الخطة كاملة مكشوفة.. «حجازي» يحدد استراتيجية مصر للتصدي لمخطط التهجير والشرط الوحيد لتراجع إسرائيل اقتصاديًا
أكد السفير محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن مصر تقف حائط صد منيع أمام مخطط التهجير القسري للشعب الفلسطيني من قطاع غزة، مشددًا على أن هذا المخطط يتناقض بشكل صارخ مع القوانين والأعراف الدولية. جاء ذلك تعليقًا على بيان وزارة الخارجية المصرية الذي أدان التوسع العسكري الإسرائيلي، محذرًا من دفع المنطقة نحو صراع متصاعد نتيجة لتجاهل الجهود الدولية لخفض التوتر. كما دعا حجازي إلى فرض عقوبات أوروبية تدريجية على إسرائيل أسوة بما حدث مع نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.
مصر تواجه مخطط تهجير الفلسطينيين من غزة
أوضح السفير محمد حجازي، خلال مداخلة تلفزيونية، أن ملف تهجير سكان غزة أصبح واضحًا للعيان، مؤكدًا أنه لا يتوافق مع القوانين الدولية أو الأعراف الإنسانية. وأشار إلى تزامن انعقاد جلسة لمجلس الأمن الدولي لمناقشة منع التهجير مع اجتماع في البيت الأبيض، برئاسة جاريد كوشنر، لدعم موقف إسرائيل. ويأتي الموقف المصري الرافض للتهجير متناغمًا مع تأكيدات الرئيس عبد الفتاح السيسي برفضه القاطع لأي محاولة لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء، وهو ما أبرزته تقارير إعلامية دولية منها التلفزيون الألماني. كما شدد أمين سر لجنة حقوق الإنسان بمجلس الشيوخ المصري على أن سيناء أرض مصرية خالصة للمصريين، وأن تهجير الفلسطينيين إليها يمثل نهاية للقضية الفلسطينية.
الدور المصري في إفشال مخططات التهجير
أكد حجازي أن مصر تقف بثبات كـ”حائط صد” أمام مخططات تهجير الشعب الفلسطيني، لافتًا إلى أنها نجحت في إفشال “صفقة القرن” الأمريكية من قبل، وتعمل الآن على إفشال مخطط التهجير من قطاع غزة. ووصف حجازي الحملة الحالية للتهجير القسري بأنها “شديدة للغاية”، مشيرًا إلى أن إسرائيل تستخدم “سلاح الجوع” ضد الشعب الفلسطيني بهدف تحقيق هذه العملية. وشدد على أن مصر أدركت منذ البداية أن التوجه الاستيطاني واليميني المتطرف في إسرائيل، وتأييد بعض الأطراف الأمريكية لعملية التهجير القسري، كان يهدف إلى تطبيق هذا المخطط الذي لا يرغب في السلام أو قيام دولة فلسطينية.
الموقف الدولي ودعوات العقوبات على إسرائيل
أشار مساعد وزير الخارجية الأسبق إلى وجود “سباق بين الحق والباطل” في ظل دعم أمريكي وصمت أوروبي للحكومة اليمينية المتطرفة في إسرائيل. وفي المقابل، تتسارع جهود دولية للاعتراف بدولة فلسطين خلال أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث يعتبر اعتراف 18 دولة بدولة فلسطين خطوة مهمة وقوية. ودعا حجازي الاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات تدريجية على إسرائيل، مستشهدًا بالعقوبات التي فرضت سابقًا ضد جنوب أفريقيا في مواجهة نظام الفصل العنصري (الأبارتايد)، والتي وصفها نيلسون مانديلا بأنها ركّعت ذلك النظام. وأكد أن إسرائيل حاليًا تعتبر “دولة أبارتايد”، وأنها ستتراجع عن مخططاتها إذا تأثرت اقتصاديًا بعقوبات من الدول الغربية.
انتهاكات الأمم المتحدة ومسؤولية أمريكا
انتقد حجازي بشدة الإدارة الأمريكية لقرارها منع الوفد الفلسطيني من دخول الولايات المتحدة لحضور أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، معتبرًا أن هذا الإجراء يمثل “إهانة لمؤسسات الأمم المتحدة” ويقوض دورها في دعم العدالة والقانون الدولي. وأكد أن الولايات المتحدة، بوصفها حامية للكيان الإسرائيلي، تتحمل مسؤولية كبيرة في تغذية الصراع.