قبل ساعات من الدخول المدرسي 2025.. أزمة نقص المقررات الدراسية تضرب المكتبات | ماذا عن طلاب الصفوف المتأثرة؟

مع اقتراب موعد الدخول المدرسي، تشهد المكتبات في الدار البيضاء حركة غير اعتيادية وسط قلق أولياء الأمور، بسبب نقص حاد في عدد كبير من المقررات الدراسية الأساسية. هذه الأزمة تعرقل جهود الأسر في تجهيز أبنائهم للموسم الدراسي الجديد، في ظل تصاعد التكاليف المالية التي تثقل كاهل الميزانيات العائلية بشكل ملحوظ.

نقص حاد في الكتب المدرسية يربك أولياء الأمور

تتصاعد حدة التوتر في مكتبات العاصمة الاقتصادية مع اقتراب الدخول المدرسي، حيث يواجه أولياء الأمور صعوبة بالغة في الحصول على جميع الكتب المدرسية المطلوبة من قبل المؤسسات التعليمية. ففي إحدى المكتبات العريقة بوسط المدينة، والتي يعود تأسيسها لعام 1928، يتم تخصيص شبابيك خاصة لمراجعة اللوائح وتلبية الطلبات، إلا أن تحدي توفير كافة الكتب يظل قائماً. يؤكد سعيد أقديم، مسؤول بمكتبة DSM، أن مشكلة نقص المقررات متواصلة هذا العام أيضاً. ويشير إلى أنه عادةً ما يتم حصر جميع القوائم بحلول نهاية شهر غشت، لكن ما يقارب 15% من الكتب لا تزال غير متوفرة، سواء كانت تلك المستوردة أو المطبوعة محلياً.

اقرأ أيضًا: بين هبوط وصعود.. سعر الذهب اليوم الإثنين 18 أغسطس 2025 في الدول العربية

معاناة الأسر في تأمين المقررات الدراسية

تتشارك العديد من الأمهات والآباء هذا الإشكال، حيث عبرت إحدى الأمهات عن سهولة العثور على كتب المرحلة الابتدائية، بينما واجهت صعوبة كبيرة في إيجاد مقررات الاجتماعيات واللغة الإنجليزية لأبنائها في المرحلة الإعدادية. ما يثير الدهشة هو أن كتب الاجتماعيات، على الرغم من طباعتها داخل المغرب، لا تزال غير متاحة في السوق حتى الآن، مما يعكس تحديات أعمق في سلاسل التوريد والتوزيع. تضطر الأسر للبحث في عدة مكتبات، وتكبد عناء التنقل والانتظار، مما يزيد من الضغط النفسي والمادي عليهم قبيل بداية العام الدراسي.

تكاليف الدخول المدرسي: عبء متزايد على ميزانيات الأسر

تدرك الأسر جيداً حجم المصاريف التي تنتظرها كل عام مع الدخول المدرسي، حيث تمثل ميزانية شراء الكتب واللوازم عبئاً مالياً كبيراً.

اقرأ أيضًا: برقم الهوية فقط.. طريقة الاستعلام عن التأمينات الاجتماعية ومعرفة مدة اشتراكك

المرحلة التعليميةمتوسط التكلفة للكتب واللوازم (بالدرهم المغربي)
التعليم الابتدائيحوالي 1200 درهم
التعليم الإعداديحوالي 1800 درهم
التعليم الثانوييصل إلى 4000 درهم

أفاد أحد الآباء، ولديه طفل في الإعدادي وآخر في الابتدائي، بأنه أنفق ما يقارب 3500 درهم هذا العام، وهو مبلغ مماثل لما أنفقه في السنة الماضية. بينما تشير أم أخرى إلى أنها تخصص سنوياً 5000 درهم لتغطية مصاريف طفلها، وتحرص على إيداع قائمة الكتب المطلوبة في شهر يوليوز لتجنب نفادها وضمان أن يبدأ أبناؤها الموسم الدراسي بجميع محافظهم مكتملة، مما يدل على استراتيجيات استباقية من قبل الأسر للتعامل مع تحديات توفر الكتب وتكاليفها.

قطاع الكتب المدرسية: تحديات لوجستية وآفاق التوفر

في محاولة لتهدئة قلق أولياء الأمور المتزايد، طمأن سعيد أقديم بأن المخزون سيكون متوفراً، لكنه شدد على ضرورة التحلي بالصبر، مشيراً إلى أن الوضع عادة ما يستقر بالكامل في شهر أكتوبر. كما حذر من الانجراف وراء التخفيضات المبالغ فيها على اللوازم المدرسية، موضحاً أن أي تخفيض يتم تقديمه غالباً ما يتم تعويضه بطرق أخرى. يمثل الدخول المدرسي سنوياً سوقاً ضخمة في المغرب، تقدر قيمتها بنحو ملياري درهم، حيث يذهب أكثر من نصف هذا المبلغ لشراء الكتب المدرسية وحدها. يعكس التوتر الحالي في عملية التوريد أهمية قطاع الطباعة والتوزيع الذي ما يزال يعاني من تأخيرات لوجستية وتحديات في تلبية الطلب المتزايد مع كل عام دراسي جديد.

اقرأ أيضًا: خدمة جديدة.. طريقة استخراج شهادة خلو سوابق وتقارير المركبات إلكترونيًا عبر أبشر