أضخم محاولة لكسر الحصار.. أسطول الحرية يبدأ إبحاره نحو غزة في تطور يثير تساؤلات حول وصول المساعدات
انطلق أسطول بحري ضخم من إسبانيا أمس الأحد، محملاً بمساعدات إنسانية ونشطاء من 44 دولة، بهدف كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة عن طريق البحر. تمثل هذه القافلة أكبر محاولة حتى الآن لدعم القطاع المحاصر، الذي يشهد حرباً مستمرة منذ قرابة العامين، وتصاعداً في أعداد ضحايا سوء التغذية والتجويع نتيجة للسياسات الإسرائيلية.
أسطول الصمود العالمي يتوجه نحو غزة
انطلق الأسطول، الذي يحمل اسم “الصمود العالمي”، من مدينة برشلونة الإسبانية أمس الأحد متجهاً إلى قطاع غزة. يضم الأسطول في مرحلته الأولى حوالي 50 قارباً تحمل مساعدات إنسانية حيوية وينقل وفوداً من 44 دولة حول العالم، في خطوة غير مسبوقة لكسر الحصار البحري المستمر على القطاع منذ 18 عاماً. وقد تجمع آلاف المؤيدين على رصيف برشلونة لتوديع القوارب التي ترفع الأعلام الفلسطينية، مرددين هتافات “فلسطين حرة” و”قاطعوا إسرائيل”.
أهداف الأسطول ودعوات الممر الآمن
طالب النشطاء على متن أسطول “الصمود العالمي” بممر آمن لإيصال المساعدات الضرورية العاجلة، وفتح ممر بحري إنساني دائم لقطاع غزة. وأوضح المنظمون أن المزيد من السفن ستنضم إلى القافلة في الأيام المقبلة قادمة من موانئ إيطاليا وتونس، لتصل أعداد السفن المشاركة في المرحلة الأخيرة من الرحلة إلى حوالي 70 قارباً. وتوقع المتحدث باسم الأسطول، سيف أبو كشك، أن يصل الأسطول إلى غزة في حوالي 14 أو 15 سبتمبر الجاري.
مشاركات دولية بارزة في قافلة المساعدات
تشارك شخصيات دولية بارزة في هذه الحملة الإنسانية الكبيرة، منهم الناشطة السويدية المعروفة غريتا تونبرغ، التي سبق لها المشاركة في محاولات سابقة لكسر الحصار. كما يضم الأسطول مئات النشطاء والسياسيين، مثل رئيسة بلدية برشلونة السابقة آدا كولاو، والممثل الشهير ليام كانينغهام المعروف بدوره في مسلسل “صراع العروش”، بالإضافة إلى عدد من الصحفيين الدوليين. وفي مؤتمر صحفي، أكدت تونبرغ أن “القصة هنا تتعلق بفلسطين، وكيف يُحرم الناس عمداً من أبسط مقومات البقاء على قيد الحياة”. وأضافت أن “إسرائيل تنتهك القانون الدولي باستمرار، سواء بمهاجمة القوارب أو اعتراضها في المياه الدولية أو منع وصول المساعدات الإنسانية”.
تحديات سابقة في كسر الحصار البحري لغزة
لم تكن هذه المحاولة الأولى لكسر الحصار البحري المفروض على قطاع غزة خلال العام الجاري. فقد شهدت الأشهر الماضية ثلاث محاولات سابقة ضمن جهود أسطول الحرية، واجهت جميعها تحديات كبيرة:
- **سفينة “الضمير”:** كانت أول محاولة في مايو الماضي، لكنها تعرضت لهجوم بطائرات مسيرة بعد إبحارها من مالطا.
- **سفينة “مادلين”:** أبحرت بعد “الضمير”، وتم إيقافها من قبل الجيش الإسرائيلي الذي أعاد ترحيل نشطائها إلى بلادهم. وكانت الناشطة غريتا تونبرغ على متنها في هذه المحاولة السابقة.
- **سفينة “حنظلة”:** انطلقت في أواخر يوليو الماضي، لكن القوات الإسرائيلية احتجزت 21 ناشطاً وصحفياً دولياً وصادرت حمولتها، التي تضمنت حليب أطفال وأغذية وأدوية ضرورية.
تهديدات إسرائيلية بالرد على قافلة المساعدات
في المقابل، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن خطة الاحتلال للتعامل مع هذا الأسطول. أفادت صحيفة “جيروزاليم بوست” بأن وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، قدم خطة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تتضمن اعتقال المشاركين في هذه القافلة وإيداعهم سجني “كتسعوت” و”دامون”، المخصصين لاحتجاز المتهمين بقضايا أمنية. كما نقلت صحيفة “إسرائيل هيوم” عن مقربين من بن غفير قولهم إن “النشطاء سيندمون على قدومهم بعد أسابيع في هذه السجون، ويجب القضاء على رغبتهم في تكرار المحاولة”. وتشمل الخطة الإسرائيلية كذلك مصادرة عشرات السفن المشاركة في الحملة، واستخدامها لتأسيس ما وصف بـ”قوة بحرية لعمليات الشرطة” في إطار مواجهة محاولات كسر الحصار البحري.