استعدادات نهائية.. ولاية الجزائر تكشف عن آخر ترتيبات الدخول الاجتماعي المرتقب
تستعد ولاية الجزائر بقوة لاستقبال الدخول الاجتماعي الجديد، حيث تم الانتهاء من إنجاز العديد من المرافق التعليمية الجديدة وتوسيع القائم منها لتخفيف الضغط على الأقسام. كما شهدت التحضيرات توفير منح مدرسية لأكثر من 55 ألف تلميذ، وإطلاق أسواق جوارية لبيع الأدوات المدرسية بأسعار مناسبة، في إطار جهود مكثفة لضمان بداية موفقة ومريحة للجميع.
جهود مكثفة لضمان دخول مدرسي ناجح بالجزائر العاصمة
تعمل مصالح ولاية الجزائر على قدم وساق لاستكمال كافة التحضيرات الخاصة بالدخول الاجتماعي في المواعيد المحددة، بهدف ضمان نجاح الحدث. وقد أسدى والي العاصمة، عبد النور رابحي، تعليمات صارمة خلال اجتماع مخصص لمتابعة تحضيرات الدخول المدرسي لموسم 2025 ـ 2026. شدد الوالي على ضرورة العمل المتواصل طيلة أيام الأسبوع (7/7) لتدارك أي تأخير مسجل في بعض المؤسسات التربوية التي ستدخل الخدمة، مع التأكيد على وضع التجهيزات اللازمة في أقرب الآجال. كما دعا إلى متابعة ميدانية دقيقة لأشغال إنجاز وتوسعة المؤسسات التربوية التي تشهد تأخراً، وذلك من قبل الولاة المنتدبين.
تشمل هذه التحضيرات عدة محاور رئيسية، منها:
* الانتهاء من إنجاز 12 مدرسة ابتدائية جديدة.
* افتتاح 3 متوسطات جديدة.
* تدشين ثانوية واحدة بنظام نصف داخلي.
* تجهيز 27 مطعمًا مدرسيًا.
* إنشاء وحدة للكشف والمتابعة الصحية.
* إنجاز 72 قسم توسعة لتخفيف الضغط على الأقسام الحالية.
* تنصيب 14 سوقًا جواريًا مخصصًا لبيع الأدوات المدرسية بأسعار معقولة ومُقنّنة، لضمان وفرتها وسهولة وصول الأولياء إليها.
كما شدد الوالي على أهمية الإسراع في استكمال أشغال إنجاز المؤسسات التربوية بجميع الأطوار، والتأكد من جاهزية كافة الأقسام والمرافق المرافقة، لا سيما المطاعم والمرافق الصحية والتجهيزات البيداغوجية. وأكد على ضرورة تنظيم اجتماعات تنسيقية منتظمة بين المديريات المعنية لتجاوز أي تأخير، وتسليم المشاريع في الآجال المحددة، مؤكدًا على توفير الظروف المناسبة لضمان دخول مدرسي ناجح ومريح للتلاميذ.
صرف المنحة المدرسية لأكثر من 55 ألف تلميذ بالجزائر
تولي السلطات الولائية اهتمامًا خاصًا بتقديم الدعم الاجتماعي للتلاميذ، حيث تعمل بجد على استكمال المشاريع التربوية وتجديد بعض الأقسام وتزيين المدارس. كما تولي أهمية بالغة لضمان صرف المنح المدرسية في الموعد المحدد. وقد تم إحصاء أكثر من 50 ألف تلميذ بعد إيداع ملفاتهم عبر التطبيقة المعلوماتية المخصصة من قبل المديرية العامة لوكالة التنمية الاجتماعية. ووصل العدد الإجمالي للمستفيدين إلى 55 ألفًا و612 تلميذًا.
حرصت مصالح ولاية الجزائر على تسهيل عملية صرف هذه المنح، حيث تم تسليم جميع الملفات ومعالجتها على مستوى التطبيقة المعلوماتية بتعليمات مباشرة من الوالي. شملت هذه التعليمات ضرورة صب المنحة المدرسية في الموعد المحدد، مع توفير السيولة المالية الكافية في مراكز البريد، بالإضافة إلى المتابعة الدقيقة لتقدم الأشغال بالمؤسسات التربوية لضمان تسليمها في الآجال المعلنة.
تحديات الأحياء السكنية الجديدة: نقص الثانويات والاكتظاظ
مع كل موسم دراسي جديد في العاصمة، تتجه أنظار التلاميذ وأوليائهم نحو واقع الهياكل التربوية، ومدى توفرها، وتجهيزها، وقربها من الأحياء السكنية، خاصة الجديدة منها. ويشكل توفر الأساتذة لمختلف المواد التعليمية هاجسًا آخر. ويبرز هذا القلق بشكل خاص لدى العائلات التي رُحّلت مؤخرًا إلى سكنات لائقة بمختلف البلديات التابعة للمقاطعة الإدارية لبئر توتة، حيث لا يزال نقص المنشآت التربوية، خاصة في الطور الثانوي، يمثل تحديًا كبيرًا.
أشارت الزيارات الميدانية إلى بعض البلديات التي استقبلت أعدادًا كبيرة من السكان، مثل حي “3150 مسكن” بالشعايبية بأولاد الشبل و”2200 مسكن” بسيدي امحمد ببئر توتة، إلى أن ولاية الجزائر، رغم الجهود المبذولة، لم تتغلب بعد على العجز المسجل في المنشآت التربوية، تحديدًا في الطور الثانوي.
أعرب أولياء التلاميذ في حي الشعايبية عن تخوفهم من نقص المؤسسات التعليمية في الطور الثانوي، مما قد يتسبب في ضغط كبير على الثانوية الوحيدة الموجودة في هذا الحي الجديد. يرى الأولياء أن هذا الضغط يؤثر سلبًا على تركيز أبنائهم واستيعابهم، وقد يحرمهم من النجاح في الامتحانات، خاصة امتحانات شهادة البكالوريا المصيرية. وأكد أحد الأولياء أن ثانوية واحدة لا يمكنها استيعاب العدد الهائل من المتمدرسين، مقترحًا ضرورة إنجاز ثانويتين على الأقل في هذه المنطقة البعيدة عن وسط المدينة أو البلديات المجاورة، مشيرًا إلى صعوبة تنقل التلاميذ خارج الحي لمتابعة الدراسة، خصوصاً في فصل الشتاء.
معاناة بئر توتة: حلول مقترحة ومخاوف أولياء الأمور
تعاني بلدية بئر توتة من نفس المشكلة المتعلقة بنقص المؤسسات التربوية، حيث أكد سكانها أن المشكل الأكبر يكمن في وجود ثانوية وحيدة بحي 2200 مسكن، تستقبل الطلاب من مختلف الأحياء المجاورة. يتوقع الأهالي ضغطًا أكبر هذا العام، مما قد يؤثر على المتوسطات والابتدائيات، التي تحولت في بعض الحالات إلى ملحقات لاستيعاب الأعداد الكبيرة من الطلاب، كما هو الحال في مدرسة “لجان” بمنطقة بابا علي التي تحولت إلى ملحقة متوسطة وثانوية، ومدرسة حي عداش بـ 8 أقسام التي تحولت إلى ملحقة للثانوية.
يزداد الضغط على الثانوية الوحيدة بسبب إرسال الجهات الوصية الطلاب للدراسة في بلديتي تسالة المرجة والخرايسية، وهو ما يرفضه أولياء الأمور ويعتبرونه “غير معقول” بسبب بعد المسافة وصعوبة التنقل. اقترح أولياء التلاميذ الاستفادة من خدمات الثانويتين التابعتين لبلدية الدويرة لتخفيف الضغط عن الثانوية الوحيدة في بئر توتة، لكن هذا الاقتراح لم يُجسّد بعد على أرض الواقع.
على الرغم من أن حي سيدي امحمد استفاد من ابتدائيتين، ومتوسطة، وثانوية، وأن بلدية بئر توتة تضم 13 ابتدائية، و4 متوسطات، وثانويتين، إلا أن هذا العدد لا يزال غير كافٍ لاستيعاب الأعداد الهائلة من التلاميذ والطلبة في هذه الأحياء الجديدة سريعة النمو.