حائط صد مصري.. يُجهض مخطط التهجير ويدعو لعقوبات أوروبية ضد إسرائيل

أدانت وزارة الخارجية المصرية التوسع العسكري الإسرائيلي المستمر في قطاع غزة، مؤكدةً رفضها القاطع للنهج العدواني الذي يؤزم الأوضاع ويدفع المنطقة نحو التصعيد. وفي هذا السياق، علّق السفير محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، بشدة على هذه التطورات، واصفًا مخطط التهجير بأنه مخالف للقوانين الدولية. كما أكد حجازي أن مصر تقف حائط صد أمام محاولات تهجير الشعب الفلسطيني، داعيًا إلى فرض عقوبات أوروبية تدريجية على إسرائيل.

مصر تدين التوسع الإسرائيلي وتحذر من التصعيد

عبرت وزارة الخارجية المصرية عن إدانتها الشديدة لاستمرار التوسع العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة. وأكدت الوزارة رفضها المطلق للنهج العدواني الذي تتبعه إسرائيل، معتبرةً أنه يزيد من تعقيد الأوضاع في المنطقة ويدفع بها نحو مسار تصادمي ينذر بمزيد من الصراع. ويأتي هذا التجاهل الإسرائيلي للجهود الحثيثة المبذولة لخفض التوتر ووقف الحرب على غزة ليزيد من تفاقم الأزمة.

السفير حجازي يكشف أبعاد مخطط التهجير القسري في غزة

خلال مداخلة هاتفية، أوضح السفير محمد حجازي أن ملف تهجير سكان غزة أصبح مكشوفًا وواضحًا للجميع، مشيرًا إلى أنه لا يتوافق مع القوانين والأعراف الدولية. وأشار حجازي إلى التناقض الصارخ بين عقد جلسة لمجلس الأمن لمناقشة منع التهجير من غزة، وبين اجتماع آخر في البيت الأبيض بقيادة جاريد كوشنر لدعم الموقف الإسرائيلي. كما وصف حجازي وزير خارجية أمريكا ماركو روبيو بأنه متطرف ويدعم إسرائيل، مؤكدًا أن الولايات المتحدة هي القوة التي تحمي الكيان الإسرائيلي.

دور مصر المحوري في إفشال مخططات تهجير الفلسطينيين

لفت حجازي إلى أن مصر تقف بثبات كحائط صد منيع أمام مخطط تهجير الشعب الفلسطيني من أراضيه. وأكد أن مصر نجحت من قبل في إفشال صفقة القرن الأمريكية، وهي اليوم تفشل مخطط التهجير القسري من قطاع غزة. وأوضح أن الحملة الحالية للتهجير القسري من غزة شديدة للغاية، وأن إسرائيل تستخدم سلاح الجوع ضد الشعب الفلسطيني بهدف تحقيق عملية التهجير. وأضاف حجازي أن مصر أدركت منذ البداية أن التوجه الاستيطاني المتطرف لإسرائيل، بدعم من تأييد ترامب لعملية التهجير القسري، قد التقطه اليمين المتطرف الإسرائيلي لتطبيقه، وهو ما يعكس عدم رغبتهم في السلام أو إقامة دولة فلسطين المستقلة.

دعوات لفرض عقوبات أوروبية على إسرائيل ومقارنتها بنظام الفصل العنصري

طالب حجازي بضرورة فرض عقوبات تدريجية من الاتحاد الأوروبي على إسرائيل، مستشهدًا بالعقوبات التي فُرضت سابقًا ضد جنوب أفريقيا في مواجهة نظام الفصل العنصري. وأكد أن هذه العقوبات، التي وصفها نيلسون مانديلا بأنها “ركعت نظام الأبارتهايد”، يمكن أن تكون فعالة، خاصة أن إسرائيل حاليًا تعتبر دولة تمارس الفصل العنصري. ورأى مساعد وزير الخارجية الأسبق أن إسرائيل ستتراجع عن مخططاتها العدوانية إذا تأثرت اقتصاديًا بعقوبات من الغرب.

الأمم المتحدة والتحديات أمام القضية الفلسطينية

تطرق السفير حجازي إلى ما وصفه بإهانة مؤسسات الأمم المتحدة، بعد قرار الإدارة الأمريكية بمنع الوفد الفلسطيني من دخول الولايات المتحدة لحضور أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة. واعتبر هذا الموقف تحديًا كبيرًا، خاصة في ظل تحرك دولي لاعتراف 18 دولة بدولة فلسطين خلال أعمال الجمعية العامة، وهو ما وصفه بالأمر المهم والقوي الذي يدعم القضية الفلسطينية.