ليس مجرد موضة عابرة.. هوس التجميل والفلاتر: متى يتحول إلى اضطراب نفسي حقيقي؟

تتزايد ظاهرة اللجوء إلى عمليات التجميل واستخدام الفلاتر الرقمية بشكل ملحوظ، متحولة إلى هوس لدى كثير من الشباب والفتيات. يكشف الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، أن هذا السعي قد لا يكون مجرد رغبة في تحسين المظهر، بل قد يعكس نقصاً عميقاً في الثقة بالنفس أو يشير إلى اضطرابات نفسية مثل تشوه صورة الجسد، وفقاً لتصريحاته لـ”مانشيت”.

عمليات التجميل: هل هي بحث عن الجمال أم مؤشر لاضطراب نفسي؟

يشير الدكتور جمال فرويز إلى أن الاهتمام المتزايد بعمليات التجميل ليس دائماً دليلاً على رغبة صحية في التحسين، بل قد يكون مؤشراً على حالة أعمق تتعلق بالصحة النفسية. يوضح استشاري الطب النفسي أن الأشخاص الذين ينخرطون في هذا الهوس يفتقرون غالباً إلى الثقة بالنفس. هذه الحالات قد تكون مرتبطة بما يعرف بـ”تشوه صورة الجسد”، وهو اضطراب يجعل الفرد يرى عيوباً مبالغاً فيها في مظهره، حتى لو لم تكن موجودة.

اقرأ أيضًا: لقاء مرتقب يجمع محمد عبد الرحمن وياسمين رئيس في “ماما وبابا” ابتداءً من 27 أغسطس

الأسباب الخفية وراء إقبال الشباب على جراحات التجميل

حدد الدكتور فرويز عدة دوافع رئيسية تدفع الأفراد، وخاصة الشباب، لاتخاذ قرار إجراء عمليات التجميل. هذه الدوافع لا تقتصر على الرغبة في التغيير الشكلي فحسب، بل تمتد لتشمل جوانب نفسية واجتماعية تؤثر بشكل كبير على قراراتهم.

  • نقص الثقة بالنفس: يشعر بعض الأفراد بعدم الرضا عن مظهرهم، مما يفقدهم الثقة بأنفسهم ويدفعهم للبحث عن حلول سريعة.
  • التعرض للتنمر: يعتبر التنمر على سمات جسدية معينة دافعاً قوياً للبحث عن التغيير، حيث يسعى الشخص لتجنب التعليقات السلبية والإساءات المتكررة.
  • تجنب المقارنات والاكتئاب: يساعد قرار إجراء عملية تجميل في تفادي الدخول في دوامة المقارنات المستمرة مع الآخرين، والتي قد تؤدي إلى الشعور بالاكتئاب والعزلة الاجتماعية.

كيف تؤثر نظرة الشخص لنفسه على قبول الآخرين له؟

يؤكد الدكتور جمال فرويز على العلاقة الوطيدة بين الصورة الذاتية للفرد وكيفية تلقي الآخرين له. يوضح أن نظرة الإنسان لنفسه، سواء كانت إيجابية أو سلبية، تنعكس بشكل مباشر على تعاملات المحيطين به. فإذا رأى الشخص نفسه بشكل إيجابي ولديه ثقة بمظهره أو بتميزه، فإن هذا الإحساس ينعكس على طريقة تفاعل الآخرين معه، فيرونه بنفس العين الإيجابية. وعلى النقيض، إذا كانت حالته النفسية متدهورة ويفتقر إلى الرضا عن ذاته، فإن هذا قد يؤثر سلباً على نظرة الآخرين له. هذا يعني أن الرضا النفسي والقبول الذاتي هما مفتاحان أساسيان لتعزيز العلاقات الإيجابية والحصول على تقدير الآخرين.

اقرأ أيضًا: تردد قناة ثمانية السعودية 2025 عبر نايل سات وعرب سات لنقل مباريات الدوري السعودي