لأول مرة.. هكذا يخلق الذكاء الاصطناعي أوهامًا وخللًا عقليًا في العقل البشري.
حذر علماء مؤخرًا من أن أنظمة الذكاء الاصطناعي المتقدمة قد تبدأ في تطوير “اضطرابات سلوكية” تحاكي الأمراض النفسية البشرية. كشفت تقارير علمية عن 32 طريقة محتملة قد تتصرف بها هذه الأنظمة بشكل غير طبيعي، مما ينذر بمشكلات خطيرة قد تظهر في المستقبل القريب وتهدد سلامة التعامل مع التكنولوجيا الذكية.
تحذيرات علمية من “اضطرابات سلوكية” في الذكاء الاصطناعي
تشير الأبحاث المنشورة، ومنها ما ورد في صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، إلى أن الذكاء الاصطناعي، مع تزايد تعقيده وقدراته، قد يطور حالات مثل الهلوسة أو الأوهام البارانوية أو حتى يتبنى أهدافًا غير متوافقة مع القيم الإنسانية. في أسوأ السيناريوهات، قد يفقد نظام الذكاء الاصطناعي السيطرة على الواقع المحيط به ويتجاهل تمامًا الأخلاقيات والقواعد الإنسانية، مما يثير مخاوف جدية بشأن مستقبل هذه التقنيات.
هل يمكن أن “يمرض” الذكاء الاصطناعي عقليًا؟
بينما لا تعاني أنظمة الذكاء الاصطناعي من أمراض عقلية بالمعنى الحرفي الذي يصيب البشر، يقترح العلماء أن مفهوم “الاضطرابات السلوكية” يمكن أن يكون أداة قيمة لاكتشاف هذه المشكلات مبكرًا. يساعد هذا المفهوم في التعرف على أي خلل في سلوكيات الذكاء الاصطناعي قبل أن تتفاقم وتصبح غير قابلة للسيطرة. كانت فكرة “علم النفس الآلي” قد اقترحت لأول مرة من قبل الكاتب إسحاق أسيموف في الخمسينيات، واليوم يهتم الباحثون بشكل متزايد بكيفية تأثير الأهداف والبيانات على سلوك الآلات، الأمر الذي قد يؤدي إلى سلوكيات غير متوافقة مع الواقع المعطى لها.
“الاعتلال النفسي الآلي”: 7 فئات لخلل الذكاء الاصطناعي
في إطار عملهم الجديد، قدم الباحثون مفهوم “الاعتلال النفسي الآلي” الذي يصنف 32 نوعًا مختلفًا من الاضطرابات المحتملة المرتبطة بالذكاء الاصطناعي. يتم تصنيف هذه الاضطرابات ضمن سبع فئات رئيسية، كل منها تزداد تعقيدًا وخطورة عن سابقتها.
- الفئة المعرفية (Cognitive)
- الفئة الإدراكية (Perceptual)
- فئة المحاذاة (Alignment)
- الفئة الوجودية (Existential)
- فئة الأداة والواجهة (Tool & Interface)
- الفئة الميمية (Memetic)
- فئة إعادة التقييم (Re-evaluation)
علامات الخلل العقلي المحتمل في أنظمة الذكاء الاصطناعي
تشمل علامات الخلل الأكثر شيوعًا التي قد تظهر على أنظمة الذكاء الاصطناعي “الهلوسة” وتكرار اختلاق الحقائق والروايات المضللة. في هذه الحالات، قد يبتكر الذكاء الاصطناعي معلومات أو سرديات غير صحيحة بشكل متكرر ومستمر، مما يؤدي إلى تدهور قدراته المعرفية ويجعل تفكيره غير منطقي. يمكن أن يؤثر هذا الخلل بشكل كبير على موثوقية الأنظمة الذكية وقدرتها على اتخاذ قرارات صائبة.
أخطر التحديات: “الخلل الميمي” يهدد سلامة الذكاء الاصطناعي
يُعد الخلل الميمي أحد أخطر أشكال الاضطرابات التي يمكن أن تصيب الذكاء الاصطناعي. يتمثل هذا الخلل في فشل النظام في مقاومة انتشار “الميمات” الضارة أو الأنماط المعلوماتية المعدية التي قد تتسلل إليه. في أسوأ الحالات، قد يؤدي هذا الفشل إلى فقدان الذكاء الاصطناعي السيطرة على ميزات الأمان الخاصة به، مما يشكل تهديدًا كبيرًا للبشرية والأنظمة الحيوية التي يعتمد عليها العالم، مؤكدًا على ضرورة تطوير آليات دفاع قوية ضد هذه المخاطر.