رد حاسم.. خالد الجندي يكشف الحقيقة ويرد على من يدعي أن “الأنبياء يخطئون مثلنا”

أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن الله عز وجل أرسل الأنبياء في صور بشرية كاملة وجعلهم معصومين من الأخطاء والآثام. جاء ذلك في سياق رده على المزاعم التي تدعي وقوع الأنبياء في الخطأ، مشددًا على أن ما يُنسب إليهم من زلات هو في حقيقته نسيان أو خلاف الأولى أو سوء فهم للنصوص القرآنية. وقدم الجندي تفسيرات واضحة لعدة آيات قرآنية لتفنيد هذه الشبهات وتأكيد كمال الأنبياء عليهم السلام.

عصمة الأنبياء: رد حاسم من خالد الجندي على مزاعم الخطأ

أوضح الشيخ خالد الجندي، خلال تقديمه لبرنامج “لعلهم يفقهون” المذاع على قناة “dmc” يوم الأحد، أن الله تعالى تكفل بعصمة أنبيائه من الوقوع في المعاصي أو الأخطاء التي تخل بكمالهم البشري. واستشهد الجندي بالآية الكريمة ﴿وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ﴾ لتأكيد هذه الحقيقة الجوهرية في عقيدة المسلمين. وأشار إلى أن أي تأويلات أخرى تتعارض مع هذا المفهوم تحتاج إلى تدقيق لغوي وتفسيري عميق لفهمها بشكل صحيح، بعيدًا عن الظنون.

اقرأ أيضًا: قبول جامعي مرتقب.. 170 ألف طالب يسجلون رغبات المرحلة الثانية بتنسيق الجامعات 2024 (تحذير هام بشأن تغيير محل الإقامة)

توضيح مواقف الأنبياء: آدم ويونس بين النسيان وسوء الفهم

تناول الجندي بعض المواقف التي قد يراها البعض دليلاً على أخطاء الأنبياء، موضحًا حقيقة الأمر من منظور شرعي ولغوي. ففيما يتعلق بسيدنا آدم عليه السلام، أشار إلى أن ما صدر منه كان في إطار النسيان، والنسيان لا يُحسب من الخطايا. واستدل بقوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا﴾. أما عن سيدنا يونس عليه السلام حين خرج من قومه، فقد أوضح الجندي أن قوله تعالى ﴿فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ﴾ لا يعني العجز عن القدرة الإلهية، بل يعني لن نضيّق عليه، وهو تفسير دقيق يزيل اللبس عن هذه الآية الكريمة ويؤكد على مكانة الأنبياء.

حادثة “عبس وتولى”: النبي محمد لم يخطئ بل كان خلاف الأولى

تطرق عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية إلى حادثة “عبس وتولى” التي وردت في القرآن الكريم، والتي يظن البعض أنها توبيخ للنبي محمد صلى الله عليه وسلم على خطأ ارتكبه. وأكد الشيخ خالد الجندي أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن مخطئًا في هذا الموقف، وإنما كان ما حدث هو خلاف الأولى، أي أنه فعل ما هو مرجوح مقارنة بما هو أرجح، ولم يكن ذنبًا أو خطيئة. واستشهد الجندي بالآية الكريمة في السورة: ﴿كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ فِي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ﴾، موضحًا أن المعنى هنا هو تذكرة للنبي والأمة وليست توبيخًا.

اقرأ أيضًا: تطور يهدد سمعتها.. دعوى قضائية عالمية تكشف عيوبًا خطيرة في محركات هوندا

تبرئة يوسف عليه السلام من تهمة الفاحشة: تفسير دقيق لآية “همت به وهم بها”

في سياق تفنيد الشبهات حول عصمة الأنبياء، تناول الشيخ خالد الجندي ما يُقال عن سيدنا يوسف عليه السلام في قضية الفاحشة، مؤكدًا أنه محض افتراء لا أساس له من الصحة. وأوضح أن يوسف الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم – يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام – لم تحدثه نفسه بالفاحشة قط. فقوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا﴾ لا يعني الوقوع في الزنا أو حتى مجرد التفكير فيه، وإنما همَّ سيدنا يوسف عليه السلام بدفعها عنه ومنعها من الاقتراب، بينما همَّت هي بجذبه إليها وإغوائه. وشدد الجندي على أن القول بخلاف هذا التفسير يعد حرمانًا من العلم الصحيح والفهم الدقيق للغة القرآن.

أهمية اللغة العربية في فهم عصمة الأنبياء وشبهات القرآن

أشار الشيخ خالد الجندي إلى أن فهم هذه المواضع الدقيقة في القرآن الكريم والتي تتعلق بعصمة الأنبياء يتطلب دراية واسعة باللغة العربية وعلوم التفسير. مؤكدًا أن علماء اللغة والتفسير قدموا تخريجات دقيقة ولطيفة لمثل هذه الآيات، لتوضيح معناها الحقيقي ورفع أي شبهة قد تثار حول كمال الأنبياء عليهم السلام. ودعا الجندي إلى الرجوع إلى أهل العلم المتخصصين لتلقي الفهم الصحيح والتفسير السليم لآيات الله.

اقرأ أيضًا: رسالة إيناس علي المفاجئة لياسمين رئيس.. تكشف كواليس فيلم “ماما وبابا” مع محمد عبد الرحمن توتا

اختتم الشيخ خالد الجندي حديثه بالدعاء والثناء على أصحاب الكمالات البشرية، وعلى صاحب الكمال البشري المطلق سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، تأكيدًا على سمو مكانة الأنبياء وكمالهم الذي أراده الله لهم.

اقرأ أيضًا: فرحة الطفولة.. القاهرة تحتضن مهرجانًا استثنائيًا برعاية بيت الكنوز للثقافة