قفزة تكنولوجية جديدة.. تفاصيل أول شريحة متعددة الترددات لدعم الجيل السادس تكشف عن قدرات غير مسبوقة.

حققت الصين إنجازاً تكنولوجياً بارزاً بتطويرها أول شريحة “متعددة الترددات” في العالم، القادرة على دعم جميع نطاقات الاتصال اللاسلكي للمستهلكين في مكون واحد ومدمج. تمثل هذه الشريحة خطوة محورية نحو عصر الجيل السادس (6G) المتوقع في 2030، حيث تعد بسرعة بيانات تفوق 100 جيجابت في الثانية، مما سيمكن من تنزيل أفلام 8K عالية الدقة في غضون ثوانٍ.

وكالات

شريحة 6G المبتكرة: تغطية شاملة وأداء فائق

وفقاً لمجلة Nature، تستطيع هذه الشريحة المتطورة العمل ضمن كامل الطيف اللاسلكي، بدءاً من 0.5 جيجاهرتز وصولاً إلى 115 جيجاهرتز. هذا يشمل النطاقات المستخدمة حالياً في المناطق الريفية والحضرية، بالإضافة إلى موجات المليمتر والتيراهرتز عالية النطاق التي تعد أساساً لـ 6G. بفضل هذه التقنية الفريدة، ستتمكن الأجهزة المحمولة من التبديل بسلاسة بين الترددات المنخفضة في المناطق النائية والترددات العالية داخل المدن المكتظة، مع الحفاظ على استقرار الاتصال وجودته العالية.

خلافاً لأجهزة الجيل الخامس (5G) التي تتطلب أنظمة راديو متعددة ومنفصلة لتغطية مختلف الترددات، تجمع الشريحة الصينية الجديدة كل هذه الإمكانيات في مكون واحد بحجم ظفر الإبهام. هذا الابتكار يقلل بشكل كبير من حجم الأجهزة، ويعزز من كفاءتها في استهلاك الطاقة، مما يمهد الطريق لتصميمات مستقبلية أكثر نحافة وقوة.

سرعات فائقة وتطبيقات ثورية بفضل تقنية الجيل السادس

لا تقتصر مزايا هذه الشريحة على مرونة الترددات فحسب، بل تمتد لتشمل قدرتها على تحقيق سرعات بيانات غير مسبوقة. صرح البروفيسور وانغ شينغجون من جامعة بكين، أحد أبرز الباحثين في هذا المجال، بأن الشريحة قادرة على تقديم سرعات بيانات أحادية القناة تفوق 100 جيجابت في الثانية. وأضاف البروفيسور وانغ أن هذه السرعة تتجاوز بنحو 100 مرة سرعة تنزيل بيانات الهاتف المحمول المتوفرة حالياً في العديد من المناطق الريفية حول العالم، مما يعني فارقاً هائلاً في تجربة المستخدم.

وأوضح وانغ شينغجون أن نطاقات التردد العالي، مثل موجات المليمتر والتيراهرتز، توفر نطاقاً ترددياً واسعاً جداً مع زمن وصول منخفض للغاية، مما يجعلها مثالية لتطبيقات الجيل السادس المتقدمة مثل الواقع الافتراضي الغامر والجراحة المجسمة عن بعد. علاوة على ذلك، تتميز الشريحة بقدرتها على ضبط الترددات بسرعة فائقة تقل عن 180 ميكروثانية، وهو ما يعد أسرع بمئات المرات من مجرد طرفة عين، مما يضمن استمرارية الاتصال دون انقطاع حتى في البيئات المتغيرة.