قرار نهائي من وزير التعليم.. نظام امتحاني واحد يربط “البكالوريا المصرية” و”الثانوية العامة”

عقد وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، محمد عبد اللطيف، اجتماعات موسعة مع حوالي 4 آلاف من مديري المدارس الثانوية على مستوى الجمهورية، لمناقشة الاستعدادات النهائية للعام الدراسي الجديد ومتابعة تطبيق السياسات التعليمية، بالإضافة إلى استعراض تفاصيل نظام “البكالوريا المصرية” الجديد. تركزت اللقاءات على أهمية جاهزية المدارس، دور مدير المدرسة المحوري، وتوضيح سمات النظام التعليمي المستحدث الذي يهدف إلى تخفيف الأعباء عن الطلاب وأولياء الأمور.

اجتماعات مكثفة لمتابعة سير العملية التعليمية وتأكيد دور مدير المدرسة

شهدت المدينة التعليمية بمدينة السادس من أكتوبر سلسلة من اللقاءات الهامة التي جمعت وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، محمد عبد اللطيف، مع ما يقرب من 4 آلاف مدير مدرسة ثانوية، سواء كانت رسمية أو رسمية لغات. حضر اللقاءات عدد من قيادات الوزارة البارزين، بهدف تبادل الرؤى ومناقشة القرارات التعليمية الجديدة. أكد الوزير خلال الاجتماعات أن الميدان هو الأساس للتعليم الفعلي، مشددًا على أن مدير المدرسة يمثل حجر الزاوية في العملية التعليمية، ويُعتبر “وزيرًا داخل مدرسته” لامتلاكه القدرة على إحداث التغيير الإيجابي.

“البكالوريا المصرية”: نظام جديد لتخفيف الضغط عن الطلاب

استعرض الوزير تفاصيل نظام “البكالوريا المصرية” الجديد، موضحًا أنه جاء نتيجة لمناقشات مستفيضة مع خبراء تربويين، ويركز على تقليل عدد المواد الدراسية مع توفير فرص امتحانية متعددة للطلاب. يهدف هذا النظام إلى التخفيف من الضغط النفسي والعبء المادي الذي تسببه الثانوية العامة التقليدية، التي تعتمد على “نظام الفرصة الواحدة” وتحدد مصير الطالب في امتحان واحد. شدد الوزير على أهمية توعية أولياء الأمور بهذا النظام الجديد وتقديم الإرشاد الأكاديمي اللازم لهم لاختيار المسار الأنسب لأبنائهم، مما يعزز ثقتهم ويقلل قلقهم.

تطوير المناهج الدراسية وإتاحة الكتب إلكترونياً

تطرق الوزير للحديث عن التحديثات في المناهج الدراسية للمرحلة الثانوية، مشيرًا إلى أن مناهج اللغة الإنجليزية قد خضعت لتطوير شامل، بينما شهدت باقي المناهج تطويراً جزئياً. وأعلن عن إتاحة الكتب المدرسية للمرحلة الثانوية إلكترونياً على المنصة الرقمية للوزارة خلال الفترة من 5 إلى 10 سبتمبر الجاري، بهدف تيسير وصول الطلاب إليها.

ضمان الجاهزية للعام الدراسي الجديد وتفعيل الانضباط المدرسي

أكد الوزير على ضرورة الاستعداد التام للعام الدراسي الجديد، موجهًا حزمة من التوجيهات الهامة لضمان بيئة تعليمية مثالية:

• متابعة نسب حضور الطلاب بدقة، وعدم منح درجات لأي طالب دون التزام بالحضور الفعلي.
• التطبيق الصارم للائحة الانضباط المدرسي لضمان سير العملية التعليمية بكفاءة.
• الانتهاء من أعمال الصيانة والتجهيزات الشاملة للمدارس قبل بدء العام الدراسي، بما في ذلك طلاء الفصول وتحسين البيئة المدرسية.
• الاهتمام بالنظافة داخل المدارس وفي محيطها الخارجي، والتنسيق مع المحافظين ورؤساء الأحياء لإزالة أي إشغالات.
• تعزيز قيم الولاء والانتماء لدى الطلاب داخل المدارس، مشيدًا بمبادرات إيجابية في هذا الصدد ودعا لتعميمها.

حل أزمة عجز المعلمين والاستفادة من الخبرات

وفيما يتعلق بملف المعلمين، أوضح الوزير أن مديري المدارس مسؤولون عن سد أي عجز في أعداد المعلمين داخل مدارسهم. وأشار إلى أن الوزارة منحت المدارس صلاحية التعاقد مع معلمي الحصة، مع إشراكهم في أعمال الامتحانات والمراقبة. كما أكد على الاستفادة من خبرات المعلمين المحالين للمعاش، لتوظيف إسهاماتهم القيمة في بناء منظومة تعليمية قوية ونقل خبراتهم للأجيال الجديدة.

إدراج البرمجة والذكاء الاصطناعي كمادة جديدة للثانوية العامة

أعلن الوزير عن إدراج مادة البرمجة والذكاء الاصطناعي لطلاب الصف الأول الثانوي بداية من العام الدراسي الجديد، كمادة لا تُضاف إلى المجموع. شدد على أن البرمجة هي لغة العصر، وأن الوزارة أعدت برنامجًا متكاملًا بالتعاون مع الجانب الياباني لتأهيل جيل جديد قادر على تصميم المنصات الرقمية والاندماج في سوق العمل العالمي. وأوضح أن تدريس هذه المادة سيتم عبر منصة “كويرو” تحت إشراف ياباني، لتوفير الدراسة النظرية والتطبيق العملي بمساعدة المعلمين.

وحدة الجودة والقياس: ضمان الارتقاء بالأداء التعليمي

أشار الوزير إلى الدور المحوري لوحدة الجودة والقياس في متابعة الأداء داخل المدارس الثانوية، من خلال آليات واضحة للتقييم وضمان الجودة. أكد أن إشراك الأساتذة ذوي الخبرات الكبيرة في عملية التقييم سيسهم بشكل فعال في رفع كفاءة المنظومة التعليمية ونقل الخبرات للقيادات الجديدة، مما يؤثر إيجابًا على الأداء المدرسي. ستقوم هذه الوحدة بإرسال خبراء لزيارة وتقييم كل مدرسة وفق معايير دقيقة تضمن العدالة والشفافية.

توضيحات حول الاعتراف الدولي بالبكالوريا المصرية

طمأن الوزير الطلاب وأولياء الأمور بشأن الاعتراف الدولي بشهادة البكالوريا المصرية، مؤكدًا أنها معترف بها دوليًا تمامًا كشهادة الثانوية العامة. وأضاف أن الوزارة تسعى لاعتمادها من جهات دولية بعد تطبيقها، وذلك لتجنب خطوة إجراء المعادلة للطلاب الراغبين في الالتحاق ببعض الجامعات الخارجية، مما يسهل عليهم مسارهم الأكاديمي الدولي.

ودعا الوزير محمد عبد اللطيف الطلاب وأولياء الأمور إلى الحصول على كافة المعلومات المتعلقة بنظام البكالوريا المصرية من المنصات الرسمية لوزارة التربية والتعليم، والمشاركة في الندوات التوعوية التي تنظمها المديريات والإدارات التعليمية والمدارس، وعدم الاعتماد على أي مصادر خارجية لضمان تلقي معلومات دقيقة وموثوقة.