تحول في التوقعات.. أسعار الذهب والفضة ترتفع بقوة مدعومة بتجدد رهانات خفض الفائدة العالمية | ترقب في الأسواق

الفضة تتجاوز 40 دولارًا للأوقية لأول مرة منذ عام 2011، والذهب يقترب من ذروته التاريخية، مدفوعين بتوقعات خفض وشيك لأسعار الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي. هذا الزخم يغذي انتعاشًا مستمرًا لسنوات في أسواق المعادن النفيسة، مما يعكس تزايد المخاوف الاقتصادية والجيوسياسية العالمية ويزيد من جاذبية الملاذات الآمنة.

توقعات أسعار المعادن النفيسة في ظل خفض الفائدة

تتصاعد التوقعات بأن البنك المركزي الأميركي سيبدأ في خفض أسعار الفائدة خلال اجتماعه المقبل في وقت لاحق من سبتمبر. هذا الاحتمال يعزز من جاذبية المعادن النفيسة التي لا تُدر عائدًا، حيث تصبح تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بالذهب والفضة أقل في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة. وقد أضاف تقرير الوظائف الأميركي، الذي سيصدر يوم الجمعة المقبل، إلى علامات سوق العمل التي تشير إلى ضعف متزايد، مما يدعم بقوة حجة تخفيض أسعار الفائدة. من جانبه، علّق شارو تشانانا، الخبير الاستراتيجي في ساكسو مانشيت ماركتس، قائلاً إن الذهب والفضة “ازدهرا فجأةً بفضل توافق العوامل الأساسية والتقنية”، مشيرًا إلى أن مخاوف المستثمرين بشأن مستقبل سياسات الاحتياطي الفيدرالي عززت المكاسب.

اقرأ أيضًا: تمويل حتى 3 ملايين جنيه وبدون ضامن.. شروط الحصول على قرض السيارة من البنك الأهلي المصري 2025

قفزة تاريخية للفضة وتصاعد الذهب

سجلت الفضة ارتفاعًا ملحوظًا، حيث قفز سعر الفضة الفوري بنسبة 2.6% ليصل إلى 40.7599 دولارًا للأوقية، محققًا مكاسب سنوية تقارب 40%. في المقابل، ارتفع سعر الذهب بنسبة 1.2% ليتداول عند مستوى يقترب من رقمه القياسي الذي سجله في أبريل، متجاوزًا 3500 دولار للأوقية. وقد تضاعف سعر كلا المعدنين خلال السنوات الثلاث الماضية، وذلك بفعل تزايد المخاطر في مجالات الجغرافيا السياسية والأعمال والتجارة العالمية.
أحدثت هذه الارتفاعات الأخيرة زخمًا شرائيًا قويًا، خاصة بعد تجاوز الذهب مستويات مقاومة رئيسية حول 3450 دولارًا، والفضة تجاوزت مستوى 40 دولارًا.

عوامل دعم أسعار الذهب والفضة

عززت احتمالية انخفاض تكاليف الاقتراض من جاذبية المعادن النفيسة، والتي تلقت دعمًا إضافيًا من تزايد الطلب على الملاذات الآمنة. فمثلاً، أثارت انتقادات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتكررة لصانعي السياسات في الاحتياطي الفيدرالي مخاوف بشأن استقلالية البنك المركزي. كما أن تراجع الدولار الأمريكي ساهم في دعم الأسعار، حيث يعزز القوة الشرائية في الدول المستهلكة الرئيسية مثل الصين والهند. وفي هذا السياق، توقعت آمي جوير ومارتن راتس، محللا مورغان ستانلي، أن “تخفيضات أسعار الفائدة الفيدرالية، وضعف الدولار الأمريكي، وتزايد تدفقات صناديق الاستثمار المتداولة، وتحسن الواردات الهندية، ستدعم أسعار الذهب والفضة”. وأضافا أن الذهب قد يشهد “ارتفاعًا إضافيًا بنحو 10%، بينما يتداول سعر الفضة عند نفس مستوى توقعاتنا تقريبًا، مع احتمال تجاوزه”. على صعيد العرض، أدى استمرار إقبال المستثمرين على صناديق المؤشرات المتداولة المدعومة بالفضة إلى توسع حيازات هذه الصناديق للشهر السابع على التوالي في أغسطس، مما أثر على مخزون المعادن المتاحة بكثرة في لندن، وساهم في شحّ المعروض في السوق. ولا تزال أسعار الإيجار المعدنية، التي تعكس تكلفة الاقتراض، مرتفعة عند حوالي 2%، وهو أعلى بكثير من مستوياتها الطبيعية القريبة من الصفر. كما وجدت المعادن النفيسة دعمًا إضافيًا وسط المخاوف من احتمال تعرضها لرسوم جمركية أمريكية، خاصة بعد إضافة الفضة الأسبوع الماضي إلى قائمة واشنطن للمعادن الأساسية.

اقرأ أيضًا: تراجع كبير.. سعر الحديد اليوم يخالف التوقعات ويسجل رقمًا جديدًا

أحدث تحركات أسعار المعادن في الأسواق العالمية

شهدت الأسواق العالمية تحركات قوية في أسعار المعادن الثمينة خلال التداولات الأخيرة، حيث واصلت مسارها الصعودي.

المعدنالسعر الأخير (لندن 11:37 ص)التغير اليومي
الذهب3,471.04 دولار للأوقية+0.7%
الفضة(وصل إلى 40.7599 دولار للأوقية)+2.3%
البلاديوم(لم يذكر سعر محدد)+1.7%
البلاتين(لم يذكر سعر محدد)+1.8%

ارتفع مؤشر بلومبرج للدولار الفوري بنسبة 0.1%، مما يشير إلى تراجع طفيف في قيمة العملة الأمريكية مقابل سلة من العملات الرئيسية. يذكر أن الذهب يتجه لتحقيق مكاسب لليوم الخامس على التوالي، مما يؤكد الزخم الإيجابي الذي تشهده هذه الأسواق.

اقرأ أيضًا: توافق عالمي.. خفض الفائدة في مصر أصبح وشيكًا بفضل تراجع التضخم | رانيا الجندي تكشف لماذا الآن؟