن للفرق استخدام Notion لتخطيط وجدولة وإدارة مهامها بسهولة. تتوفر الأداة بنسخة مجانية تلبي معظم الاحتياجات، بالإضافة إلى نسخ مدفوعة تقدم مزايا إضافية.
الخطة السعر الشهري مجانية 0 دولار مدفوعة (ميزات إضافية) 10 دولارات مدفوعة (ميزات متقدمة) 20 دولارًا تتميز Notion بقوالبها المدعومة بالذكاء الاصطناعي التي تتيح للمستخدمين تهيئة بيئة عملهم بسرعة ووفق أهداف محددة. كما تتيح إدارة ومتابعة جداول المشاريع والفعاليات، وتضمن تسليم المهام في مواعيدها النهائية. تتكامل الأداة أيضًا مع تطبيقات أخرى لتعزيز الإنتاجية مثل Jira لتتبع حالة المهام و Slack للتواصل الفعال.
Asana
تُعد Asana أداة قوية لإنجاز المهام والمشاريع، حيث تساعد الفرق على إدارة وقتها والتعاون بفاعلية لزيادة الإنتاجية. من أبرز مميزاتها سهولة ربطها بالتطبيقات اليومية، مما يضمن تلقي إشعارات فورية بأي تحديثات مهمة، مثل تغيير المواعيد النهائية للمشاريع أو مواعيد الاجتماعات. كما تدعم Asana إنجاز المهام من خلال ميزات مثل الموافقات التلقائية وتنبيهات المواعيد. بفضل لوحتها الرئيسية المزودة بالذكاء الاصطناعي، يمكن الحصول على تحليلات مفيدة جدًا لمتابعة التقدم المحرز في العمل.
Timely
إذا كنت تبحث عن أداة لتتبع الوقت تلقائيًا دون عناء أو تضييع وقتك في المهام اليدوية، فإن Timely هي الحل الأمثل. تستخدم هذه الأداة الذكاء الاصطناعي لإدارة وقت الفرق وتوفير نصائح وتقارير مستنيرة من خوارزمياتها الذكية. تتلخص أبرز مميزات Timely في دمج ثلاث أدوات رئيسية:
- أداة “تتبع الوقت تلقائيًا” التي تراقب وتسجل كل ما تفعله على حاسوبك بالذكاء الاصطناعي.
- أداة “AI Timesheets” التي تصنف المهام بذكاء حسب العميل أو طبيعة المشروع وتتعلم من الأخطاء تلقائيًا.
- أداة “تخطيط الوقت” التي تحلل عوامل مهمة مثل صعوبة المشروع ومستوى الفريق لرفع كفاءة الأداء.
Fireflies
الاجتماعات جزء أساسي من أي عمل، وقد يكون تلخيصها مرهقًا، خاصة إذا طالت أو تعقد محتواها. تساعدك أداة Fireflies على تسجيل جميع الاجتماعات وتدوين الملاحظات بسهولة تامة. تتوافق الأداة مع Zoom و Google Meet و Microsoft Teams، ويمكنها تفريغ محتوى اجتماعاتك في الوقت الفعلي. إضافة إلى ذلك، تحدد Fireflies النقاط المهمة في الاجتماعات وتنظمها في تقرير مخصص تلقائيًا، مما يوفر الكثير من الوقت والجهد.
Durable
تأتي هذه الأداة في نهاية القائمة نظرًا لتخصصها، فقد تحتاجها مرة واحدة فقط، لكنها مرة حاسمة. تستخدم Durable لإنشاء المواقع الإلكترونية. بفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي المدمجة، يمكن للأداة إنشاء موقعك الإلكتروني، سواء كنت فردًا أو شركة، في ثلاثين ثانية فقط! لا تتطلب أي خبرة برمجية أو تقنية، كل ما عليك هو إدخال بعض البيانات الأساسية ومراقبة الأداة وهي تقوم بعملها السحري.
تُستخدم جميع هذه الأدوات، التي تندرج تحت تصنيف “أدوات الإنتاجية بالذكاء الاصطناعي”، بهدف أتمتة العمليات واختصار الوقت على الفرق والأفراد. استخدم ما يناسب طبيعة عملك لزيادة إنتاجيتك بشكل ملحوظ.
هل الذكاء الاصطناعي يحل محل القادة أم يدعمهم؟
في خضم التطور التكنولوجي السريع، يطرح كل صاحب عمل أو قائد سؤالًا مهمًا: هل أصبح الذكاء الاصطناعي قادرًا على استبدالي فعلًا؟ أجابت مجلة “Harvard Business Review” على هذا التساؤل بتقرير مقنع بعنوان “الذكاء الاصطناعي لا يمكنه استبدال أفضل القادة”.
بفضل وصول الذكاء الاصطناعي لكم هائل من المعلومات وقدرته على تحليل ومعالجة البيانات بسرعة فائقة، أصبح يشكل تهديدًا حقيقيًا للكثير من الوظائف، بما في ذلك بعض مهام القادة. يتميز الذكاء الاصطناعي بعدم تأثره بالعاطفة، مما يجعل قراراته في معظمها أكثر دقة ومنطقية. وقد استند التقرير إلى بحث شمل أكثر من ستمئة موظف من صناعات مختلفة، وأظهر أن العديد منهم أصبحوا يثقون في الذكاء الاصطناعي أكثر من مديريهم البشريين.
لكن هذه الدراسة لا تعني أن الذكاء الاصطناعي قادر على استبدال القادة بالكامل. صحيح أنه قد ينافسهم في المهام التي تعتمد على تحليل البيانات وتتطلب اتخاذ قرارات منطقية سريعة، لكنه لا يمكن أن يجاريهم في الجوانب الإنسانية. فالذكاء الاصطناعي لا يمكنه التحفيز أو الإلهام أو التعامل مع المشاعر البشرية المعقدة، وهي سمات أساسية لـ “أفضل القادة” الذين يشير إليهم عنوان التقرير.
ختامًا، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد الفرق الصغيرة على تحسين كفاءاتها وإنتاجياتها بنسبة كبيرة، وقد يتولى بعض المهام الروتينية التي يقوم بها البشر. لكن المناصب التي تتطلب إبداعًا أو ذكاءً عاطفيًا أو قدرة على التعامل مع المشاعر، تظل حكرًا على العنصر البشري، على الأقل في الوقت الراهن.