تطور حاسم.. الدولة تكشف استراتيجيتها الجديدة لمواجهة تأثير التغيرات المناخية على الزراعة والأمن الغذائي

أكد الدكتور محمد علي فهيم، رئيس مركز تغيرات المناخ، أن التغيرات المناخية باتت تهدد المحاصيل الزراعية بشكل مباشر، مشيرًا إلى ضرورة تبني خطة عمل متكاملة لمواجهة هذه التحديات. وأوضح فهيم أن هذه التغيرات تؤثر على الإنتاجية وتتطلب حلولًا عاجلة على المدى القصير والمتوسط والطويل لضمان الأمن الغذائي، في تصريحات أدلى بها لبرنامج “حضرة المواطن” على قناة “الحدث اليوم”.

تأثير التغير المناخي على المحاصيل الزراعية

قال الدكتور محمد علي فهيم إن المزارعين، على اختلاف مستوياتهم، يدركون تمامًا أن المناخ قد تغير بالفعل، وأن هذا التغير بدأ ينعكس على محاصيلهم بصورة واضحة. وأوضح أن التأثيرات تتراوح بين الكبيرة والمتوسطة والخفيفة، لكنها في النهاية تظهر في صور غريبة مثل تأثر نمو النباتات، تراجع الإنتاجيات الزراعية، تأخر أو انعدام التزهير، وتأخر عملية العقد، وهي أمور تعود بلا شك إلى التغير المناخي. هذه المشاهد باتت مألوفة للمزارعين الذين يواجهون صعوبات متزايدة في زراعة محاصيلهم التقليدية.

اقرأ أيضًا: وداعاً للقيظ.. متى ينتهي فصل الصيف رسمياً ويحل الخريف 2025؟ إليك الموعد.

استجابة سريعة: أنظمة الإنذار المبكر للمزارعين

للمواجهة الفورية لتأثير التغيرات المناخية على الزراعة، أكد الدكتور فهيم على أهمية وجود خطة عمل متكاملة تبدأ بالمدى القصير. وشدد على ضرورة تفعيل نظام إنذار مبكر للمزارعين، بحيث لا يُفاجأ المزارع بموجة حر شديدة أو برد قارس أو أمطار غزيرة بعد ري محصوله مباشرة، مما قد يتسبب في خسائر فادحة. وأشار إلى أن مركز معلومات تغير المناخ بالتعاون مع وزارة الزراعة يقوم بالفعل بإصدار بيانات يومية تتضمن توصيات خاصة بكل المحاصيل، وتصل هذه التقارير إلى قطاع واسع من المزارعين لمساعدتهم في اتخاذ القرارات الزراعية السليمة.

تكيف طويل المدى: تغيير خريطة المحاصيل واستنباط الأصناف الجديدة

على المدى المتوسط، يرى الدكتور فهيم أن الأمر أكثر أهمية ويتطلب خطوات جوهرية مثل تغيير خريطة المحاصيل الزراعية والأصناف المستخدمة لتتوافق مع شكل المناخ الجديد. وأوضح أن الحاجة ملحة لأصناف نباتية قصيرة العمر تتناسب مع الدورات الزراعية الحالية وتقلبات الطقس. وقد تم بالفعل استنباط أصناف جديدة خلال السنوات الأخيرة تحقق هذا الهدف، وهذا يمثل حلاً حتميًا للتكيف مع التحديات المناخية وضمان استدامة الإنتاجية الزراعية.

اقرأ أيضًا: ساعات حاسمة.. صراع أهلي – زمالك يشعل الميركاتو قبل غلق القيد

يوضح الجدول التالي أبرز التغييرات في مدة نمو بعض المحاصيل الأساسية بعد استنباط أصناف جديدة:

المحصولالمدة السابقة (تقريبًا)المدة الحالية (تقريبًا)
القمحأكثر من 140 يومًالا تزيد عن 140 يومًا
الأرز160 يومًا120 أو 125 يومًا
الذرة130 يومًاأقل من 100 يوم

إضافة إلى ذلك، يتم استنباط أصناف جديدة من الخضر وغيرها من المحاصيل، ويعتبر استنباط هذه الأصناف البديل الوحيد للحفاظ على مستويات الإنتاج الزراعي في ظل التغير المناخي.

اقرأ أيضًا: الدرجات المطلوبة للمرحلة الثالثة.. رابط تسجيل رغبات 2025 والكليات المتاحة علمي وأدبي

الأمن الغذائي: استثمار في استنباط الأصناف الزراعية

أكد الدكتور فهيم أن العمل على استنباط الأصناف الزراعية الجديدة هو الضمان الحقيقي لمستقبل الأمن الغذائي. وأشار إلى أن تطوير صنف زراعي واحد يحتاج إلى ما يقرب من ست أو سبع سنوات من البحث والاختبارات المكثفة. لذلك، فإن الاستثمار المستمر في هذا المجال الحيوي يعد خطوة استراتيجية وضرورية لمواجهة تحديات الأمن الغذائي وضمان توفير الغذاء الكافي والمستدام للأجيال القادمة، وهو ما يستدعي تضافر جهود البحث العلمي والزراعة معًا.

اقرأ أيضًا: رسميًا.. أول تعليق من وزارة الكهرباء بشأن إصابة الوزير في حادث سير