وداعاً للاستيراد.. وزير النقل يكشف خطة مصر لتصنيع أتوبيسات الكهرباء محلياً بالكامل

تستعد مصر لإطلاق نقلة نوعية في قطاع النقل العام، مؤكدة على رؤية واضحة نحو مستقبل مستدام يعتمد على التكنولوجيا النظيفة. ففي خطوة جريئة ومهمة، أعلن الفريق كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير النقل، أن مصر لن تستورد أي أتوبيسات كهربائية من الخارج بعد الآن. هذا القرار يأتي تنفيذًا لتوجيهات مباشرة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، والتي تهدف إلى توفير وسائل نقل عصرية، آمنة، ومتاحة بأسعار معقولة لكل المواطنين، مع السعي لإحداث تغيير جذري في شكل ونمط منظومة النقل المصرية بأكملها.

خطة طموحة: 6000 أتوبيس وميني باص كهربائي للقاهرة الكبرى

كشف الوزير، خلال لقائه مع الإعلامي أحمد موسى في برنامج “على مسئوليتي”، عن تفاصيل خطة كبرى لتحويل القاهرة الكبرى بالكامل للعمل بالكهرباء فيما يخص وسائل النقل العام. فقد تم تشكيل لجنة متخصصة تتولى مهمة شراء ما يقرب من 3000 أتوبيس كهربائي، إلى جانب 3000 ميني باص كهربائي. هذه الأعداد الضخمة تمثل قفزة نوعية نحو بيئة أنظف ووسائل نقل أكثر كفاءة.

تصنيع محلي 100%: دعم الصناعة الوطنية وتقليل الاستيراد

تُنفذ خطة الأتوبيسات الكهربائية على مدار ثلاث سنوات، وهي فترة زمنية قصيرة نسبيًا ستشهد خلالها منظومة النقل في مصر تحولًا كبيرًا. الجدير بالذكر أن الوزير شدد على أن جميع الأتوبيسات الكهربائية، التي ستدخل الخدمة، سيتم تصنيعها محليًا بالكامل داخل شركات القطاع الخاص المصري. هذا التوجه لا يقلل من فاتورة الاستيراد فحسب، بل يدعم أيضًا الصناعة الوطنية ويوفر فرص عمل جديدة.

تحالفات قوية لإنتاج سنوي ضخم: 2000 مركبة كهربائية

لم يتوقف الطموح عند التصنيع المحلي وحسب، بل كشف الفريق كامل الوزير عن مباحثات مكثفة يجريها مع عدد من رجال الأعمال المصريين. الهدف هو تشكيل تحالفات قوية مع كبرى الشركات العالمية والمحلية المتخصصة في صناعة الأتوبيسات الكهربائية. هذا التعاون يهدف إلى تحقيق قدرة إنتاجية سنوية تصل إلى 1000 أتوبيس كهربائي و1000 ميني باص كهربائي، مما يضمن استمرارية التوسع وتلبية احتياجات السوق المتزايدة.

مستقبل الأتوبيسات القديمة: استغلال أمثل للموارد

وفي إطار الحرص على الاستغلال الأمثل للموارد، أوضح الوزير أن الأتوبيسات القديمة التي ستخرج من الخدمة في القاهرة الكبرى لن تُهمل. بدلاً من ذلك، سيتم نقلها وتوزيعها على المحافظات الأقل كثافة سكانية، لضمان استمرار الاستفادة منها وتوفير وسائل نقل للمواطنين في مختلف أنحاء الجمهورية.

شمولية وتيسير: مسارات خاصة لذوي الهمم

تولي خطة تطوير النقل اهتمامًا خاصًا بجميع شرائح المجتمع، حيث أكد الوزير أن محطات الأتوبيس الترددي الجديدة ستتضمن مسارات مخصصة لذوي الهمم. هذه الخطوة تعكس حرص الدولة على تلبية كافة احتياجات أبنائها، وتأكيدًا على أن “مصر لا تنسى أبناءها وتراعي كافة احتياجاتهم”، مما يضمن سهولة ويسر التنقل لهذه الفئة الهامة من المواطنين.