ظاهرة فريدة من نوعها.. دولة التلاوة بالمنوفية: أصوات تشع نورًا وأحلام تناطح المنبر.
انطلقت في شبين الكوم فعاليات مسابقة “دولة التلاوة” الكبرى لتجويد القرآن الكريم، والتي تُقام للمرة الأولى بهذا الحجم تحت رعاية وزارة الأوقاف وبالتعاون مع الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية. شهد المركز الثقافي الإسلامي بالمدينة أجواءً روحانية وحضورًا كثيفًا، حيث تنافست أصوات ندية تسعى لإحياء فن التلاوة العريق، مؤكدة مكانة مصر كمهد للقراء.
أجواء روحانية تحيي فن التلاوة في شبين الكوم
امتلأت قاعات المركز الثقافي الإسلامي بشبين الكوم بالحضور من مختلف الشرائح العمرية، فمنهم من جاء بدافع الشغف والاستماع، ومنهم من حرص على دعم أبنائهم وتلاميذهم المشاركين في هذه المسابقة الكبرى. سادت الأجواء روحانية عالية تذكر بأيام القراء العظام، حيث تعالت أصوات المتسابقين تباعًا لتشنف الآذان بتلاوات خاشعة أبكت العيون وأسرت القلوب، بينما سجل أعضاء لجنة التحكيم ملاحظاتهم بدقة وصمت. هذه الفعاليات تُسلط الضوء على قيمة المسابقات القرآنية في المجتمع المصري.
أصوات شابة تتألق في مسابقة دولة التلاوة
تُقدم مسابقة “دولة التلاوة” منصة حقيقية للمواهب الشابة في تجويد القرآن الكريم، فمن بين المشاركين برز أحمد، الطفل البالغ من العمر اثنتي عشرة سنة، والذي جاء من محافظة كفر الشيخ حاملًا حلمًا بأن يصبح قارئًا عظيمًا على خطى الشيخ عبد الباسط عبد الصمد. يؤكد أحمد أنه يكرس ساعات طويلة يوميًا لتدريب نفسه على أحكام التجويد وإتقانها. ومن الغربية، أعرب الشاب يوسف عن سعادته البالغة بهذه الفرصة الفريدة، مشيرًا إلى أن المسابقة منحتهم الأمل والطموح لإيصال أصواتهم إلى أوسع شريحة من الجمهور، ولتكون هذه المشاركة خطوة أولى نحو العطاء والشهرة في عالم تلاوة القرآن الكريم.
محافظ المنوفية يُثني على “القوة الناعمة” المصرية
حضر محافظ المنوفية فعاليات المسابقة، وأعرب عن إعجابه الشديد بالمستوى الرفيع للمواهب المشاركة في مسابقة التلاوة. وأكد المحافظ أن ما شهده اليوم يمثل تجسيدًا حيًا لقوة مصر الناعمة، مشددًا على أن هذه الأصوات الشابة الواعدة لديها القدرة الكاملة على حمل راية فن التلاوة في الأجيال القادمة. وأشار في كلمته إلى أن مصر ستبقى دائمًا دولة التلاوة الكبرى، وأن أبناءها سيواصلون هذه المسيرة العظيمة في حفظ وإتقان كتاب الله وتعاليمه السمحة.
مسابقة دولة التلاوة: جسر بين التراث والمستقبل
تتجاوز مسابقة “دولة التلاوة” كونها مجرد منافسة بين القراء، لتصبح ملتقى فريدًا يربط بين عراقة الماضي وإشراقة المستقبل. إنها فرصة سانحة لأصوات جديدة تحمل في طياتها عبق التراث القرآني الأصيل، وتحمل معها في الوقت ذاته أملًا كبيرًا في أن يزدهر فن التلاوة وأن يصل إلى قلوب الملايين حول العالم، مؤكدة على استمرارية هذا الإرث الثقافي والديني لمصر. هذه المبادرات تُعزز دور مصر الرائد في خدمة كتاب الله.