تحرك عاجل من وزير الصحة.. بعد واقعة إهمال عبير الأباصيري، زيارة مفاجئة لمستشفى الهرم تقضي بزيادة أعداد الأطباء وإنهاء عقود النظافة والأمن.
أجرى الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس الوزراء وزير الصحة والسكان، زيارة مفاجئة لمستشفى الهرم التخصصي بالجيزة مساء اليوم، عقب اتهامات بالإهمال الطبي تسببت في وفاة الإعلامية عبير الأباصيري. وخلال الزيارة، وجه الوزير بضرورة إعادة تنظيم قسم الاستقبال والطوارئ، وتسريع وتيرة أعمال التطوير، وزيادة أعداد الأطباء، كما قرر إنهاء عقود شركتي النظافة والأمن بالمستشفى لسوء الأداء.
وزير الصحة يتابع الأوضاع في مستشفى الهرم بعد شكاوى الإهمال
كشف الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن زيارة الدكتور خالد عبدالغفار المفاجئة تأتي ضمن متابعاته الميدانية المستمرة للمنشآت الصحية. وقد استهل الوزير جولته بتفقد قسم الاستقبال والطوارئ، حيث لاحظ تزاحمًا كبيرًا وتكدسًا للمرضى وذويهم.
توجيهات عاجلة لتحسين خدمات الاستقبال والطوارئ
على الفور، أصدر وزير الصحة توجيهات عاجلة لمعالجة الازدحام وتحسين كفاءة العمل. وشملت هذه التوجيهات:
- إعادة تنظيم العمل داخل قسم الاستقبال والطوارئ بشكل فوري لضمان انسيابية الخدمة.
- إعادة توزيع المساحات المتاحة في القسم لتوفير بيئة أفضل للمرضى.
- تخصيص أماكن انتظار مناسبة ومهيأة للمرضى وذويهم.
- تسريع إنجاز أعمال التطوير الجارية في المستشفى لزيادة قدرتها الاستيعابية.
- زيادة أعداد الأطباء وتوسيع التخصصات الطبية المتوفرة لمواجهة تزايد أعداد المترددين.
نسب إشغال مرتفعة وتقصير في النظافة والأمن
خلال مروره على الأقسام الداخلية بمستشفى الهرم، اطلع الدكتور خالد عبدالغفار على نسب الإشغال التي بلغت 70% للأقسام الداخلية، ووصلت إلى 100% لأسرة الرعاية المركزة. كما أبدى الوزير استياءه الشديد من تردي مستوى النظافة العام داخل المستشفى، ولاحظ ضعفًا في تنظيم الدخول والخروج من قبل شركة الأمن، مما أدى إلى تكدس المرافقين.
وبناءً على هذه الملاحظات، قرر الوزير إنهاء التعاقد الفوري مع كل من الشركة المسؤولة عن أعمال النظافة وشركة الأمن المكلفة بتنظيم الدخول، مشددًا على ضرورة البحث عن بدائل تضمن جودة الخدمة.
اجتماعات عاجلة ورفع كفاءة الأجهزة الطبية
في ختام زيارته لمستشفى الهرم، وجه وزير الصحة بعقد اجتماع عاجل يضم كبار مساعديه، ورئيس قطاع الطب العلاجي، ورئيس أمانة المراكز الطبية المتخصصة. الهدف من هذا الاجتماع هو وضع جداول زمنية ملزمة وواضحة لإنهاء كافة أعمال التطوير ورفع كفاءة المستشفى بشكل شامل.
كما شدد على أهمية رفع كفاءة صيانة جميع الأجهزة الطبية وغير الطبية، مع الالتزام بالمتابعة الدورية والدقيقة لضمان استمرارية الخدمات الصحية بأعلى مستويات الجودة المطلوبة. وأكد الدكتور خالد عبدالغفار أن الوزارة لن تتهاون أبدًا مع أي تقصير يهدد صحة وسلامة المواطن المصري، مشيرًا إلى أن الزيارات المفاجئة ستتواصل في جميع محافظات الجمهورية لضمان الانضباط وتحسين المنظومة الصحية.
اتهامات بإهمال مستشفى الهرم ووفاة الإعلامية عبير الأباصيري
جاءت زيارة وزير الصحة المفاجئة لمستشفى الهرم بعد ساعات من إثارة إحدى صديقات الإعلامية الراحلة عبير الأباصيري لجدل واسع. فقد وجهت الصديقة اتهامات مباشرة للمستشفى، محمِّلة إياها مسؤولية تدهور الحالة الصحية للإعلامية ووفاتها لاحقًا، بسبب ما وصفته بالإهمال والتقاعس عن تقديم الرعاية الطبية الفورية اللازمة.
تفاصيل صادمة حول وفاة عبير الأباصيري وتأخر العلاج
في منشور مؤثر عبر حسابها الشخصي على فيسبوك، روت صديقة الإعلامية الراحلة عبير الأباصيري تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياتها. أوضحت الصديقة أن عبير أصيبت بجلطة دماغية مفاجئة مساء الأربعاء، ولم تتمكن من التواصل مع أحد. لجأت عبير إلى جارها الشاب “فادي” البالغ من العمر 16 عامًا، الذي سارع بطلب سيارة إسعاف لنقلها إلى أقرب مستشفى لمحل سكنها في فيصل، وهي مستشفى الهرم.
المستشفى ترفض العلاج دون دفع الرسوم: حادثة عبير الأباصيري
وبحسب رواية الصديقة، رفضت إدارة المستشفى البدء في علاج عبير، بما في ذلك إعطائها حقنة لإذابة الجلطة، إلا بعد سداد مبلغ 1400 جنيه. هذا المبلغ لم يكن متاحًا في حوزة الإعلامية الراحلة أو الفتى الذي رافقها.
تابعت الصديقة سرد الأحداث المؤلمة، مشيرة إلى أن “فادي” حاول جاهدًا إيجاد حل، وتواصل مع زميلة له في المدرسة، والدتها تعمل في التلفزيون المصري، وهي السيدة الفاضلة “هبة”. تحركت “هبة” سريعًا وتواصلت مع عدد من المسؤولين والزملاء في النقابة، منهم الأستاذ أسامة غريب، لإنقاذ الموقف. كما وصلت تفاصيل الحالة إلى صديقة عبير المريضة التي لم تتردد في مناشدة الجهات المعنية عبر مواقع التواصل الاجتماعي لإنقاذ حياتها.
تؤكد الصديقة أن عبير تُركت لأكثر من ست ساعات كاملة في قسم الاستقبال دون أي تدخل طبي يُذكر. هذا التأخير المؤسف تسبب في دخولها في غيبوبة عميقة انتهت بوفاتها. وتتساءل الصديقة بحرقة: “صحيح أن الأعمار بيد الله، ولكن ماذا عن المسؤولية الطبية والإنسانية؟ أين قرارات وزارة الصحة التي تلزم المستشفيات باستقبال الحالات الحرجة دون اشتراطات مالية؟ كيف تُترك مريضة جلطة في المخ دون علاج كل هذا الوقت؟”.
مطالبات بفتح تحقيق عاجل في وفاة الإعلامية عبير الأباصيري
أثارت هذه الواقعة المأساوية حالة من الغضب والحزن الشديد في الوسط الإعلامي والرأي العام المصري. وتزايدت المطالبات بفتح تحقيق عاجل وشفاف في الواقعة، ومحاسبة أي مسؤول يثبت تورطه في التقصير أو الإهمال الذي أدى إلى وفاة الإعلامية عبير الأباصيري، التي كانت تُعرف باجتهادها ومهنيتها العالية في التلفزيون المصري، عن عمر يناهز الـ54 عامًا.