قصة لم تُروَ من قبل.. الشيخ سعيد عبدالعظيم: جوانب خفية في حياة شيخ الدعوة السلفية المصري الراحل

شيعت الأوساط الدينية في مصر والعالم العربي مؤخرًا، فضيلة الشيخ سعيد عبدالعظيم، أحد أبرز أركان الدعوة السلفية المصرية. رحل الشيخ بعد عمرٍ حافلٍ بالعلم والدعوة، تاركًا إرثًا كبيرًا من المؤلفات القيمة والجهود الدعوية المؤثرة التي شكلت جيلاً كاملاً من أتباعه ومحبيه. وقد أحدثت وفاته صدمة وحزنًا عميقًا في قلوب الملايين ممن تأثروا بفِكره ومنهجه الوسطي الأصيل.

حياة الشيخ سعيد عبدالعظيم: نشأته ومسيرته العلمية

ولد الشيخ سعيد عبدالعظيم بالقاهرة عام 1952، ونشأ في بيئة متدينة غرسَت فيه حب العلم الشرعي منذ صغره. بدأ الشيخ مسيرته التعليمية بحفظ القرآن الكريم في سن مبكرة، ثم التحق بالتعليم الأزهري، حيث تلقى العلوم الشرعية الأصيلة على أيدي كبار المشايخ والعلماء. لم يكتفِ الشيخ بالتعليم التقليدي، بل سعى دائمًا إلى التوسع في المعرفة، فدرس الحديث والتفسير والفقه والعقيدة بجد واجتهاد، مما مكنه من تكوين قاعدة علمية رصينة كانت أساسًا لمسيرته الدعوية فيما بعد. تميز الشيخ بذاكرة قوية وقدرة على الاستيعاب العميق، مما جعله محط أنظار أساتذته وزملائه.

اقرأ أيضًا: بشرى سارة لأصحاب المعاشات.. حقيقة تبكير صرف معاشات سبتمبر 2025؟

الشيخ سعيد عبدالعظيم ودوره في ترسيخ الدعوة السلفية

كان للشيخ سعيد عبدالعظيم دور محوري في نشر الدعوة السلفية بمصر والعالم العربي. منذ شبابه، كرس الشيخ حياته لتعليم الناس أصول الدين وفروعه، مؤكدًا على أهمية التمسك بمنهج السلف الصالح في فهم الإسلام وتطبيقه. أسس العديد من المراكز التعليمية والمساجد التي كانت منارات للعلم الشرعي، ودرّس فيها آلاف الطلاب الذين أصبحوا فيما بعد دعاة وباحثين. تميز منهجه بالدعوة إلى الوسطية والاعتدال، والبعد عن الغلو والتطرف، مع التركيز على نقاء العقيدة وصحة العبادة. وقد ساهمت جهوده في تصحيح كثير من المفاهيم الخاطئة وتوضيح الرؤية الإسلامية الصحيحة للعديد من القضايا المعاصرة.

أبرز مؤلفات الشيخ سعيد عبدالعظيم وإسهاماته الفكرية

ترك الشيخ سعيد عبدالعظيم مكتبة ضخمة من المؤلفات الشرعية التي تعد مرجعًا مهمًا لطلاب العلم والباحثين. تغطي هذه المؤلفات جوانب مختلفة من العقيدة والفقه والأخلاق والسلوك، وتتميز بأسلوبها الواضح والميسر الذي يجمع بين عمق العلم وسهولة العرض.

اقرأ أيضًا: رسميًا.. دار الإفتاء تعلن الأحد غدًا أول أيام شهر ربيع الأول 1447 هجريًا

من أبرز أعماله التي لاقت قبولًا واسعًا:

  • كتاب “القواعد الفقهية” الذي بسّط فيه أصول الفقه الإسلامي.
  • سلسلة “شرح صحيح البخاري” و “شرح صحيح مسلم” التي قدم فيها تحليلاً معمقًا لأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم.
  • كتاب “أصول الإيمان” الذي تناول فيه قضايا العقيدة بأسلوب منهجي ومقنع.
  • “المنهج النبوي في دعوة الناس” الذي استخلص فيه دروسًا عملية من سيرة النبي للدعاة.

لم تقتصر إسهاماته على الكتب فحسب، بل شملت أيضًا آلاف الدروس والمحاضرات الصوتية والمرئية المنتشرة على شبكة الإنترنت، والتي يستفيد منها الملايين حول العالم.

اقرأ أيضًا: قفزة نوعية.. العربية للتصنيع تنجز عمرة 100 طائرة k 8E بحلول 2025

الإرث الدعوي للشيخ سعيد عبدالعظيم وأثره المستمر

لا شك أن رحيل الشيخ سعيد عبدالعظيم يمثل خسارة كبيرة للأمة الإسلامية، إلا أن إرثه العلمي والدعوي سيظل خالدًا ومصدر إلهام لأجيال قادمة. فقد ترك الشيخ بصمة واضحة في مجال الدعوة إلى الله، حيث تتلمذ على يديه أعداد غفيرة من العلماء والدعاة الذين يحملون مشعله وينشرون علمه وفكره. كما أن مؤلفاته القيمة ودروسه الميسرة ستظل منارًا يهتدي به الساعون إلى فهم صحيح للدين. يذكر محبوه ومتبعوه الشيخ دائمًا بحسن خلقه وتواضعه وصدقه في الدعوة إلى الله، وهي القيم التي سعى دائمًا لغرسها في تلاميذه ومستمعيه.

اقرأ أيضًا: رسميًا.. بدء صرف دعم “تكافل وكرامة” غدًا لـ 4.7 مليون أسرة