نمو مستدام.. «معلومات الوزراء» يكشف عن خريطة الصناعات الخضراء في مصر

أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء العدد الحادي عشر من مجلته “آفاق صناعية”، مسلطًا الضوء على أهمية الصناعات منخفضة البصمة الكربونية كركيزة أساسية للتحول نحو اقتصاد مستدام. يركز العدد على الجوانب الاقتصادية والتكنولوجية والبيئية لتقليل الانبعاثات الصناعية، مستعرضًا تجارب عالمية ومحلية ناجحة في هذا المجال الحيوي.

أهمية التحول نحو الصناعات منخفضة الكربون

يعد القطاع الصناعي أحد أبرز مصادر الانبعاثات الكربونية عالميًا، مما يجعله محورًا رئيسيًا في جهود تقليص البصمة البيئية. كشفت المجلة أن تقليص الانبعاثات في هذا القطاع لم يعد خيارًا، بل أصبح ضرورة اقتصادية ملحة في ظل التوجهات والسياسات الدولية الجديدة، وعلى رأسها آليات تنظيم الانبعاثات العابرة للحدود. لتحقيق هذا الهدف، اقترح العدد مسارات متعددة تشمل:

اقرأ أيضًا: استقرار نسبي.. أسعار سبائك الذهب تشهد تحركات محدودة اليوم تعرف على التفاصيل

  • اعتماد تقنيات التقاط الكربون وتخزينه.
  • تطبيق أنظمة الإنتاج الذكية والرقمية.
  • تحسين كفاءة استهلاك الطاقة والموارد في العمليات الصناعية.

نماذج عالمية وتقنيات مبتكرة لخفض الانبعاثات

تضمن العدد استعراضًا لنماذج عالمية رائدة وتجارب مبتكرة في تقليل الانبعاثات الكربونية. فالسويد قدمت تجربة فريدة في إنتاج الفولاذ الأخضر، بينما أظهرت الصين قدرتها على خفض الانبعاثات بتحولها الكبير نحو الطاقات النظيفة. وتناول العدد مقالات تحليلية، من بينها مقال بعنوان “هل تلعب الأتمتة دورًا في تخفيض الانبعاثات الكربونية في الصين” لدكتورتين أميرة ودعاء عقل أحمد، أكد على الدور المتنامي لتقنيات الذكاء الاصطناعي والروبوتات الصناعية كحلول واعدة لتعزيز الكفاءة وتقليل الهدر في القطاع الصناعي. فقد شهدت الصين نموًا هائلًا في استخدام الروبوتات الصناعية، ليصل رصيدها التشغيلي إلى 1.76 مليون وحدة في عام 2023، مما تزامن مع تباطؤ في نمو انبعاثات الكربون. هذه التقنيات تسهم في تحسين كفاءة الطاقة وتقليل الفاقد، على الرغم من تحديات استهلاك الطاقة المرتفع لتشغيلها.

جهود مصرية رائدة في مسار الصناعة الخضراء

في السياق المحلي، استعرضت المجلة المسار المصري للتحول نحو صناعات منخفضة الكربون، مشيرة إلى جهود الدولة الحثيثة لتعزيز استخدام الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة الكلي. تركز الاستراتيجية المصرية على زيادة حصة الطاقة المتجددة في الشبكة القومية للكهرباء بشكل كبير، مع تنويع المصادر بين الطاقة الشمسية، طاقة الرياح، والطاقة المائية، بالإضافة إلى تقنيات الطاقة الشمسية المركزة.

اقرأ أيضًا: قفزة جديدة.. 305 دراهم تحدد سعر الذهب اليوم في الإمارات | عيار 18 يثير التساؤلات

شملت أبرز المشروعات والبرامج المصرية:

  • إنشاء مجمع بنبان للطاقة الشمسية بقدرة 1465 ميجاواط.
  • تطوير مشروعات توليد الكهرباء من الرياح في خليج السويس.
  • البدء في مشروعات إنتاج الهيدروجين الأخضر.
  • العمل على إنشاء محطة الضبعة للطاقة النووية.
  • استخدام الغاز الطبيعي كوقود انتقالي لخفض الانبعاثات.
  • البرنامج المصري لتعزيز كفاءة المحركات الصناعية لدعم استخدام المحركات عالية الكفاءة.
  • إطلاق برنامج “نوفى” لتسهيل الانتقال العادل للطاقة المتجددة، والذي حظي بتعهدات مالية بلغت 1.2 مليار دولار من شركاء التنمية الدوليين، ومن المتوقع أن يخفض 17 مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنويًا.
  • خطة تمويلية من البنك الأوروبي للاستثمار بقيمة 271 مليون يورو لدعم الشركات في تحسين كفاءة الطاقة والاقتصاد الدائري.

تحديات ومعوقات تواجه التحول الصناعي المستدام

على الرغم من الجهود المصرية المتعددة لدعم مسار خفض البصمة الكربونية للصناعة، إلا أن هناك تحديات تواجه هذا التحول. من أبرز هذه التحديات سرعة تطبيق آلية الحدود الكربونية الأوروبية (CBAM) قبل أن تتمكن جميع المنشآت الصناعية المصرية من تنفيذ برامجها لخفض البصمة الكربونية بشكل كامل. ومع ذلك، يؤكد الخبراء أن التحول نحو صناعات مخفضة الكربون مسار حتمي لتعزيز قدرة المنتجات الصناعية على النفاذ للأسواق الخارجية والحصول على التمويل الدولي الميسر.

اقرأ أيضًا: تطور جديد.. بالأرقام الرسمية حالات الإفلاس والبروتستو في مصر 2024 | ما الفرق بينهما؟

توصيات لتعزيز الانتقال إلى صناعات صديقة للبيئة

قدم العدد مجموعة من التوصيات الهامة من خبراء صناعيين للمساهمة في تسريع الانتقال إلى الصناعات منخفضة الكربون:

  • **آليات تسعير الكربون:** تبني آليات ملائمة مثل نظم تداول الكربون، نظام الغرامات والحوافظ المرتبطة بالكربون، وشهادات معايير الطاقة النظيفة.
  • **التعاون مع الشركات العالمية:** تعزيز التعاون مع الشركات الرائدة العاملة في مصر من خلال تضمين سعر كربون افتراضي لأنشطتها لدعم الابتكار في تقنيات تقليل الانبعاثات وإعادة تدوير الكربون.
  • **قواعد البيانات البيئية:** إنشاء قواعد بيانات بيئية متكاملة وتوفيرها لجميع الأطراف المعنية، مع ربطها بالمجالات البحثية.
  • **التعاون البحثي والصناعي:** تعزيز التعاون بين المراكز البحثية والصناعية لإيجاد حلول ابتكارية وتطبيقها.
  • **التوعية والتعليم:** تعزيز الثقافة والوعي البيئي من خلال الإعلام والتعليم، والتركيز على خلق قيمة مضافة للأنشطة الاقتصادية.
  • **الاستثمار في البحث والابتكار:** دعم وتوجيه الاستثمارات نحو تطوير التقنيات النظيفة والمستدامة.
  • **الطاقة المتجددة:** تشجيع الصناعات على استخدام مصادر الطاقة المتجددة مثل الشمسية والرياح.
  • **الإطار التشريعي:** تطوير إطار تشريعي داعم يوفر حوافز ضريبية للشركات التي تخفض انبعاثاتها.
  • **ضريبة الكربون:** التوسع في تطبيق ضريبة على الكربون لتشجيع الشركات على تقليل الانبعاثات.
  • **الشراكات والتعاون الدولي:** تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص، والتعاون الدولي في نقل التكنولوجيا وتبادل الخبرات.
  • **التدريب المهني:** توفير التدريب للعاملين لتطوير مهاراتهم في استخدام التقنيات المستدامة.
  • **تكامل القطاعات:** العمل على تكامل الصناعات المختلفة لتبادل الموارد والابتكارات.
  • **النقل المستدام:** إدخال تكنولوجيا النقل المستدام مثل السيارات الكهربائية في الصناعات.
  • **كفاءة استخدام الموارد:** تحسين كفاءة الطاقة وتقليل الفاقد من خلال إعادة تدوير المواد ومعالجة النفايات.

إن تحقيق التحول نحو صناعات منخفضة البصمة الكربونية يتطلب جهدًا جماعيًا من الحكومات والشركات والمجتمع المدني، لضمان مستقبل اقتصادي أكثر تنافسية واستدامة بيئية.

اقرأ أيضًا: قفزة جديدة.. أسعار الجنيه السوداني مقابل الجنيه المصري | تطور مفاجئ في تعاملات اليوم