عودة مرتقبة.. الأسهم السعودية تستعيد جاذبيتها بقوة | خفض الفائدة وارتفاع الأرباح يفتحان شهية المستثمرين

يتميز السوق السعودي بخصوصية فريدة، متأثراً بشكل كبير بوزن سهم أرامكو وتقلبات أسعار النفط العالمية، مما يجعله أكثر انكشافاً مقارنة بالأسواق الأخرى. وفي ظل هذه الظروف، يبرز كبير المحللين الماليين، إكرامي عبدالله، عوامل أساسية لدعم السوق، بينما يشير إلى تحديات محتملة لسهم “مجموعة منزل للتسويق والتجارة” بعد إدراجه، وتراجعات متوقعة لسهم البنك العربي الوطني إثر عمليات جني الأرباح.

السوق السعودي: تميز وانكشاف على المتغيرات العالمية

أكد إكرامي عبدالله، كبير المحللين الماليين في صحيفة الاقتصادية، أن السوق السعودي يتمتع بخصائص فريدة تميزه عن بقية الأسواق المالية الإقليمية والعالمية. ويرجع هذا التميز بشكل رئيسي إلى الثقل الكبير لسهم شركة أرامكو السعودية ضمن المؤشر العام للسوق. وأوضح عبدالله أن هذه السمة تجعل السوق السعودي أكثر عرضة للتأثر بأسعار النفط الخام، مما يجعله في حالة انكشاف أكبر على التحركات الاقتصادية والجيوسياسية العالمية مقارنة بالأسواق الأخرى.

العوامل الأساسية لدعم أداء سوق الأسهم السعودي

أشار إكرامي عبدالله، خلال مداخلة مع الشرق بلومبرج، إلى أن هناك ثلاثة عوامل محورية يجب توافرها في الوقت الراهن لدعم مسار السوق السعودي وتعزيز جاذبيته الاستثمارية. هذه العوامل هي:

• **خفض أسعار الفائدة:** سيؤدي أي تخفيض في أسعار الفائدة إلى زيادة جاذبية العوائد في سوق الأسهم السعودي مقارنة بالأصول الاستثمارية البديلة خارج السوق. كما أن ذلك سيساهم في تقليل تكاليف الاقتراض على الشركات المدرجة، الأمر الذي ينعكس إيجاباً على أرباحها النهائية.
• **زيادة أرباح الشركات:** يعد نمو أرباح الشركات المدرجة بشكل جيد حافزاً أساسياً لزيادة التوزيعات النقدية للمساهمين. وهذا بدوره يجعل أسهم تلك الشركات أكثر جاذبية للمستثمرين الباحثين عن عوائد مستقرة ومجزية، مما يدفع سهم الشركة للارتفاع.
• **استقرار أسعار النفط:** من الضروري أن تحافظ أسعار النفط العالمية على مستوياتها فوق 70 دولاراً للبرميل. هذا الاستقرار يدعم بشكل مباشر أرباح شركة أرامكو السعودية، وينعكس إيجاباً أيضاً على أداء شركات قطاع البتروكيماويات المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بأسعار الخام ومشتقاته.

تحليل سهم “مجموعة منزل للتسويق والتجارة”

وفيما يخص أداء سهم شركة مجموعة منزل للتسويق والتجارة، لفت إكرامي عبدالله إلى أن المؤشرات الأولية تحمل إشارات إلى أن الشركة قد تواجه بعض التحديات الأولية بعد إدراجها في السوق الرئيسية. وفسر ذلك بقوله إن “الشركة تم طرحها بسعر مكرر أعلى من السوق، وهذا قد يؤثر على طلب المستثمرين في بداية التداول”.

ومع ذلك، أضاف عبدالله أن هناك جوانب إيجابية قد تدعم السهم على المدى المتوسط، منها ارتفاع أرباح الشركة بنسبة 21% خلال النصف الأول من العام الجاري، بالإضافة إلى تحسن ملحوظ في هوامش الربحية. كما أعلنت الشركة عن توزيع أرباح نقدية بمقدار ريال ونصف لكل سهم، مما يعني أن العائد التوزيعي على السهم قد يصل إلى 3.5%، وهو ما قد يحفز السهم للارتفاع في جلسة اليوم.

سهم البنك العربي الوطني (ANB): تراجعات بعد عمليات جني الأرباح

بخصوص سهم البنك العربي الوطني (ANB)، أوضح إكرامي عبدالله أن التراجعات التي شهدها السهم خلال جلسة التداول الأخيرة جاءت كنتيجة طبيعية للارتفاعات الكبيرة والملحوظة التي حققها في الجلسات السابقة. وأرجع السبب وراء هذا الارتفاع الأولي إلى إعلان البنك عن نيته شراء 10 ملايين سهم كأسهم خزينة مخصصة لموظفيه، مما أحدث طلباً قوياً على السهم في السوق. وبعد الإعلان عن تفاصيل تخصيص هذه الأسهم، كان من المتوقع حدوث انخفاض في السهم نتيجة لعمليات جني الأرباح من قبل المستثمرين الذين استفادوا من الارتفاع السابق.