كثيرون لا يعرفون هذا الاسم، لكن وراء اكتشاف أول بئر نفط في المملكة العربية السعودية، يقف رجل بدوي بصير، امتلك ذكاءً فطريًا ومعرفة جغرافية استثنائية، جعلته الجسر الذي ربط الصحراء القاسية بالعالم الصناعي الحديث. إنه خميس بن رمثان، أحد أهم الأدلاء والرحالة السعوديين في النصف الأول من القرن العشرين، الذي لعب دورًا محوريًا غيّر مستقبل المملكة بالكامل، عندما قاد فريقًا أمريكيًا إلى الموقع الذي عُرف لاحقًا بـ “بئر الخير“؛ الشرارة الحقيقية لانطلاق ثروة النفط السعودية الهائلة.
من هو خميس بن رمثان؟ دليل الصحراء الذي اكتشف “بئر الخير”
وُلد خميس بن رمثان ونشأ في قلب الصحراء القاسية، التي لم تكن مجرد موطن له، بل كانت مدرسته الأولى التي صقلت مواهبه الفريدة. تعلم منها قراءة النجوم، وتحديد الاتجاهات بدقة مذهلة، وفهم طبيعة الأرض ومصادر المياه والمسارات الخفية. عمل لسنوات طويلة كدليل بدوي للقوافل والمسافرين، إلى أن استُعين به في ثلاثينيات القرن الماضي من قبل شركة ستاندرد أويل الأمريكية. هذه الشركة كانت تبحث يائسة عن النفط في الأراضي السعودية، ووجدوا في خميس ضالتهم. لقد ساعد خميس الفريق الجيولوجي الأمريكي، الذي كان يقوده ماكس ستاينكي، في اجتياز تضاريس شبه الجزيرة العربية الوعرة، وقادهم بكل براعة ودقة إلى الموقع الذي يُعرف اليوم باسم “بئر رقم 7” أو “بئر الخير” الشهير في منطقة الظهران.
إنجازات خميس بن رمثان المحورية: كيف ساهم في اكتشاف النفط؟
- تأمين المسارات: اختار المسارات الأكثر أمانًا وصحةً للتنقل في عمق الصحراء الشاسعة.
- كشف أسرار الأرض: قدم معلومات حيوية ودقيقة عن مصادر المياه المخفية وطبقات الأرض الجيولوجية.
- تحديد المواقع الواعدة: وجه الفريق ببراعة إلى المواقع التي بدت واعدة من الناحية الجيولوجية.
- جسر التواصل: سهّل عملية التواصل الحيوي بين الفرق الأمريكية الوافدة والقبائل المحلية في المنطقة.
خميس بن رمثان: من النسيان إلى التكريم المستحق بعد عقود
بالرغم من أن اسم خميس بن رمثان ظل منسيًا لسنوات طويلة، إلا أن جهود الباحثين في تاريخ النفط السعودي أعادت له حقه، حيث اعترفوا بدوره الجوهري والمحوري في هذه القصة التاريخية. ونتيجة لذلك، جرى تكريمه في محافل عديدة، وتم تخليد اسمه بتسمية بعض المنشآت الهامة باسمه، تقديرًا لمكانته الفريدة كجزء أصيل ومضيء من تاريخ المملكة العربية السعودية الحديث.