تفاصيل حاسمة.. فيضان النيل الأزرق في طريقه لمصر والسودان | خبير يكشف السيناريو المنتظر

وصلت بحيرة سد النهضة الإثيوبي إلى سعة تخزينية تبلغ حوالي 64 مليار متر مكعب، وذلك في منتصف موسم الفيضان الحالي، حيث لا تزال الأمطار مستمرة ويبلغ متوسط الإيراد اليومي للمياه عند السد 400 مليون متر مكعب. تأتي هذه المستجدات مع استمرار إثيوبيا في جهودها لتصريف المياه عبر آليات متعددة، لضمان تدفقها نحو دول المصب السودان ومصر.

تحليل الدكتور عباس شراقي حول سد النهضة

كشف الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، عن تفاصيل مهمة بشأن آليات مرور مياه الفيضان عبر سد النهضة. وأوضح شراقي، في منشور له عبر حسابه على فيسبوك، أن هناك عدة طرق تتبعها إثيوبيا لتصريف المياه المتدفقة إلى بحيرة السد، مؤكداً أن هذه الطرق تضمن استمرار وصول المياه إلى دولتي المصب.

اقرأ أيضًا: رسميًا.. تسكين طلاب الصف الأول الابتدائي ورياض الأطفال للعام الدراسي المقبل

آليات تصريف مياه سد النهضة

تتنوع الآليات التي تستخدمها إثيوبيا لتصريف مياه الفيضان من بحيرة سد النهضة، وتشمل هذه الآليات عدة مسارات رئيسية تضمن استمرارية تدفق المياه. يتم التحكم في هذه المسارات بحسب الحاجة والوضع المائي الراهن، وتشمل ما يلي:

  • التوربينات: يبلغ عددها الكلي 13 توربينًا، منها 8 على الجانب الأيمن و6 على الجانب الأيسر، ولكن العدد الفعلي المركب منها وتشغيله لا يزال غير معلوم.
  • بوابات المفيض: يتوفر 6 بوابات في المفيض العلوي، بالإضافة إلى بوابتين في المفيض المنخفض.
  • المفيض العلوي (الممر الأوسط): وهو ممر بدون بوابات في السد الرئيسي والسد المكمل عند منسوب 640 متراً، ويسمح بتدفق المياه بشكل طبيعي عند تجاوز هذا المنسوب.

تحديات التصريف وتجارب التوربينات

أشار الدكتور شراقي إلى أنه بسبب انخفاض معدلات الأمطار في النصف الأول من الموسم الحالي، اضطرت إثيوبيا مؤخرًا إلى فتح بوابات المفيض العلوي لمدة يومين. كان الهدف من هذا الإجراء هو التخلص من جزء من المياه المخزنة في البحيرة دون إنتاج كهرباء، وذلك لتخفيف الضغط على السد في ظل الظروف المائية السائدة. وتجري حالياً محاولات مكثفة لتركيب وتجربة بعض التوربينات، والتي تعد المصدر الرئيسي لتصريف المياه اليومية بكميات تتراوح بين 300 و400 مليون متر مكعب. ويشدد شراقي على أن هذه الكميات يجب تصريفها بانتظام، حتى لو لم يتم تشغيل التوربينات بشكل كامل.

اقرأ أيضًا: بشرى للموظفين.. تحديد موعد صرف رواتب شهر أغسطس رسميًا

تأثيرات سد النهضة على دول المصب السودان ومصر

أكد الدكتور شراقي أن تدفق المياه من سد النهضة، سواء عبر أنفاق التوربينات أو بوابات المفيض، يستمر في الوصول إلى السودان ومصر. وفي حال عودة الأمطار لمعدلاتها الطبيعية أو توقف تدفق المياه عبر أنفاق التوربينات، فإنه سيتم اللجوء إلى فتح بعض بوابات المفيض لضمان استمرارية التصريف. وقد شهد السودان تخزيناً مبكراً لجزء من هذه المياه، مما أدى إلى زيادة ملحوظة في مخزون بحيرة سد الروصيرص، التي تبلغ سعتها التخزينية حوالي 6 مليارات متر مكعب. أما بالنسبة لمصر، فإن الجزء الأكبر من المياه يواصل تدفقه إليها، ومن المتوقع أن تشهد بحيرة ناصر زيادة في منسوبها خلال الأسبوع الجاري، وهو ما يمثل مؤشراً على وصول كميات المياه الضرورية.

اقرأ أيضًا: اختيار حاسم.. عمرو السولية يقود منتخب مصر في كأس العرب