هام لكل امرأة: دار الإفتاء تحسم موقف المطلقة حال وفاة زوجها في فترة العدة
أفادت دار الإفتاء المصرية بحكم شرعي حاسم بشأن عدة المطلقة رجعيًا التي يتوفى زوجها أثناء فترة العدة. أكدت الدار أن المرأة تنتقل في هذه الحالة لعدة الوفاة بدلًا من عدة الطلاق الرجعي، وذلك لاستمرار بعض أحكام الزوجية بينهما خلال تلك الفترة، مما يستتبع أحكامًا خاصة تتعلق بالإرث وغيرها من الحقوق.
ما هو الطلاق الرجعي وأحكامه الشرعية؟
أوضحت دار الإفتاء تعريف الطلاق الرجعي بأنه إيقاع الرجل للطلاق على زوجته المدخول بها طلقة أو طلقتين، دون أن يكون ذلك مقابل مال. يتميز هذا النوع من الطلاق بأنه لا يزيل العلاقة الزوجية بشكل كامل، ولا ينهي حِلَّ الزوجة لزوجها طوال فترة العدة. بل ينقص الطلاق الرجعي فقط عدد الطلقات التي يملكها الزوج.
حقوق وواجبات المطلقة رجعيًا عند وفاة الزوج في العدة
أكدت دار الإفتاء بالإجماع بين الفقهاء أن المطلقة طلاقًا رجعيًا تظل لها كافة أحكام الزوجية ما دامت في عدتها. هذه الأحكام تشمل عدة نقاط أساسية:
- تبقى لها سائر أحكام الزوجية، مما يعني أنها لا تزال مرتبطة بزوجها شرعًا خلال العدة.
- يحرم عليها أن تتزوج من رجل آخر أو حتى أن يخطبها أحد خلال هذه الفترة.
- يحتفظ الزوج بحقه في إرجاعها إلى عصمته في أي وقت شاء خلال العدة، حتى لو كان ذلك دون رضاها، ولا يحتاج الأمر إلى عقد زواج جديد.
- ترث المطلقة رجعيًا زوجها إذا توفي وهي لا تزال في عدتها من الطلاق الرجعي، وذلك لاستمرار قيام عقد الزواج بينهما من حيث الأحكام.
- يُستحب لها أن تتجمل وتتزين، خاصة في وجهها، لأن النكاح لا يزال قائمًا بينهما.
توضيح الفقهاء لاستمرار أحكام الزواج في الطلاق الرجعي
استدلت دار الإفتاء بما قاله العلامة البابرتي الحنفي في كتابه “العناية شرح الهداية” حيث أشار إلى أن المطلقة رجعيًا يُستحب لها “التشوف والتزين”. وفسر ذلك بأن “التشوف خاص في الوجه والتزين عام”؛ أي أن تجلو المرأة وجهها وتصقل خديها. وأكد البابرتي على أن سبب ذلك يعود إلى أن “النكاح قائم بينهما”، مستشهدًا بأن التوارث قائم كذلك، مما يؤكد استمرار جميع أحكام النكاح خلال هذه الفترة.