دليلك الشامل.. كل ما يفعله الحجاج في يوم التروية (8 ذي الحجة) قبل الوقوف بعرفة
يستعد ملايين الحجاج في الثامن من شهر ذي الحجة، المعروف بيوم التروية، للانطلاق نحو مشعر منى. هذا اليوم يمثل المحطة الأولى في رحلة الحج الكبرى، حيث يقضي الحجاج فيه يومهم وليلتهم قبل التوجه إلى عرفات لأداء الركن الأعظم. إنه يوم التزود بالماء والتروي والتأمل قبل بدء ذروة المناسك.
أهمية يوم التروية في مناسك الحج
يعد يوم التروية محطة روحانية أساسية في رحلة الحج، فهو اليوم الذي يبدأ فيه الحجاج التجهز بجدية للوقوف بعرفة. يمثل هذا اليوم فرصة للمبيت والراحة والتفرغ للعبادة في مشعر منى، وذلك بعد أداء طواف القدوم لمن قدم مكة محرمًا. إنه تدريب عملي وتهيئة نفسية لليوم التالي الذي يشهد الركن الأعظم من أركان الحج.
تفاصيل أعمال الحجاج في يوم التروية
يقوم الحجاج في يوم التروية بأعمال محددة ومناسك مهمة، تبدأ مع شروق شمس هذا اليوم وتستمر حتى فجر يوم عرفة. هذه الأعمال تتضمن ما يلي:
- الإحرام بالحج: الحاج المتمتع الذي أدى العمرة يتحلل من إحرامه، ثم يحرم بالحج من مكان إقامته في مكة أو الحرم. أما القارن والمفرد فهما مستمران على إحرامهما الأول.
- التوجه إلى منى: بعد الإحرام، يتوجه الحجاج إلى مشعر منى، حيث يبيتون هناك استعدادًا ليوم عرفة.
- الصلاة في منى: يقيم الحجاج صلوات الظهر والعصر والمغرب والعشاء وفجر يوم عرفة في منى، مع قصر صلوات الظهر والعصر والعشاء وجمعها بالنسبة للحاج.
- المبيت في منى: يقضي الحجاج ليلتهم في منى، ويكثرون من الذكر والدعاء والاستغفار، مستشعرين عظمة المكان وقدسية الزمان.
لماذا سمي يوم التروية بهذا الاسم؟
يرجع سبب تسمية هذا اليوم بـ “يوم التروية” إلى عدة روايات تاريخية ودينية. إحدى هذه الروايات تشير إلى أن الحجاج كانوا يرتوون فيه من الماء ويحملونه معهم إلى عرفات ومنى، لقلة الماء في تلك الأماكن في الماضي. رواية أخرى تقول إن الإمام إبراهيم عليه السلام رأى في هذا اليوم رؤيا ذبح ابنه إسماعيل، فأخذ يروي ويفكر ويتأمل هل هي رؤيا من الله أم من الشيطان. هذه التسمية تعكس جزءًا من تاريخ الحج والتجهيزات اللوجستية والروحانية المرتبطة به.
الاستعداد للوقوف بعرفة
يوم التروية هو بمثابة مرحلة انتقالية مهمة للغاية نحو يوم عرفة، الذي يعد الركن الأعظم للحج. ففيه يجهز الحجاج أنفسهم جسديًا ونفسيًا ليوم الوقوف على صعيد عرفات الطاهر. بعد قضاء يوم وليلة في منى، يتوجه الحجاج فجر يوم التاسع من ذي الحجة إلى عرفات، ليكملوا بذلك ركن الحج الأساسي، سائلين الله الرحمة والمغفرة. هذه اللحظات تمثل ذروة الحج وتتويجًا لهذه الرحلة الإيمانية العظيمة.