أكثر من ألف قتيل في لحظات.. انهيار أرضي مدمر يمحو قرية ترسين بالكامل في غرب السودان

انهار أرضي ضخم أودى بحياة أكثر من ألف شخص في قرية ترسين بوسط جبل مرة في إقليم دارفور السوداني، يوم الأحد، بعد أمطار غزيرة هطلت الأسبوع الماضي. وأعلنت السلطة المدنية التابعة لحركة جيش تحرير السودان أن الكارثة محت القرية بالكامل من الوجود، ولم ينج منها سوى شخص واحد فقط، في مأساة إنسانية جديدة تضرب المنطقة.

انهيار أرضي مدمر يمحو قرية ترسين بالكامل

أكدت السلطات المحلية أن قرية ترسين، التي تقع في دائرة أمو بوسط جبل مرة، تعرضت لانهيارات أرضية هائلة أزالتها تمامًا، مخلفة وراءها دمارًا شاملاً وعددًا كبيرًا من الضحايا. وقد كانت هذه المنطقة من أبرز مناطق جبل مرة في إنتاج الموالح، ولكنها تحولت الآن إلى منطقة منكوبة بالكامل نتيجة الكارثة الطبيعية غير المسبوقة التي ضربتها بعد تساقط أمطار غزيرة ومستمرة.

اقرأ أيضًا: احتفال غير تقليدي.. اليوم العالمي للأم الكسولة “Lazy Mom’s Day” يكشف عن معناه الحقيقي وأفكار مبتكرة للاسترخاء

دعوات عاجلة لإنقاذ ضحايا كارثة دارفور ومساعدة المتضررين

وجهت السلطة المدنية مناشدة عاجلة إلى الأمم المتحدة وجميع المنظمات الإقليمية والدولية للتدخل السريع وتقديم المساعدة الطارئة. تهدف هذه الدعوات إلى دعم جهود انتشال الجثامين وتقديم الإغاثة اللازمة للتخفيف من الآثار المروعة لهذه الكارثة الإنسانية في قرية ترسين غرب السودان. وعبرت السلطة عن بالغ حزنها وتقدمت بأحر التعازي لأسر الضحايا الذين فقدوا ذويهم في هذه الفاجعة.

صعوبات كبيرة تواجه جهود الإنقاذ في جبل مرة

أشار البيان الصادر عن السلطات إلى أن عمليات الإنقاذ والبحث عن ناجين أو جثامين تواجه تحديات جمة. فوعورة التضاريس وصعوبة الوصول إلى المنطقة المنكوبة، بالإضافة إلى ضخامة الانهيارات الأرضية، تعيق بشكل كبير جهود فرق الإنقاذ المحلية. ورغم هذه الصعوبات، بدأت السلطات المحلية في تقييم حجم الخسائر البشرية والمادية لهذه المأساة في جبل مرة.

اقرأ أيضًا: عاجل.. نظام الفصلين الدراسيين يدشن مرحلة جديدة لتطوير التعليم

مأساة إنسانية تتفاقم: الكوارث الطبيعية والحرب في السودان

يأتي حادث الانهيار الأرضي الأليم في قرية ترسين ليضاف إلى سلسلة الكوارث الطبيعية المتصاعدة التي يشهدها السودان. فقد تسببت السيول والفيضانات هذا العام في خسائر بشرية ومادية جسيمة في عدة ولايات، مما يفاقم معاناة السكان. تتزامن هذه الكوارث مع استمرار الحرب الطاحنة الدائرة في البلاد منذ أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، الأمر الذي أضعف قدرة السلطات على الاستجابة الفعالة وتقديم الإغاثة اللازمة للمتضررين من الكوارث الطبيعية في السودان.

دارفور: منطقة هشة بين الصراع المسلح والتهديدات البيئية

يعتبر إقليم دارفور، وخاصة منطقة جبل مرة، من المناطق الأكثر هشاشة في السودان. يعيش سكان هذه المنطقة ظروفًا صعبة للغاية، حيث يواجهون باستمرار تحديات النزاع المسلح ونقصًا حادًا في الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والتعليم. تضاف إلى ذلك التهديدات المتزايدة للكوارث الطبيعية المتكررة، مما يجعل حياة السكان محفوفة بالمخاطر ويضعهم في مواجهة مستمرة مع الفقر والنزوح والأزمات المتتالية.

اقرأ أيضًا: أناقة متجددة.. ميغان ماركل تحتفل بعيدها الـ44 بفستان قديم

نازحو دارفور يواجهون قدرًا مأساويًا جديدًا في ترسين

كشفت الحركة أن المنطقة المنكوبة في إقليم دارفور، والتي كانت تحت سيطرتها، كانت ملجأً لمئات النازحين الفارين من ويلات الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في شمال دارفور. هؤلاء المدنيون كانوا يعيشون بالفعل في ظروف إنسانية بالغة القسوة، ويعانون من نقص حاد في الغذاء والدواء والخدمات الأساسية، مما فاقم معاناتهم الإنسانية. وجاء الانهيار الأرضي ليزيد من مأساتهم، ليقضي على القرية بالكامل ويضع حدًا لحياة الكثير منهم في مشهد يعكس قسوة الحياة في ظل الصراع المستمر والكوارث الطبيعية.

اقرأ أيضًا: لقاء مرتقب في ألاسكا.. مدينة أنكوريج تستضيف قمة ترامب وبوتين