من المغرب إلى إندونيسيا.. هكذا تحتفل الدول الإسلامية بذكرى المولد النبوي الشريف

ملايين المسلمين حول العالم يحيون ذكرى المولد النبوي الشريف ببهجة وسكينة، مع حلول ذكرى ميلاد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، لتغمر قلوبهم مشاعر المحبة العميقة وتتحول المدن والقرى إلى مساحات نابضة بالذكر والابتهال. تتجلى هذه المناسبة الدينية في مظاهر احتفالية وثقافية متنوعة، تجمع بين الموائد الشهية من الحلويات والمأكولات الخاصة، وترانيم المدائح النبوية التي تعبر عن الحب الصادق للمصطفى.

مظاهر الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف

على الرغم من تباين الآراء الفقهية، إلا أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف يشكل مناسبة محورية في العديد من البلدان الإسلامية. تتزين الشوارع والمنازل بأبهى الزينات، وتصدح الموسيقى والمدائح النبوية في الأرجاء، بينما تنتعش الأسواق بمنتجات موسمية فريدة. تتناقل وسائل التواصل الاجتماعي صورًا ومشاهد لهذه الاحتفالات المبهجة من كل بقاع الأرض، لتشارك الجميع الفرحة والروحانية التي تعم الأجواء. كل بلد يضيف لمسته الخاصة في إحياء هذه الذكرى المباركة، لكن الجميع يتوحد في مضمونها الروحي العميق الذي يعبر عن الحب الكبير لسيدنا محمد والاقتداء بسيرته العطرة.

اقرأ أيضًا: قبل ساعات من الانطلاق.. تنسيق المرحلة الثالثة: كل ما تحتاج معرفته عن تسجيل الرغبات والكليات المتاحة

أطعمة وحلويات المولد النبوي حول العالم

تحتل الأطعمة والحلويات مكانة خاصة في احتفالات المولد النبوي بالعديد من الدول الإسلامية، حيث تُعد أطباق مميزة لا تظهر إلا في هذا اليوم المبارك:

  • **تونس:** يشتهر التونسيون بتحضير “عصيدة الزقوقو” الشهية، التي تُصنع من حبات الصنوبر المطحون وتُزين بطبقة من الكريمة والمكسرات والحلوى الملونة.
  • **الجزائر:** في بعض المناطق الجزائرية، يُحضّر طبق “الطمّينة” التقليدي، الذي يتكون أساسًا من السميد والعسل والزبدة.
  • **العراق:** تُعد حلوى “الزردة” المميزة في العراق، وهي عبارة عن أرز وسكر وماء ورد وهيل، وتُزين بالقرفة.
  • **مصر:** تنتشر في مدن مصر أنواع عديدة من حلوى المولد، وأشهرها “عروسة المولد” و”حصان المولد” المصنوعان من السكر، وهما جزء لا يتجزأ من الثقافة الشعبية المصرية. كما تشهد الشوارع والمنازل تزينًا بالألوان والزينة التقليدية، وتنشط حركة التجارة في الأسواق مع إقبال الناس على شراء الحلوى وأدوات الزينة والدفوف.
  • **إندونيسيا:** يتجاوز الاحتفال مجرد الحلويات ليشمل أكلات رئيسية مثل طبق “الكاري” التقليدي، الذي يُعد بكميات وفيرة ويُوزع على الناس.

المدائح والذكر والموسيقى الصوفية في احتفالات المولد

تمتلئ الساحات والمساجد في عدد من الدول الإسلامية بحلقات الذكر والإنشاد الصوفي، حيث تُتلى المدائح النبوية العذبة على أنغام الدفوف. يعبر المشاركون عن شوقهم لسيدنا محمد وطلب شفاعته في أجواء روحانية يسودها السكون والخشوع، كما يحرص الكثيرون على التجمع حول منشدي السيرة النبوية للاستماع إليها.

اقرأ أيضًا: إعلان هام للطلاب.. الاستعلام عن نتيجة الدور الثاني ثانوية عامة 2025 أصبح متاحًا بهذه الطريقة

الرأي الشرعي في الاحتفال بذكرى مولد النبي

أوضحت دار الإفتاء المصرية، عبر صفحتها الرسمية على موقع فيسبوك، أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف أمر مستحب شرعًا. وذكرت أن لهذا الاحتفال أصلًا في القرآن الكريم والسنة النبوية، وقد أجمع عليه علماء الأمة. وأكدت دار الإفتاء أن مظاهر الاحتفال تشمل التعبير عن الفرح والسرور بقدوم النبي من خلال الذكر والإنشاد والصيام والقيام وإطعام الطعام. وأشارت إلى أن هذا الاحتفال يعبر عن محبة صادقة للنبي الكريم، ويمثل فرصة قيمة لغرس القيم النبوية والاقتداء بأخلاقه الفاضلة.

جذور تاريخية للاحتفال بالمولد النبوي الشريف

تشير المراجع التاريخية إلى أن أول احتفال منظم بالمولد النبوي كان في عهد الملك أبوسعيد كوكبري، حاكم مدينة أربيل في القرن السابع الهجري، حيث أقام احتفالًا كبيرًا بهذه المناسبة. كما احتفل الفاطميون بالمولد لفترة، قبل أن يأمر الخليفة المستعلي بالله بوقف الاحتفال عام 488 هـ. ثم عاد المسلمون لإحياء ذكرى المولد النبوي الشريف بأشكال مختلفة، من بينها توزيع الصدقات والحلوى وإلقاء الشعر والأناشيد في عهد الدولة الأيوبية، وصولًا إلى الاحتفالات الرسمية الكبيرة التي شهدتها الدولة العثمانية.

اقرأ أيضًا: الحقيقة كاملة.. النيابة تكشف كواليس التعدي على القطة بقرية سياحية في مطروح