خطة إنقاذ تاريخية.. لي إياكوكا: الرجل الذي انتشل كرايسلر من الإفلاس وأعاد رسم مستقبلها
يُعرف لي إياكوكا، المدير التنفيذي البارز في صناعة السيارات، بدوره المحوري في تطوير سيارة فورد موستانج الأيقونية وقيادته الناجحة لإنقاذ شركة كرايسلر من الإفلاس في الثمانينيات، ليصبح بذلك أحد أبرز قادة الأعمال في تاريخ الولايات المتحدة.
رحلة لي إياكوكا: من مهندس في فورد إلى صانع أساطير السيارات
انضم لي إياكوكا إلى شركة فورد العملاقة عام 1946، وبدأ مسيرته كمهندس طموح قبل أن ينتقل بمهارة إلى قسم المبيعات. هناك، أظهر قدرة استثنائية على تحويل الأفكار المبتكرة إلى نجاحات تجارية باهرة في السوق. ويُنسب إليه الفضل الكبير في ابتكار سيارة فورد موستانج، التي لم تكن مجرد سيارة رياضية فحسب، بل فاقت كل التوقعات في مبيعاتها وأصبحت رمزًا مميزًا لنجاحه الباهر في شركة فورد، تاركة بصمة لا تُمحى في تاريخ صناعة السيارات.
خلافات داخل فورد تقود إلى الانفصال
لم تدم مسيرة إياكوكا الحافلة في فورد بلا تحديات. ففي عام 1978، شهدت الشركة صراعًا حادًا بينه وبين هنري فورد الثاني، رئيس الشركة آنذاك. هذه الخلافات، التي تركزت حول استراتيجيات الشركة طويلة الأمد ورؤية إياكوكا المستقبلية، أدت في النهاية إلى قرار طرده من فورد، في خطوة فاجأت الكثيرين في الأوساط الصناعية.
مهمة الإنقاذ الكبرى: إياكوكا يقود كرايسلر للخروج من الأزمة
بعد مغادرته فورد، لم يمكث لي إياكوكا طويلاً حتى تولى منصب رئيس شركة كرايسلر. كانت الشركة حينها على وشك الانهيار والإفلاس، وتواجه مستقبلًا غامضًا. بفضل خبرته الواسعة ورؤيته الثاقبة، أطلق إياكوكا سيارة الميني فان، التي حققت نجاحًا غير متوقع وغير مسبوق، وسرعان ما أصبحت أيقونة جديدة في سوق السيارات، وساهمت بشكل مباشر في إنقاذ كرايسلر من أزمتها المالية الطاحنة. لم يقتصر دوره على إطلاق منتج جديد، بل قاد جهودًا مكثفة لإعادة هيكلة الشركة وتحقيق ربحيتها، مما غير مسار كرايسلر تمامًا.
إرث لي إياكوكا: قيادة استثنائية وتأثير لا يُمحى
يُعد لي إياكوكا، رجل الأعمال الأمريكي البارز، نموذجًا للمرونة الشخصية والمؤسسية. اشتهر بقيادته لشركتي فورد وكرايسلر، حيث ابتكر سيارة فورد موستانج قبل أن ينقذ كرايسلر من الإفلاس في الثمانينيات، ليتحول إلى شخصية إعلامية مرموقة وأحد أشهر قادة الأعمال الأمريكيين في عصره. قاد إياكوكا عملية تحول عملاقين في صناعة السيارات، وألهم الكثيرين بقصته. كما نشر سيرته الذاتية التي لاقت نجاحًا كبيرًا، وكتاب “أين ذهب جميع القادة؟” الذي طرح فيه تساؤلات جريئة حول مستقبل القيادة في الولايات المتحدة، مؤكدًا على إرثه القيادي والفكر النقدي الذي تركه وراءه.