اتهام غير مسبوق: مصطفى البرغوثي: إسرائيل تشن حرب بيولوجية على الشعب الفلسطيني

حذر الدكتور مصطفى البرغوثي، الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، من أن قطاع غزة يشهد إبادة جماعية وتطهيراً عرقياً صريحاً، مشيراً إلى أرقام كارثية تعكس حجم الدمار البشري والصحي. وأكد البرغوثي أن الدعم الأمريكي المطلق لإسرائيل هو العامل الأساسي الذي يمكّن من استمرار هذه الوحشية، مثنياً على الموقف المصري الرافض لتهجير الفلسطينيين.

إبادة جماعية وتطهير عرقي: اتهامات خطيرة بحق ما يحدث في غزة

وصف الدكتور مصطفى البرغوثي، خلال مداخلة تلفزيونية، ما يجري في قطاع غزة بأنه “إبادة جماعية بالمعنى الحرفي للكلمة” تحدث على مرأى ومسمع مما يسميه “العالم المتحضر”. وأشار إلى أن 10% من سكان غزة قد تعرضوا إما للقتل أو الإصابة، وهو ما يعادل عشرة ملايين ضحية في بلد كبير مثل مصر خلال اثنين وعشرين شهراً. كما شدد على أن ما تقوم به إسرائيل هو “أخطر عملية تطهير عرقي في العصر الحديث”، عبر محاولة حشر مليوني ومائتي ألف شخص في مساحة لا تتجاوز عشرة كيلومترات مربعة، بين معبر فيلادلفيا وممر موراج، مع نشر الأمراض والتجويع والقتل الممنهج.

أرقام صادمة: عائلات فلسطينية تمحى من السجلات المدنية

كشف البرغوثي عن أرقام مفجعة تعكس حجم الكارثة الإنسانية في غزة، حيث أكد أن هناك ما لا يقل عن 2613 عائلة فلسطينية أُزيلت بالكامل من السجل المدني، أي محيت عن بكرة أبيها. وأضاف أن 5943 عائلة أخرى لم يتبق من أفرادها سوى شخص واحد فقط، وغالباً ما يكون هذا الشخص طفلاً. كما أوضح أن خمسة من كل ستة شهداء هم من المدنيين، مما يؤكد الطبيعة العشوائية والوحشية للعمليات العسكرية المستمرة.

كارثة صحية وشح الموارد: غزة تواجه حرباً بيولوجية

ووصف الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الوضع الصحي في قطاع غزة بأنه “حرب بيولوجية”، نتيجة لحرمان السكان من الماء الطبيعي النظيف والغذاء، مما يدمر مناعتهم. وذكر أن تداعيات هذا الحرمان تسببت في انتشار واسع للأمراض، حيث سجلت آلاف الحالات لمختلف الأوبئة.

وحذر البرغوثي أيضاً من خطورة منع المطاعيم عن الأطفال في قطاع غزة، مما يهدد بانتشار أمراض فتاكة تم القضاء عليها منذ ثلاثين عاماً، مثل شلل الأطفال والتيتانوس والتيفوئيد وغيرها، مما يزيد من معاناة المدنيين في ظل هذه الظروف الصعبة.

مخاطر التهجير والدعم الأمريكي: أبعاد الصراع الإقليمية

شدد الدكتور مصطفى البرغوثي على أن أخطر ما يجري هو محاولة التطهير العرقي لسكان غزة، معبراً عن تقديره البالغ للرفض المصري المطلق لأي شكل من أشكال تهجير الفلسطينيين إلى سيناء. وأكد أن هذه الوحشية المفرطة في قطاع غزة ما كانت لتحدث لولا الدعم الأمريكي المطلق لإسرائيل. وقال البرغوثي إن الصراع تجاوز مواجهة إسرائيل وحدها، ليصبح مواجهة للولايات المتحدة نفسها، مستنكراً انحياز إدارة ترامب المطلق وما وصفه بوقاحة سفيرها السابق مايك هاكبي الذي زار المستوطنات في الضفة الغربية ونفى وجود الشعب الفلسطيني، معتبراً الضفة الغربية أرضاً إسرائيلية.