قرار أمريكي جديد.. واشنطن تلغي تأشيرات وفد فلسطين للأمم المتحدة وتثير جدلاً دوليًا

أثار قرار الولايات المتحدة إلغاء تأشيرات دخول مسؤولين فلسطينيين للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة المقبلة في نيويورك ردود فعل دولية واسعة النطاق، وسط انتقادات حادة من الأمم المتحدة ودول عربية وأوروبية. يأتي هذا القرار قبل انعقاد مؤتمر مهم على هامش الجمعية العامة لبحث آليات تنفيذ حل الدولتين للقضية الفلسطينية، برئاسة المملكة العربية السعودية وفرنسا، ما يضفي أهمية بالغة على حضور الوفد الفلسطيني.

الولايات المتحدة تمنع وفد فلسطين من حضور الجمعية العامة للأمم المتحدة

أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، يوم الجمعة الماضي، إلغاء تأشيرات أعضاء منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية المشاركين في الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة. بررت واشنطن قرارها بأن هؤلاء المسؤولين لم “ينبذوا الإرهاب وحرضوا على العنف”. وكشف مصدر دبلوماسي أمريكي لوكالة “أسوشيتد برس” أن قرار الإلغاء لم يقتصر على بعض المسؤولين فحسب، بل شمل الرئيس محمود عباس ونحو 80 من مسؤولي السلطة الفلسطينية، ما أثار استياءً واسعاً من الجانب الفلسطيني والمجتمع الدولي.

إدانات دولية ومطالبة أمريكية بالتراجع عن قرار حظر السفر

توالت الإدانات الدولية للخطوة الأمريكية، حيث أعربت اللجنة الوزارية العربية والإسلامية بشأن غزة عن أسفها العميق إزاء القرار. وطالبت اللجنة، التي تضم 23 دولة بالإضافة إلى جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، الإدارة الأمريكية بإعادة النظر في قرارها والتراجع عنه فوراً. وشددت اللجنة على ضرورة احترام الالتزامات بموجب اتفاقية مقر الأمم المتحدة، وضرورة إتاحة الفرصة للحوار والدبلوماسية، والبناء على المواقف الإيجابية للسلطة الوطنية الفلسطينية والتزامها الراسخ بخيار السلام الاستراتيجي.

من جانبها، طالبت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، كايا كالاس، الولايات المتحدة بإعادة النظر في قرارها، مستندة إلى الاتفاقيات القائمة بين الأمم المتحدة والدولة المضيفة، والقانون الدولي، والطبيعة التأسيسية للمنظمة الدولية، مؤكدة على توافق دول الاتحاد الأوروبي في هذا الموقف. كما انتقدت فرنسا القرار الأمريكي بشدة، مؤكدة أن مقر الأمم المتحدة هو مكان محايد وملاذ للسلام، وأن حضور الجمعية العامة لا يمكن أن يخضع لأي قيود سياسية.

الأمم المتحدة تؤكد حق الدبلوماسيين في السفر لحضور اجتماعاتها

في تعقيبها على القرار الأمريكي، أكدت الأمم المتحدة ضرورة تمكين جميع الدبلوماسيين والوفود المؤهلة لحضور اجتماعاتها من السفر بحرية تامة دون قيود. يأتي هذا التأكيد ليعزز الموقف الدولي الرافض لأي إجراءات تحد من حرية حركة ممثلي الدول الأعضاء والمراقبين في سياق عمل المنظمة الدولية، ويؤكد على حيادية مقر الأمم المتحدة كفضاء للدبلوماسية الدولية.

أثر غياب الوفد الفلسطيني على مؤتمر حل الدولتين

ينعقد على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة المقبلة مؤتمر دولي مخصص لبحث آليات تنفيذ حل الدولتين كخيار أساسي لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وتضفي هذه الفعالية أهمية خاصة على مشاركة ممثلي فلسطين، حيث يعتبر حضورهم ضرورياً لإبداء وجهة نظرهم ومناقشة مستقبل القضية الفلسطينية. وكان يوليو الماضي قد شهد ترؤس المملكة العربية السعودية وفرنسا لمؤتمر دولي على المستوى الوزاري بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، تم خلاله التوافق على “خريطة طريق” للعمل نحو تحقيق سلام عادل ودائم وشامل بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ما يجعل أي غياب للوفد الفلسطيني في المؤتمرات اللاحقة أمراً ذا تبعات خطيرة على جهود السلام.